رهان إيران على الصين يفشل في كسر العقوبات الأميركية

رهان إيران على الصين يفشل في كسر العقوبات الأميركية

طهران – سقط رهان الإيرانيين على الصين كخيار بديل في مواجهة العقوبات الأميركية المتصاعدة. وتراجعت صادرات النفط الإيراني إلى الصين منذ بداية السنة الحالية إلى أكثر من النصف، وهو ما يعني أن بكين لن تقدر على لعب دور المنقذ الذي يبحث عنه الإيرانيون. في المقابل بدأت الصين تقترب أكثر فأكثر من الخليج، وخاصة من الإمارات العربية المتحدة.

وانهارت مؤخرا المحادثات التي جمعت وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الصيني وانغ يي في مقاطعة يونان الصينية لإتمام مفاوضات حول خطة إستراتيجية ثنائية مدتها 25 سنة دون الإعلان عن اتفاق مؤقت أو نهائي.

وكانت إيران تراهن على هذه الصفقة لجذب المشاريع الصينية التي تصل قيمتها إلى 400 مليار دولار، كما كان الإيرانيون متحمّسين لإبرام صفقة تشمل إمدادات النفط الخام لمدة 25 سنة. لكن الصينيين لم يكونوا حريصين على الالتزام بعقود نفطية طويلة الأجل بينما يرشّح فائض العرض العالمي احتمالَ تأمينِ أسعارٍ أرخص في السوق المفتوحة.

وانخفضت صادرات النفط الإيراني إلى الصين بأكثر من 50 في المئة منذ بداية السنة الحالية، بعد أن تراجعت خلال السنة الماضية أيضا، مع عجز شركات الشحن الصينية عن تجنب التعرض لعقوبات وزارة الخزانة الأميركية.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية الأسبوع الماضي عن فرض عقوبات على شركة “تريليانس للبتروكيماويات”، التي كانت تدير تجارة البتروكيماويات الإيرانية مع الصين عبر سنغافورة.

جوناثان كامبل جيمس: الصين تعمل على ملء الفراغ الأمني الأميركي في منطقة الخليج

وكان إبرام هذه الصفقة مع الصين سيمكّن الإيرانيين من إنقاذ الاقتصاد الذي يعاني من تبعات الأزمة العالمية التي ترتبت على انتشار وباء كورونا، وانخفاض أسعار النفط، والعقوبات الأميركية، كان ذلك قبل أن يصل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني يانغ جيتشي إلى أبوظبي.

ومنحت الصحف التي تسيطر عليها الحكومة الصينية تغطية أكبر للمحادثات التي جمعت يانغ جيتشي بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وركزت على نيّة الصين في إضافة مشاريع إلى الاتفاقيات السابقة، ودعم الإمارات في “لعب دور أكبر في الشؤون الإقليمية والدولية”.

وقال العقيد السابق في الجيش البريطاني جوناثان كامبل جيمس “بينما تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق هدفها السياسي، في تقليل بصمتها الأمنية في الخليج، يبدو الحزب الشيوعي الصيني راغبا في ملء هذا الفراغ مع تواصله مع إيران والإمارات”.

وكتب جيمس، الذي سبق أن عمل في السعودية وسلطنة عمان والعراق ولبنان، بمقال في “عرب دايجست”، “إذا كان هذا المسار صحيحا فسيتعين على الصين مواجهة الانقسامات السياسية في الخليج، إذ نادرا ما واجهتها العلاقات الخارجية التي تركز على الاقتصاد”.

لكن مراقبين يقولون إن الجمع بين إيران والخليجيين كهدف واحد للاستثمارات الصينية يبدو صعبا ومعقدا بسبب تناقض الأجندات بين إيران والسعودية التي باتت تضع الموقف من إيران محددا في علاقاتها الخارجية في سياق إستراتيجية لمقايضة المصالح بالمواقف.

العرب