في مواجهة استمرار التفشي السريع لفيروس كورونا المستجد في أوروبا، يتزايد عدد الدول التي تفرض قيوداً جديدة في محاولة للحد من أضرار الوباء.
ومنذ بداية الجائحة، سجلت أكثر من 11 مليون إصابة في القارة، وفق الأرقام الرسمية، أكثر من نصفها في روسيا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا، ومن بينها أكثر من 284 ألف وفاة.
وعالمياً، أودى “كوفيد-19” بحياة ما لا يقل عن 1.2 مليون شخص.
بريطانيا تستعد للإغلاق
في لندن، التي تستعد لإغلاق جديد يستمر أربعة أسابيع، تنير أضواء عيد الميلاد شارع أكسفورد، شريان التسوق الرئيس في وسط العاصمة، في ظل غياب الحشود التي تملأ عادة الشارع في هذا الوقت من السنة.
وستخضع البلاد، اعتباراً من الخميس، لعزل تام. وحتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، لن تستطيع المطاعم والحانات والمقاهي سوى تقديم خدمة تسليم الطعام إلى الزبائن، من دون إمكانية الجلوس. ودُعي الإنجليز إلى العمل من منازلهم، وينبغي عليهم عدم مغادرتها إلا لأسباب معينة، مثل ممارسة الرياضة، لكن ستبقى المدارس مفتوحة.
والمملكة المتحدة، الأكثر تضرراً من الوباء في أوروبا مع قرابة 47 ألف وفاة، تستعد أيضاً لرفع العزل في مناطق محددة. وستشهد مدينة ليفربول، في شمال إنجلترا اعتباراً من الجمعة برنامجاً مكثفاً وسريعاً من الفحوص الطبية، يمكن توسيعه ليشمل مدناً أخرى إذا حقق نجاحاً.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي يتعرض لانتقادات بسبب إستراتيجيته لمكافحة “كوفيد-19″، أن “هذا النوع من الفحوص يمكن أن يكون سلاحاً جديداً قوياً في معركتنا ضد الفيروس”.
تدابير جديدة في النمسا
أما في النمسا، حيث استهدف اعتداء إرهابي مساء الاثنين فيينا، مسفراً عن أربعة قتلى، فقد دخلت قيود إغلاق جديدة حيز التنفيذ الثلاثاء. ومن المقرر أن تستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني).
وبات ممنوعاً الخروج بين الثامنة مساء والسادسة صباحاً، وتحدد القيود الجديدة عدد الأشخاص المشاركين في لقاءات خاصة بعشرة من أسرتين مختلفتين.
وإضافة إلى إغلاق المتاحف والمسارح ودور السينما وأحواض السباحة، ستُلغى الحفلات بما في ذلك الأعراس وأسواق عيد الميلاد التقليدية.
وسيُسمح للمدارس والحضانات في كل أنحاء البلاد بإبقاء أبوابها مفتوحة، لكن في العاصمة سمح للأهل بإبقاء أبنائهم في المنزل بسبب الاعتداء.
وتسجل الدولة البالغ عدد سكانها 8.8 ملايين نسمة، التي نجت نسبياً من الموجة الأولى من الوباء، أكثر من خمسة آلاف إصابة يومياً مقابل ألف في أوائل أكتوبر (نشرين الأول).
اليونان تستعد للأسوأ
أما اليونان فـ”تستعد لأسوأ السيناريوهات”، وفق ما أعلن المتحدث باسم الحكومة ستيليوس بيتساس.
وفي وقت فُرض حظر تجول بين منتصف الليل والخامسة صباحاً منذ 22 أكتوبر، دخلت قيود جديدة حيز التنفيذ الثلاثاء في أنحاء البلاد.
وستغلق المتاجر غير الأساسية والمطاعم والمقاهي وصالات العرض والمتاحف والقاعات الرياضية في أثينا، وفي المناطق الأكثر اكتظاظاً في البلاد. لكن الشركات والمدارس ستبقى مفتوحة لتجنب مزيد من الإضرار بالاقتصاد.
في حي موناستيراكي السياحي، تُكدس الكراسي والطاولات في المطاعم والمقاهي، وقد وضع كثيرون شرائط حمراء حولها لمنع الزبائن من الجلوس عليها.
ولم يستبعد فرض عزل تام في أثينا، على غرار تسالونيكي، ثاني مدن البلاد، حيث لم يعد بإمكان السكان التنقل من دون الحصول على إذن مسبق.
ألمانيا تقفل المطاعم والحانات
أرغمت السلطات الألمانية المطاعم والحانات والمقاهي وكذلك كل المؤسسات الثقافية والرياضية على الإغلاق الاثنين لأربعة أسابيع.
ودعا إيوي يانسنس، أحد الخبراء الألمان البارزين في مجال العناية الفائقة، الثلاثاء، المستشفيات إلى تأجيل العمليات الجراحية غير الطارئة بهدف إفراغ بعض الأسرة، والتخفيف عن كاهل الطواقم الطبية في مواجهة ارتفاع عدد الإصابات بـ”كوفيد-19″.
50 ألف مصاب في مستشفيات أميركا
وفي الولايات المتحدة، تجاوز عدد مرضى فيروس كورونا في المستشفيات 50 ألفاً يوم الثلاثاء، وهو أعلى مستوى منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، في وقت يهدد فيه تزايد الإصابات بدفع نظام الرعاية الصحية إلى بلوغ طاقته القصوى.
وسجلت تكساس أعلى عدد من مرضى كورونا بالمستشفيات حالياً، إذ إن فيها 5936 مريضاً، تليها إلينوي التي يعالج فيها 3594 مريضاً، ثم كاليفورنيا بواقع 3270 مريضاً، وفق إحصاء لوكالة “رويترز”.
وعلى مستوى الولايات المتحدة ككل، زاد عدد مرضى “كوفيد-19” في المستشفيات بنسبة تزيد عن 64 في المئة منذ بداية الشهر الحالي، وبلغ 50176 مريضاً يوم الثلاثاء، وهو أعلى مستوى منذ 7 أغسطس (آب) الماضي. إلا أن الرقم لا يزال أقل من مستوى قياسي بلغ 58370 مريضاً في المستشفيات في يوليو (تموز).
تأكيد إصابة تبون
أكدت الرئاسة الجزائرية، الثلاثاء، أن الرئيس عبد المجيد تبون (74 عاماً) الذي يعالج في مستشفى في ألمانيا مصاب بكورونا، في أول إعلان رسمي يحدد سبب مرض الرئيس الجزائري، الغائب الأكبر عن استفتاء تعديل الدستور.
وقال بيان الرئاسة “يُطمئن الطاقم الطبي بأن السيد الرئيس يستجيب للعلاج وحالته الصحية في تحسن تدريجي وفق ما يقتضيه البروتوكول الصحي”.
اندبندت عربي