طالب شيوخ ووجهاء من مجلس العشائر في محافظة صلاح الدين بالإضافة إلى ذوي وعائلات المغيبين، بضرورة انسحاب مليشيات الحشد الشعبي الشيعية من جميع المدن والقرى والأراضي في المحافظة، وتسليم الملف الأمني إلى أبناء العشائر والقوات الأمنية، ودعوة الحكومة المركزية في بغداد والمجتمع الدولي إلى تشكيل أفواج حماية مساندة لصفوف قوات الأمن العراقية تكون حصرا من أبناء قبائل صلاح الدين وقيادة تحالف دولي ضدها، بهدف وقف تجاوزات مسلّحي فصائل الحشد خاصة المرتبطة بإيران، وحماية المدن والبلدات المختلطة من عمليات التغيير الديمغرافي التي تنتهجها المليشيات بين الوقت والآخر ضد أبناء العشائر العربية السُنية بهدف تهجيرهم ثانية.
وأكد الشيخ ثائر البياتي الأمين العام لمجلس شيوخ عشائر محافظة صلاح الدين لـ”القدس العربي” أنه “في أكثر من مناسبة تقدمنا بطلب إلى الممثلين عن المحافظة في البرلمان العراقي وكذلك إلى الحكومة العراقية بخصوص انسحاب الفصائل المسلحة من صلاح الدين بسبب استفحال أمر المليشيات واحتلالها للعديد من المدن بحجة خطر تنظيم الدولة، لكن دون جدوى، ولا أحد يستمع إلينا”. مشيرا إلى أن إخراج هذه الفصائل المسلحة الشيعية بات مطالبا جماهيرا، خصوصا بعد مجزرة الفرحانية التي ما تزال تداعياتها المروعة حاضرة في عقول ونفوس سكان صلاح الدين.
وأضاف: “لا بدّ من تضافر الجهود بالضغط لإنهاء احتلال هذه الفصائل المسلحة للعديد من البلدات والأقضية في صلاح الدين وعودة العائلات المهجرة التي لا تزال ممنوعة من العودة إلى مناطقها بسبب سطوة وسيطرة المليشيات عليها، مثل بلدات العوجة، ويثرب، ومناطق سيد غريب، وأطراف قضاء الطوز، وآمرلي فضلا عن عزيز بلد.
وأوضح البياتي أن “أكثر من 44 مليشيا مسلحة أغلبها تتبع إيران والحرس الثوري، تحتل مدن محافظة صلاح الدين، ومنذ سنوات تقود مخطط عمليات تغيير التركيبة السكانية بشكل متواصل، إذ تقوم بتهريب النفط وكذلك الاستحواذ على بحيرات الأسماك التابعة للمواطنين دون وجه حق، وجلب الكثير من أصحاب المواشي ورعاة الأبقار ما يسمى “بالجامسة ” من المحافظات الجنوبية إلى قرى صلاح الدين والسماح لهم بالاستيطان والاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وغالبيتها تعود للعائلات المهجرة”.
وتابع: “نحن الآن نقود حراكا سياسيا وجماهيريا بالضغط على المجتمع الدولي لإخراج الفصائل المسلحة؛ لأننا على قناعة كاملة بأنه لا يمكن إخراج هذه المليشيات من محافظاتنا المحررة إلا بقوة عسكرية وتحالف دولي يجتمع ضدها؛ لأن القرار السياسي في بغداد ضعيف ومصادَر ومتواطئ مع هذه المليشيات الإجرامية”.
من جهته، طالب الحاج أبو عبد الرحمن الدليمي، وهو من سكان مدينة تكريت، بإخراج مليشيات الحشد الشعبي من مدينته والكشف عن مصير 28 فردا من أبناء عمومته جميعهم اختطفوا على يد الحشد ولا يزال مصيرهم مجهولا.
يقول الدليمي في حديثه لـ”القدس العربي”: “نعاني من سطوة المليشيات، فهي المتحكم الأول في صلاح الدي،ن ولا يقوى على محاسبتهم أحد. فهم لا يزالون يمارسون أبشع الانتهاكات بحقنا.. نحن شهدنا أيام تنظيم الدولة، و لم يفعلوا بنا كما تفعل الآن المليشيات. فالعودة إلى أيام داعش باتت بالنسبة للكثير منا أرحم بعشرات المرات من مليشيات ولائية عنصرية لا يرقبون في أهالي صلاح الدين إِلّاً ولا ذمة ورحمة”.
يشار إلى أن مسلحي الحشد الشعبي يمارسون منذ أربع سنوات انتهاكات فظيعة بحق سكان محافظة صلاح الدين، منها منع العديد من العائلات النازحة من مدن وبلدات المحافظة من الرجوع إلى منازلهم، فضلاً عن القيام بعمليات الاعتقال والاختطاف والتصفية الجسدية للأهالي بحجة الانتماء إلى تنظيم “الدولة”، ناهيك عن عمليات الابتزاز وفرض الإتاوات على الموظفين وميسوري الحال والتجار، يقابلها الاستحواذ على الأراضي الزراعية دون سند قانوني.
القدس العربي