تحت عنوان: “المعضلة الأولى”، قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، في افتتاحية عددها الصادر الإثنين، إنه رغم تمسك دونالد ترامب بموقفه الرافض لنتيجة الانتخابات والتأكيد على أنه سيلجأ إلى القضاء للطعن فيها، إلا أن واقع الحال يؤكد أن هذا الأخير خسر فعلاً أمام المرشح الديمقراطي ونائب الرئيس السابق جو بايدن، الذي من المفترض أن يحصل في نهاية عملية فرز الأصوات هذه الماراثونية في بعض الولايات على 360 صوتاً من أصوات “الناخبين الكبار”، وهو العدد نفسه الذي تحصل عليه دونالد ترامب عام 2016، لكن مع أكبر عدد من الأصوات الشعبية محققا رقماً قياسياً من حيث الأصوات الشعبية للرؤساء الذين يترشحون لفترة رئاسية إضافية.
ورأت لوفيغارو أن المرشح الديمقراطي انتصر على الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته، لكنه لم يهزمه، حيث إن ترامب يحتفظ بقوة سياسية استثنائية مع 70.8 مليون ناخب وقوة تأثير لا تضاهى عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وعليه، فإن جو بايدن سيبدأ رئاسته مع منافس ما يزال واقفاً على قدميه، ولا يمكن الاستهانة بقدرته على “إلحاق الضرر”.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن الهزيمة هي التي ستتيح لنا رؤية الطبيعة الحقيقية لـ”ترامبية”: حركة ديمقراطية متسامحة مع التناوب أو قوة للقضاء على الخصم مستثنية أي حل وسط.
مضت لوفيغارو إلى التوضيح في افتتاحيتها، أن جو بايدن وإدراكا منه للحاجة الملحة إلى المصالحة وتوحيد بلاده المنقسمة بشدة، تواصل مع المعسكر الآخر ببعض العبارات المتفق عليها إلى حد ما حول الحاجة إلى “التوحد لاستعادة روح أمريكا”. لكنه يعلم أنه يجب عليه أيضا إحداث تغيير جذري لمؤيديه. وعليه، فإن فريقه يعمل على إصدار أوامر تنفيذية تخص قرارات عدة ملفات، بما في ذلك العودة إلى اتفاقية باريس للمناخ.
وخلصت لوفيغارو إلى القول إن الرئيس المنتخب جو بايدن يواجه من معضلة أولى: المُصالح أو المُصلح؟ قد يضطر إلى الاختيار بسرعة، وفق الصحيفة.
القدس العربي