هنأت تركيا اليوم الثلاثاء أذربيجان على تحقيق الانتصار في معارك إقليم قره باغ. وفي حين أصدرت روسيا بيانا جديدا حول الأزمة، أوضحت الحكومة الأرمينية لشعبها الأسباب القاهرة التي دفعتها لتقديم تنازلات ووقف المعارك.
وقد أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن بلاده ستظل إلى جانب أذربيجان حتى استعادة جميع أراضيها المحتلة.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الدفاع عبر تويتر اليوم، تعليقًا على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين أرمينيا وأذربيجان، والذي ينص على استعادة الأخيرة السيطرة على 3 محافظات.
وقال أكار “سنظل مع أشقائنا الأذربيجانيين على قلب رجل واحد حتى استعادة جميع الأراضي المحتلة”. وأضاف “نهنئ انتصار أشقائنا الأذربيجانيين الذين انهوا بكفاحهم العادل الصراع في قره باغ”.
وقال أيضا إن باكو “استعادت أراضيها المحتلة منذ 30 عاما بكفاحها وعزمها، وأنهت الهجمات الأرمينية الهمجية ضد المدنيين”.
وبدوره، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنهم سيواصلون المباحثات حول كيفية مراقبة ومتابعة الاتفاق المتعلق بقره باغ بين أذربيجان وأرمينيا.
وقال جاويش أوغلو إن تركيا ستقف إلى جانب أذربيجان دائما، وأضاف “تحرير قره باغ بعد 30 عاما نجاح وانتصار عظيم لأذربيجان”.
ومساء الاثنين، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توصل أذربيجان وأرمينيا لاتفاق وقف النار في قره باغ اعتبارا من فجر الثلاثاء، مع بقاء قوات البلدين متمركزة في مناطق سيطرتها الحالية.
وجاء التوصل إلى الاتفاق في أعقاب تصعيد دموي مستمر منذ أسابيع للسيطرة على قره باغ المتنازع عليها، والتي تسيطر عليها إلى حد كبير قوات أرمينية مسيحية، إلا أن الأمم المتحدة تعتبرها جزءا من أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة.
توضيح روسي
ومن جانبه، أكد الكرملين أن اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان لا يتضمن نشر أي قوات حفظ سلام تركية في المنطقة المتنازع عليها.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن المتحدث الرئاسي ديمتري بيسكوف القول “لم يتم الاتفاق على نشر جنود أتراك في قره باغ ، في إشارة إلى الاتفاق الذي توصلت إليه أرمينيا وأذربيجان وروسيا.
وكان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قال في وقت سابق اليوم إنه ستتم إقامة مركز لقوات حفظ سلام “بجنود روس وأتراك في الخدمة”. وأضاف أن تركيا ستلعب دورا في مراقبة وقف النار.
أسباب التنازل
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إن توقيعه على الاتفاق المبرم مع أذربيجان، حول إقليم قره باغ، جاء عقب نفاد موارد جيش بلاده.
وأضاف باشينيان، في بث مباشر عبر حسابه على فيسبوك، أن قيادات جيش بلاده أفادت له بوجوب توقّف معارك قره باغ.
وأوضح أنه -إلى جانب قلة الموارد العسكرية- فإن أعداد المحاربين على الجبهة تراجعت، مع عدم وجود جنود احتياط يتم استبدالهم بهم. وتابع “المحاربون على الجبهات كانوا بحاجة إلى استراحة. هناك أشخاص على الجبهة لم يتم تغييرهم منذ شهر”.
وأشار باشينيان إلى أن أرمينيا وإدارة إقليم قره باغ توصلتا إلى ضرورة إنهاء المعارك هناك بأقرب وقت، وإلا فإن النتائج ستكون أكثر وخامة.
وقال أيضا “لم يكن لدي خيار إلا التوقيع عليه، والقرار الذي اتخذته يستند لتقييم أشخاص على علم بالواقع العسكري على الأرض”.
من جانبه أعلن الرئيس الأذربيجاني أنّ الاتفاق بمثابة نصر لبلاده، وقال إن الانتصارات التي حققتها قواته أجبرت رئيس الوزراء الأرميني على قبول الاتفاق مكرهًا.
وبيّن علييف أن الاتفاق ينص على استعادة بلاده السيطرة على 3 محافظات تحتلها أرمينيا بحلول الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل.
المصدر : الجزيرة + وكالات