قال الكرملين اليوم الخميس إن قوات حفظ السلام التي سيتم نشرها في إقليم نارغوني قره باغ ستكون روسية فقط، مشيرا إلى أن التنسيق مع تركيا سيكون عبر مركز في أذربيجان، فيما حذر وزير الخارجية التركي أرمينيا من أي انتهاك لاتفاق قره باغ.
وأضاف الكرملين أنه لا يمكن لموسكو وأنقرة بحث مسألة نشر قوات حفظ سلام تركية في قره باغ دون موافقة باكو ويريفان.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن مسؤولين أميركيين وفرنسيين يبحثون في موسكو قريبا الترتيبات المتعلقة بتنفيذ اتفاق قره باغ.
مسؤولون أميركيون وفرنسيون سيبحثون اتفاق قره باغ في موسكو (الأناضول)
اتفاق وتفاصيل
وتأتي هذه التطورات عقب 3 أيام من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق ينص على وقف إطلاق النار في إقليم قره باغ المتنازع عليه، مع بقاء قوات البلدين متمركزة في مناطق سيطرتها الحالية.
من جهته، أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن الاتفاق بمثابة نصر لبلاده، وأن الانتصارات التي حققها الجيش أجبرت رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على قبول الاتفاق مكرها.
وبين علييف أن الاتفاق ينص على استعادة أذربيجان السيطرة على 3 محافظات كانت تحت سيطرة أرمينيا.
بدوره، علق باشينيان على الاتفاق بقوله إنه لم يكن لديه خيار إلا التوقيع، والقرار الذي اتخذته يستند إلى تقييم أشخاص على علم بالواقع العسكري على الأرض.
وفي أحدث التطورات، نقلت وكالة الأنباء الأذرية تصريحات عن محرم علييف مساعد الرئيس الأذربيجاني للشؤون العسكرية قوله إن إقليم قره باغ سيكون مثل أي منطقة أذرية أخرى، ولن يتمتع بالحكم الذاتي.
وأضاف أن المهجرين من الأذريين سيعودون إلى منازلهم الإقليم، مشيرا إلى أن العملة الأذرية الرسمية ستكون هي المستخدمة في تلك المناطق.
وكانت السلطات الأذرية قد ذكرت أن مليون شخص هجروا من منازلهم منذ تسعينيات القرن الماضي، فضلا عن مقتل نحو 20 ألف شخص في العمليات العسكرية، فيما يقدر عدد المفقودين من الأذريين بنحو 4 آلاف شخص.
وفي أرمينيا، أوقفت السلطات في وقت سابق اليوم 10 من قادة المعارضة، لدورهم المفترض في احتجاجات عنيفة للتنديد بتوقيع اتفاق يكرس انتصار أذربيجان في نزاع ناغورني قره باغ.
واعتُقل المعارضون -وبينهم قادة في حزبي “أرمينيا المزدهرة” و”الاتحاد الثوري الأرمني” بروسبر والطاشناق حسب مكتب المدعي العام- بتهمة “التنظيم غير القانوني لاضطرابات جماعية عنيفة”.
وخلال ليل الاثنين الثلاثاء تعرض مقر الحكومة والبرلمان للاقتحام والنهب جزئيا.
وخلال المظاهرات الرافضة للاتفاق هتف المحتجون بشعارات ضد باشينيان واتهموه بالاستسلام وبخيانة بلده من خلال توقيع اتفاق وقف المعارك في إقليم قره باغ، والقبول بتسليم أراض شاسعة لمن وصفوه بالعدو الأذري.
وقد دافع باشينيان عن قراره، مؤكدا أن توقيع وقف المعارك كان الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الجمهورية المعلنة من جانب واحد في قره باغ، وأن الاتفاق يحفظ للجانب الأرميني ما لم يمكن بالإمكان الحفاظ عليه لو تواصلت المعارك.
وفي تطور متصل، أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية منطقة حظر جوي في أرمينيا وإقليم قره باغ باستثناء الطائرات العسكرية.
موقف أنقرة
سياسيا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أرمينيا ستدفع الثمن في حال انتهكت الاتفاق المبرم بشأن وقف إطلاق النار في إقليم قره باغ.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي أجراه جاويش أوغلو في العاصمة الأذرية باكو اليوم الخميس.
وقال جاويش أوغلو إن اتفاق قره باغ يحمل توقيع رئيس وزراء أرمينيا، وبالتالي فهو ملزم لهذا البلد، وسيدفعون الثمن إذا انتهكوا وقف إطلاق النار.
المصدر : الجزيرة + وكالات