مناطق النزاعات مسرح شبه حصري للأعمال الإرهابية.. والساحل الأفريقي الأشد انفجارا

مناطق النزاعات مسرح شبه حصري للأعمال الإرهابية.. والساحل الأفريقي الأشد انفجارا

باريس – أظهر مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020 الأربعاء أن عدد الوفيات بسبب الإرهاب وصل إلى أدنى مستوى له منذ خمس سنوات، لكن مع ذلك تبقى مناطق الحروب المسرح شبه الحصري للهجمات الإرهابية مع تركز 96 في المئة من الضحايا فيها في العالم 2019.

وقال المؤشر إن منطقة الساحل الأفريقي التي تنتشر فيها مجموعات جهادية متشعبة مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة أصبحت من أكثر المناطق عرضة للإرهاب.

وتتسم تلك المنطقة بتعددية التوجهات المتطرفة بين العشرات من القبائل، وهو ما جعلها بؤرة نشطة ومتنوعة لجماعات جهادية كثيرة اختلفت في الأيديولوجيا والأهداف، واتفقت في الآلية العنيفة، ومنها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحركة الشباب بمالي والنيجر وجماعة “بوكو حرام” في نيجيريا، وجماعة “التوحيد والجهاد” في غرب أفريقيا، و”الحركة الوطنية لتحرير الأزواد” في شمال مالي.

ومع ظهور داعش في 2014 وحصوله على بيعة عدد من تلك الجماعات، أبرزها بوكو حرام وجماعة التوحيد والمرابطين، والتي توحدت تحت لواء “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”، تشكلت الكثير من الجماعات المتطرفة ككيان فعلي.

وسجلت بوركينا فاسو التي تستهدفها المجموعات الجهادية الناشطة في المنطقة بكثرة، الرقم القياسي مع ارتفاع نسبته 590 في المئة في عدد الضحايا. وتعرف مالي والنيجر المجاورتان لها تراجعا كبيرا في الوضع كما الحال في سريلانكا وموزمبيق.

وقال المؤشر في بيانه إن “أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كانت الأكثر تضررا مع وجود سبع من أكثر عشر دول شهدت ارتفاعا في عدد الضحايا، في هذه المنطقة”. وقد وقع في هذه المنطقة 41 في المئة من القتلى الذين سقطوا في هجمات منسوبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العالم العام الماضي.

ويتوقع خبراء أن منطقة الساحل والصحراء، والتي تشمل دول موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، تتجه لتكون مسرح عمليات التنظيمات الإرهابية الدولية وفي مقدمتها تنظيما القاعدة وداعش خلال الفترة القادمة.

وتأتي التوقعات على خلفية تعيين تنظيم القاعدة السبت الماضي الجزائري أبوعبيدة يوسف العنابي كزعيم جديد للتنظيم في بلاد المغرب العربي، في ظل ما تشهده المنطقة من تحركات مريبة للعديد من الجماعات التكفيرية في مالي ونيجيريا، مع توسع بؤرة جماعة بوكو حرام الإرهابية في نيجيريا وتمدد التنظيمات المتشددة بمالي جهة الشمال نحو الصحراء الجزائرية، وهي تحركات تنبئ بتفجير الوضع بدول الساحل والصحراء كي تكون بؤرة توطين جديدة للتنظيمات الإرهابية مستقبلا.

وشددت هذه الدراسة التي أعدها معهد الاقتصاد والسلام ومقره في سيدني، على تراجع ملحوظ لعدد ضحايا الإرهاب مع 13826 قتيلا في 2019 أي بتراجع نسبته 15 في المئة على سنة و59 في المئة منذ العام 2014.

وقال المؤشر إن الدول العشر الأكثر تأثرا بالإرهاب هي: أفغانستان والعراق ونيجيريا وسوريا والصومال واليمن وباكستان والهند وجمهورية الكونغو الديمقراطية والفلبين.

وسجل التراجع الأكبر في أفغانستان ونيجيريا مع أنهما البلدان الوحيدان اللذان سقط فيهما أكثر من ألف قتيل في أعمال إرهابية خلال السنة.

وجاء في بيان للمؤشر “تبقى حركة طالبان المجموعة الإرهابية الأكثر حصدا للأرواح العام 2019 مع أن الحصيلة المنسوبة إليها تراجعت بنسبة 18 في المئة. أما تنظيم الدولة الإسلامية فقد استمرت قوته ونفوذه بالتراجع بعد نهاية دولة “الخلافة” التي أعلنها العام 2019.

وأوضح المؤشر “للمرة الأولى منذ بدأ التنظيم نشاطه، كان مسؤولا عن أقل من ألف قتيل خلال سنة”.

في أميركا الشمالية وأوروبا الغربية وأوقيانيا أتى الارتفاع الأكبر من إرهاب اليمين المتطرف (89 قتيلا في 2019 أي بزيادة 250 في المئة في 2014).

وشدد التقرير رغم ذلك على وجود ميل تراجعي فعلي في الأعمال الإرهابية. وتراجع عدد الضحايا في 103 دول وهو معدل تحسن قياسي منذ اعتماد المؤشر قبل ثماني سنوات.

وشهدت 63 دولة هجوما إرهابيا واحدا على الأقل العام الماضي وهو أدنى عدد منذ 2013، إلا أن الإرهاب “يبقى تهديدا خطيرا وكبيرا في الكثير من الدول”.

العرب