استدعت أذربيجان السفير الفرنسي لديها للاحتجاج على قرار اعتمده مجلس الشيوخ الفرنسي يدعو باريس للاعتراف بإقليم ناغورني قره باغ كجمهورية، في حين وصفته تركيا بالسخيف معتبرة فرنسا جزءا من مشكلة الإقليم.
وقالت الخارجية الأذربيجانية إنها استدعت السفير الفرنسي زكاري غروس وقدمت له رسالة احتجاجية على قرار مجلس الشيوخ الذي اعتبرته أيضا سلوكا استفزازيا ومخالفا للقانون الدولي.
لكن غروس أكد في تغريدة على تويتر عدم وجود أي تغيير بموقف باريس الرسمي والمتمثل بعدم الاعتراف بصورة أحادية بجمهورية ناغورني قره باغ.
وفي قراره قال مجلس الشيوخ الفرنسي أمس الأربعاء، إنه “يدين العدوان العسكري الأذربيجاني الذي نفّذ بدعم من السلطات التركية ومرتزقة أجانب”، ويدعو إلى الانسحاب الفوري” للقوات المسلّحة الأذربيجانية من الأراضي التي خسر الأرمن السيطرة عليها منذ 27 سبتمبر/أيلول في منطقة قره باغ.
كما يحض القرار الحكومة على السعي من أجل تأمين فوري “لحماية السكان من خلال نشر قوة فصل دولية” و”تقديم مساعدات إنسانية ضخمة إلى السكان المدنيين”.
وفي قراره يدعو مجلس الشيوخ أيضا الحكومة الفرنسية إلى “طلب إجراء تحقيق دولي في جرائم الحرب التي ارتكبت في ناغورني قره باغ” و”استخلاص جميع النتائج الدبلوماسية للدور الذي لعبته السلطات التركية” في النزاع.
وفي هذا السياق، دعا برلمان أذربيجان الخميس إلى إقصاء فرنسا من مجموعة مينسك المكلفة القيام بوساطة بشأن النزاع في ناغورني قره باغ، بعد قرار مجلس الشيوخ الفرنسي.
ومجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي تأسست في التسعينيات بعد أول حرب بين أرمينيا وأذربيجان، مكلفة القيام بوساطة سعيا لإيجاد حل لقضية ناغورني قره باغ، الجمهورية المعلنة من طرف واحد والتي تسكنها غالبية من الأرمن.
من جهتها، رأت أنقرة أن دعوة مجلس الشيوخ الفرنسي لأذربيجان الانسحاب من الأراضي التي استعادتها “سخيف ومنحاز ولا يمت للواقع بصلة”.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن فرنسا أثبتت مرة أخرى أنها جزء من المشكلة في إقليم قره باغ وليست جزءا من الحل.
وشدد الوزير التركي -في تصريحات لوكالة الأناضول- على ضرورة أن تلتزم فرنسا الحياد في قضية قره باغ، باعتبارها رئيسة مشاركة في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
ولفت إلى أن قرار مجلس الشيوخ الفرنسي (الغرفة الثانية بالبرلمان)، مؤشر واضح على سبب عدم حل قضية قره باغ منذ 30 عاما.
وفي الأثناء، نقلت وكالة الأنباء الأذربيجانية تصريحات لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال اتصال مرئي مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف، وتهنئته لباكو بعد استعادتها لمنطقة كالبجار بمحيط قره باغ وسعي طهران لتعزيز علاقتها مع باكو.
وأضافت الوكالة أن الوزيرين بحثا مشروع ممر النقل الدولي “الشمال – الجنوب”، وعددا من المشاريع الأخرى.
وفي السياق، أجرى وزير الخارجية الأذربيجاني اتصالا هاتفيا مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان آل سعود.
ووفق الخارجية الأذربيجانية فإن الوزيرين أكدا أهمية اتفاق وقف إطلاق النار في قره باغ ومحيطه وتطبيق كافة بنوده.
تعزيزات عسكرية
وعلى الصعيد الميداني، أرسلت أذربيجان مزيدا من التعزيزات العسكرية لمواقع قواتها في منطقة كالبجار التي استعادتها من أرمينيا بالأمس.
وتضمنت التعزيزات آليات ثقيلة وعربات اتصال، وفرقا لإزالة الألغام، إضافة لمئات من عناصر المشاة الأذربيجانيين.
وبثت وزارة الدفاع الأذربيجانية صورا جوية تظهر جانبا من تحرك وانتشار قواتها داخل كالبجار.
المصدر : الجزيرة + وكالات