لا تزال الأسواق العالمية تحتفظ بمكاسبها على الرغم من الأخبار المقلقة الناتجة من تضارب البيانات حول لقاح كورونا والتداعيات الاقتصادية. ففي أوروبا، صعدت الأسهم في التعاملات المبكرة، لكن المكاسب جاءت محدودة بعد أن تقوضت المعنويات بسبب مدّ قيود مرتبطة بفيروس كورونا في ألمانيا، وتوقعات نمو اقتصادي محبطة لبريطانيا.
وصعد المؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 0.1 في المئة، إذ قاد قطاعا التكنولوجيا والرعاية الصحية المكاسب. وأوقف المؤشر القياسي في الجلسة السابقة سلسلة أربعة أيام من المكاسب، إذ باع المستثمرون لجني الأرباح بعد صعود مدعوم بآمال اللقاح.
كبح الموجة الثانية
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ألمانيا ستمدد إجراءات تقييد فرضت في وقت سابق هذا الشهر لكبح الموجة الثانية التي تجتاح كثيراً من مناطق أوروبا حتى 20 ديسمبر (كانون الأول) على أقل تقدير، حيث لا تزال أعداد الإصابات بـ “كوفيد-19” مرتفعة.
اقتصاد بريطانيا
واستقرت الأسهم البريطانية ذات الانكشاف على الأوضاع المحلية عقب موجة بيع في الجلسة السابقة، بعد أن حذر وزير المالية ريشي سوناك من أن الاقتصاد في طريقه للانكماش 11.3 في المئة هذا العام، وكشف عن خطط لاقتراض مبالغ لم تشهدها بريطانيا في أوقات السلم.
ومن المتوقع أن تكون أحجام التداول ضعيفة في ظل عطلة عيد الشكر بالولايات المتحدة.
الدولار ينخفض
وعلى صعيد العملات تراجع الدولار مجدداً، إذ دفعت بيانات اقتصادية أميركية سلبية والتفاؤل في شأن لقاحات فيروس كورونا المستثمرين إلى الإقبال على العملات الأكثر مخاطرة، والمرتبطة بالسلع الأولية العالمية والأسواق الناشئة.
وجرى تداول الجنيه الإسترليني بالقرب من أعلى مستوى في أكثر من شهرين في مقابل الدولار، فيما يترقب المستثمرون تفاصيل المحادثات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع.
وسجل الدولار 1.1926 في مقابل اليورو، مقترباً من أقل مستوى في أكثر من أسبوعين.
وجرى تداول الإسترليني في مقابل 1.3387 دولار، وهو ما يقترب من أعلى مستوى منذ 2 سبتمبر (أيلول) الماضي. وسجل الإسترليني 89.06 مقابل اليورو.
ولم يطرأ تغير يذكر على الدولار في مقابل الين الياباني، وجرى تداوله عند 104.31 ين.
العملات المشفرة
وساد الفتور معاملات الدولار، إذ تغلق الأسواق في وقت لاحق لعطلة عيد الشكر.
وانخفضت “بيتكوين”، العملة المشفرة الأكثر رواجاً، إلى 17.895 دولار بعد محاولة فاشلة في تجاوز أعلى مستوياتها عند 19.666 دولار في ديسمبر 2017.
وحام الدولار الأسترالي قرب أعلى مستوياته منذ سبتمبر، مدعوماً بتحسن شهية المخاطرة وقوة الطلب على السلع الأولية في الصين التي تصدرها أستراليا. وجرى تداول الدولار النيوزيلندي قرب أعلى مستوياته في أكثر من عامين.
الذهب يصعد
وعلى صعيد المعادن، ارتفعت أسعار الذهب مدعومة بتراجع الدولار، إذ يراهن المستثمرون على أن بيانات الوظائف الأميركية المحبطة وتزايد إصابات “كوفيد-19” في أنحاء العالم، تدفعان السلطات نحو إعلان مزيد من إجراءات التحفيز.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 1809.61 دولار للأوقية (الأونصة)، وزادت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.1 في المئة إلى 1807.80 دولار. وقال استشاري الأبحاث بجنوب آسيا لدى “ميتال فوكس”، هارشال باروت، “لحظنا تحسن الإقبال على المخاطرة بسبب التفاؤل في شأن اللقاح، وكانت هذه من الرياح المعاكسة للذهب، لكن مع استمرار نزول الدولار، تجد أسعار الذهب نوعاً من الدعم”.
ويعتبر الذهب تحوطاً ضد التضخم الذي من المرجح أن ينجم عن إجراءات التحفيز الضخمة.
ومن المعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة 0.3 في المئة إلى 23.38 دولار للأوقية. وزاد البلاتين 0.4 في المئة إلى 967.15 دولار، وربح البلاديوم 1.2 في المئة ليسجل 2368.68 دولار.
وفي القطاع الصناعي، قالت جمعية مصنعي وتجار السيارات في بريطانيا، إن إنتاج المملكة المتحدة من السيارات انخفض بوتيرة سنوية 18.2 في المئة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ لا تزال جائحة كورونا وإجراءات الإغلاق تؤثر في الطلب.
وقالت الجمعية إن إنتاج السيارات بلغ 110 آلاف و179 سيارة الشهر الماضي، مما يجعل إنتاج الأشهر العشرة الأولى من العام منخفضاً بمقدار الثلث إلى 734 ألفاً وثلاث سيارات.
ويترقب قطاع صناعة السيارات في بريطانيا أيضاً وضوحاً في شأن بنود التجارة مع الاتحاد الأوروبي أكبر أسواقه للتصدير، كما يواجه حظراً على بيع سيارات جديدة تعمل بالبنزين والديزل اعتباراً من 2030.
أسهم اليابان تغلق على ارتفاع
وفي اليابان، صعدت الأسهم اليابانية لتغلق عند أعلى مستوى خلال 29 عاماً ونصف العام، إذ مضت أسهم التكنولوجيا على درب نظائرها الأميركية على المؤشر “ناسداك”، لكن المكاسب كانت محدودة بفعل المخاوف من أحدث قيود لمكافحة فيروس كورونا على المستوى المحلي، التي تعرقل التعافي الاقتصادي.
وارتفع المؤشر “نيكي” القياسي 0.91 في المئة ليغلق عند 26537.31 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 1991. وصعد 101 سهم على المؤشر في مقابل تراجع 118. وصعد المؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 0.6 في المئة إلى 1778.25 نقطة.
وكانت قطاعات الاتصالات والأدوات الدقيقة والأجهزة الكهربائية ضمن أعلى القطاعات أداء في البورصة الرئيسة، وسجلت ارتفاعات بين 1.51 و1.79 في المئة.
وفتحت السوق منخفضة، لكن سرعان ما تغير الاتجاه العام مع صعود الأسهم المرتبطة بالتكنولوجيا وجني المستثمرين للمكاسب بدعم من إغلاق مؤشر “ناسداك” الأميركي الزاخر بأسهم التكنولوجيا مرتفعاً 0.47 في المئة مساء. وكان سهم “نينتندو” لألعاب الفيديو ضمن الأسهم القيادية الرابحة إذ ارتفع 4.6 في المئة.
وحققت بقية أسهم التكنولوجيا مكاسب، إذ قفز سهم مجموعة “سوف بنك” 3.2 في المئة، وزاد سهم “طوكيو إلكترون” 3.3 في المئة.
وقفز سهم “شارب كورب” 3.69 في المئة، بعدما ذكرت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء أن شركة “نينتندو” أضافت الشركة كمجمع لجهازها الشهير للألعاب “سويتش”.
اندبندت عربي