كشف الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن عن تشكيلة فريقه المختص بالدبلوماسية والسياسات الخارجية، في خطوة وجّه من خلالها رسالة للعالم بأن “أمريكا عادت من جديد لقيادة العالم”.
ويسعى بايدن لكسب ثقة حلفائه الدوليين من جديد، من خلال التراجع عن سياسة سلفه دونالد ترامب المتمثّلة في “أمريكا أولاً” والعودة ببلاده من جديد إلى “القيادة العالمية”.
وفي هذا الإطار كشف بايدن أولاً عن فريقه الذي سيشرف على السياسات الخارجية، موجهاً للمجتمع الدولي رسالة داعية إلى “التعاون”.
** أنتوني بلينكن وزيراً للخارجية
ورشح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، أنتوني بلينكن لمنصب وزير الخارجية الذي كانت أولى رسائله: “لا يمكننا حل مشاكل العالم بمفردنا، بل نحتاج للعمل مع البلدان الأخرى، ونحتاج إلى تعاونهم وثقتهم”.
مرشّح بايدن لوزارة الخارجية لم يرضِ الجمهوريين الذين من المتوقع أن يشكّلوا الأغلبية في مجلس الشيوخ المطلوبة موافقته على أعضاء إدارة بايدن.
ويتميز بلينكن (58 عاما) بقربه من الرئيس المنتخب فقد كان أحد المستشارين الرئيسيين له عندما كان عضوا بمجلس الشيوخ.
وعمل بلينكن مع بايدن في العام 2002 كمدير للموظفين الديمقراطيين للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
وتولى بايدن رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ منذ 2001 وحتى 2009.
وبينما كان بايدن يشغل منصب نائب الرئيس في عهد باراك أوباما، تولى بلينكن منصب نائب وزير الخارجية في الأعوام 2015-2017، ونائب مستشار الأمن القومي في الفترة بين 2013- 2015.
وخلال تلك الفترات كان بلينكن المعروف بكونه “دبلوماسيا محترفا” نشطًا في السياسة الخارجية لإدارة أوباما، بما في ذلك قضايا ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، والغارة الجوية التي نجحت في قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011، إضافة إلى محاربة تنظيم “داعش”.
وظهر بلينكن في الصورة الشهيرة التي تسمى “غرفة العمليات”، ونشرها البيت الأبيض بعيد عملية قتل زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن بمدينة أبوت آباد الباكستانية في 11 مايو/ أيار 2011.
ويأمل بايدن بأن يصلح بلينكن علاقات الولايات المتحدة مع الدول الأجنبية، والتي تلقت ضربة قوية تحت شعار الرئيس دونالد ترامب “أمريكا أولا”.
ومعروف عن أنتوني بلينكن، إيمانه بالتعددية في العلاقات الدولية وأهمية الدبلوماسية الأمريكية في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
** تقليد أمريكي
وفي منصب سفيرة في الأمم المتحدة عيّن بايدن، ليندا توماس غرينفيلد، مواصلاً بذلك تقليداً أمريكياً بتعيين السيّدات في المنصب المذكور.
غرينفيلد التي عملت دبلوماسية في الخارجية الأمريكية، طيلة 35 عاماً، تولت سابقاً منصب مساعدة في وزارة الخارجية لشؤون إفريقيا في عهد أوباما.
وقادت غرينفيلد السياسة الأمريكية تجاه إفريقيا جنوب الصحراء خلال أحداث عصيبة، مثل تفشي فيروس إيبولا على نطاق واسع في غرب أفريقيا.
** جيك سوليفان مستشاراً للأمن القومي
أما في منصب مستشار الأمن القومي، فقد عيّن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، جيك سوليفان (43 عاماً) الذي يعدّ ضمن الدائرة المقرّبة له وأحد كبار مستشاريه.
وأشرف سوليفان على المفاوضات السرية مع إيران والتي أدت في نهاية المطاف إلى الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، ولعب دوراً هاماً في مباحثات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عام 2012.
وتولى سوليفان خلال إدارة أوباما منصب مستشار الأمن القومي عندما كان بايدن نائبا للرئيس، ومدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأمريكية.
وترأس فريق العمل المساعد لهيلاري كلينتون أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية، قبل أن يتبوأ منصب كبير مستشاري السياسات الخارجية في حملتها الرئاسية عام 2016.
كما عمل سوليفان في السابق مستشارا سياسيا للرئيس السابق أوباما.
ويحمل شهادة البكالوريوس وشهادة في القانون من جامعية ييل، وشهادة الماجستير من جامعة أكسفورد البريطانية.
** أول سيدة تتولى منصب رئيسة الاستخبارات الوطنية
وعيّن بايدن، أفريل هاينز رئيسة للاستخبارات الوطنية لتكون بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب.
وسبق لـ هاينز، أن تولت منصب نائبة رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه”، ونائبة مستشار الأمن القومي.
** وزير للأمن الداخلي من أصول لاتينية
وعُيّن أليخاندرو كايوركاس وزيرا للأمن الداخلي في إدارة جو بايدن، وهو أول أمريكي مهاجر من أصول لاتينية، يتولى هذا المنصب.
** جون كيري ورون كلين
وزير خارجية إدارة أوباما جون كيري، عاد مجدداً إلى الواجهة، وهذه المرة مبعوثا رئاسيا خاصا لقضايا المناخ.
وفي منصب رئيس موظفي البيت الأبيض في إدارته المقبلة، اختار بايدن رون كلين الذي سيكون في الوقت ذاته، ضمن فريق كبار مستشاري الرئيس الأمريكي المنتخب.
ومن المرتقب أن يكشف بايدن عن طاقمه الاقتصادي، خلال الأسبوع المقبل، ليواصل بعدها تسمية أصحاب مناصب أخرى هامة مثل وزير الدفاع، ورئيس جهاز الاستخبارات المركزية “سي آي إيه.”
وكانت إدارة الخدمات العامة الأمريكية، أخطرت الرئيس المنتخب بايدن، بفوزه بالانتخابات وبدء العملية الانتقالية، مساء الاثنين.
وقال الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، إنه “أعطى إميلي ميرفي رئيسة إدارة الخدمات العامة الضوء الأخضر للمضي قدما في تسليم السلطة لإدارة الرئيس الجديد، رغم خططه لمواصلة إقامة دعاوى قانونية.
والخميس أعلن ترامب، أنه سيغادر البيت الأبيض إذا أكد المجمع الانتخابي فوز بايدن، لكنه قال “إذا فعلوا ذلك، فقد ارتكبوا خطأ وسيكون من الصعب للغاية التنازل”.
وواصل ترامب الادعاء بوجود “تزوير كبير” في الانتخابات وتعهد بمواصلة كفاحه القانوني.
ومن المقرر أن يجتمع المجمع الانتخابي البالغ عدد أعضائه 538 يوم 14 ديسمبر/ كانون الأول لإعلان الفائز بالسباق الرئاسي.
(الأناضول)