شارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس السبت في أول تجمع انتخابي بولاية جورجيا بعد الاقتراع الرئاسي، وذلك لدعم مرشحين جمهوريين بمجلس الشيوخ في انتخابات الإعادة.
وقال ترامب إنه لا يريد الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2024، وإنما العودة للبيت الأبيض قريبا، وكرر ادعاء تزوير منافسيه الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية التي أجريت في الثالث من الشهر الماضي.
وأوضح في حشد ضمَّ المئات من مؤيديه بمدينة فالدوستا أنه لا يريد سوى العودة للبيت الأبيض بعد 3 أسابيع، ولا يطيق انتظار الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، وأضاف “سيحاولون إقناعنا بأننا خسرنا. نحن لم نخسر” منددا بما قال إنه تزوير، مضيفا أن هناك محاولات أخرى لتزوير نتائج جولة الإعادة على مقعدي ولاية جورجيا بمجلس الشيوخ، وإنه لا يمكن السماح بذلك.
ومن المقرر إجراء انتخابات الإعادة في جورجيا في الخامس من الشهر المقبل، وستحدد نتيجتها مصير السيطرة على مجلس الشيوخ وموازين القوى في العاصمة واشنطن. ويتنافس في هذه الانتخابات المرشحان الجمهوريان ديفيد بيردو وكيلي لوفلر، في مواجهة الديمقراطيين جون أوسوف ورافائيل وارنوك.
وقال ترامب إنه في حال لم يفز بيردو ولوفلر فإنه “لا شيء يمكن إيقاف الديمقراطيين”، وأضاف “لا فكرة لديكم إلى أي حد سيكون الأمر سيئا”.
وكان المرشحون لانتخابات مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا عن الحزبين فشلوا في الثالث من الشهر الماضي في الحصول على عدد كاف من الأصوات للفوز بمقعدي الولاية في المجلس، وهو ما فرض عليهم جولة إعادة حاسمة.
حسم السيطرة
وفي حال خسارة الجمهوريين لانتخابات الإعادة في جورجيا، فإن الغالبية في مجلس الشيوخ ستنتقل إلى الديمقراطيين، لأنه في ظل التساوي بالمقاعد (50 لكل جهة) سيكون بإمكان كامالا هاريس نائبة الرئيس المنتخب التصويت وحسم النتيجة وفقا للدستور، وسيتيح ذلك للرئيس المنتخب جو بايدن -الذي يتولى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل- التعامل مع الكونغرس بمجلسيه، وهو تحت سيطرة حزبه.
ولكن في حال احتفظ الجمهوريون بغالبية مقاعد مجلس الشيوخ، فسيتعين حينها على بايدن التعامل مع كونغرس منقسم، وسيكون بمقدور الجمهوريين عرقلة ترشيحاته للمناصب الحكومية ومشاريع القوانين المهمة.
وخصص ترامب -الذي يرفض حتى الساعة الاعتراف بالهزيمة أمام بايدن- جزءا كبيرا من خطابه في جورجيا للحديث عن الانتخابات الرئاسية، مذكرا بانتصاراته في ولايتي فلوريدا وأوهايو، ثم أضاف -خلافا للنتيجة الرسمية- “لقد فزنا أيضا بجورجيا، كان ذلك جيدا”.
وهاجم الرئيس المنتهية ولايته الجمهوريين الذين رفضوا تأييد مزاعم بشأن تزوير الانتخابات في ولاية جورجيا، ومنهم حاكمها برايان كيمب وسكرتيرها براد رافينسبيرغر. ولم تظهر عمليات إعادة الفرز على مستوى جورجيا، والتي تضمنت مراجعة مضنية باليد لقرابة 5 ملايين بطاقة اقتراع، أي مخالفات كبيرة.
خسارة الدعاوى
وعلى الرغم من هجوم ترامب غير المسبوق على نظام الانتخابات الأميركي الذي اعتبر أنه لم يعد صالحا، فإن فريقه القانوني لم ينجح حتى الآن في تقديم أي أدلّة تقبلها المحاكم بشأن حصول تزوير في الانتخابات، وقد خسر ترامب العشرات من الدعاوى القضائية، وهو مع ذلك يواصل معركة الطعون بطرق آخر فصولها المحكمة الأميركية العليا.
ومن ناحية أخرى، حذر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما -الجمعة أثناء حملة انتخابية عن بعد لصالح المرشحين الديمقراطيين في ولاية جورجيا- من أن “الأمر لا يتعلق بجورجيا فحسب (…) يتعلق بأميركا والعالم”، وأضاف أن “انتخابات جورجيا ستحدد مسار فترة رئاسة بايدن، وإذا كانا رفقة نائبته هاريس سيتمكنان من تنفيذ وعودهما التشريعية”، كما صرّح الرئيس المنتخب بايدن بأنه سيقوم بحملة في جورجيا، لكن من دون تحديد جدول زمني لها.
وفي سياق متصل، رفضت محكمة استئناف فدرالية دعوى قضائية طالبت بإبطال فوز بايدن في ولاية جورجيا، كما قررت المحكمة السماح بالتصويت الغيابي في انتخابات جولة الإعادة لعضوية مجلس الشيوخ التي تجرى في الولاية، وقد بتّت في القضية لجنة ضمت قاضيين كانا في قائمة ترامب للمرشحين لعضوية المحكمة الأميركية العليا.
المجمع الانتخابي
وكان بايدن تمكن الجمعة رسميا من تأمين العدد اللازم لانتخابه من أصوات المجمع الانتخابي، وذلك بعدما صدّقت ولاية كاليفورنيا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث أعطت بايدن أغلبية 279 صوتا في المجمع الانتخابي، وهو ما يكفيه لكي يصبح رئيسا.
وقالت شبكة “سي إن إن” (CNN) إن بايدن يوسّع فارق الأصوات الشعبية أمام ترامب بأكثر من 7 ملايين صوت، وإن هذا الفارق قد يستمر في الاتساع مع استمرار فرز الأصوات في عدد من الولايات، وأوضحت “سي إن إن” أن بايدن حصل على نحو 81 مليونا و200 ألف صوت، وهو أكبر عدد من الأصوات يحصل عليه مرشح رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة.
المصدر : الجزيرة + وكالات