لحسن الحظ فشل ترامب في ترحيل “الحالمين”

لحسن الحظ فشل ترامب في ترحيل “الحالمين”

ذكرت واشنطن بوست (WASHINGTON POST) أن في قرار المحكمة العليا الأميركية هذا الصيف الذي يحمي “الحالمين”، على الأقل في الوقت الحالي، سلط رئيس المحكمة جون روبرتس الابن الضوء على مساهماتهم والتكلفة المؤلمة التي ستتحملها الدولة إذا استُبعد هؤلاء المهاجرون غير الشرعيين من مستقبلها.

وعلقت الصحيفة في افتتاحيتها بأنه من خلال ملاحظة الطلاب الحالمين وغيرهم ممن لديهم آفاق واعدة ربما كان رئيس المحكمة العليا يفكر في سانتياغو بوتس.

ففي وقت صدور حكم المحكمة في يونيو/حزيران كان بوتس، الحالم الذي أحضر إلى هذا البلد في سن الرابعة، قد تخرج للتو في جامعة كولومبيا. وقد أشادت بأدائه الأكاديمي هناك 19 جامعة وكلية بحثية تدافع عن القرار المؤجل للواصلين أطفالا المعروف باسم “داكا” (DACA)، إلى جانب قائمة مذهلة من الإنجازات الأخرى كما ورد في الموجز المقدم للمحكمة، وهو برنامج من عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما منح الحالمين موطئ قدم في هذا البلد.

وأدى قرار المحكمة، والحماية التي يوفرها للحالمين، إلى اتخاذ بوتس قرارا بتقديم طلب للحصول على منحة رودس، التي حصل عليها الشهر الماضي وبها يصبح أول متلقٍّ لاتيني لداكا يكرم بهذا الشكل.

وأشارت الصحيفة إلى أن منح رودس هي من بين الجوائز المرموقة التي تمنح لخريجي الجامعات الجدد والنجاح الأكيد فيها صعب للغاية. ومع ذلك لم يكن اختيار بوتس البالغ من العمر 23 عاما اختيارا صعبا، فهو يعرف 8 لغات ويتحدث 6 منها بطلاقة.

قصة بوتس استثنائية لكنها ليست فريدة لأن أمثاله من المهاجرين كثر وهم من بين المستفيدين من داكا. ولو كان ترامب قد فاز بولاية ثانية فلربما تم ترحيلهم

وكطالب في مدرسة ثانية في ميامي عمل متدربا لدى السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، وكان أيضا عازف كمان حائزا على جوائز وقدم دروسا مجانية للأطفال الفقراء. ومن خلال الكلية، بفضل داكا كان قادرا على العمل كمساعد باحث في مختبر علم الأعصاب وكمتدرب في محكمة العدل العليا في نيويورك.

وأفاضت الصحيفة في ذكر مهارات بوتس والأماكن المرموقة التي عمل بها واعتبرته مثالا للكفاح والنجاح برغم الصعوبات التي لقيها في حياته وهو صغير حيث كان والداه اللذان هربا من عنف عصابات المخدرات في كولومبيا، فقيرين وكانت الأسرة بلا مأوى لفترة من الوقت وبالكاد نجت بعد ذلك عندما طرق موظفو الهجرة بابهم في العام الماضي ورُحل والده.

ومنحته داكا أخيرا قدرا من الأمان عندما كان مراهقا، ثم جاء الرئيس ترامب، الذي شرع بعد وقت قصير من توليه الرئاسة في حملة لإلغاء البرنامج. وفي تلك المرحلة كان بوتس في أوج نشاطه وعطائه.

وخلصت إلى أن قصة بوتس استثنائية لكنها ليست فريدة، لأن أمثاله من المهاجرين كثر وهم من بين المستفيدين من داكا. ولو كان ترامب قد فاز بولاية ثانية فلربما تم ترحيلهم. وقد تعهد الرئيس المنتخب جو بايدن بحماية الحالمين. وأولا وأخيرا ستكون أميركا هي المستفيدة.

المصدر : واشنطن بوست