قالت مصادر أمنية عراقية في العاصمة بغداد، لـ”العربي الجديد”، مساء الجمعة، إنّ قوة من استخبارات وزارة الداخلية اعتقلت القيادي بمليشيا “عصائب أهل الحق” حسام الأزيرجاوي وعدداً من مساعديه بتهمة إطلاق صواريخ على المنطقة الخضراء، خلال عملية نفذتها شرقي بغداد.
وبحسب مسؤول عراقي بارز فضّل عدم الكشف عن هويته في وزارة الداخلية، فإنّ الأزيرجاوي تم اقتياده إلى مركز أمني خاص للتحقيق، بعد توفر معلومات عن تورطه في الهجمات الصاروخية التي استهدفت المنطقة الخضراء مع عناصر آخرين من مليشيا “عصائب أهل الحق”؛ إحدى أبرز المليشيات المرتبطة بإيران، بزعامة قيس الخزعلي.
وأضاف أنّ القوات العراقية أعلنت التأهب والانتشار بسبب انتشار واسع لعناصر المليشيا في جانب الرصافة من بغداد، مع أسلحة متوسطة وخفيفة، خاصة في مناطق شارع فلسطين ومدينة الصدر شرقي بغداد، على خلفية الاعتقال الذي طاول القيادي بالمليشيا.
وشوهدت وحدات من جهاز مكافحة الإرهاب تنتشر في مناطق عدة من العاصمة بغداد، مع عربات همفي وهمر ووحدات من الجيش العراقي، فيما أجرى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي جولة برفقة قيادات عسكرية وأخرى من قوات جهاز مكافحة الإرهاب في مناطق عدة من جانب الرصافة وسط إجراءات أمنية مشددة.
وكان الكاظمي، قد أكد أنّ “أمن العراق أمانة في أعناقنا”، وقال في تغريدة له على “تويتر”، الجمعة إنّ “أمن العراق أمانة في أعناقنا، لن نخضع لمغامرات أو اجتهادات”.
وأضاف: “عملنا بصمت وهدوء على إعادة ثقة الشعب والأجهزة الأمنية والجيش بالدولة بعد أن اهتزت بفعل مغامرات الخارجين على القانون”. وتابع: “طالبنا بالتهدئة لمنع زج بلادنا في مغامرة عبثية أخرى ولكننا مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر”.
في السياق ذاته، قالت مصادر مقربة من “الحشد الشعبي”، إن اعتقال القيادي بمليشيا “عصائب أهل الحق” جاء بعلم مسبق من قيادات “الحشد الشعبي”، بعد ثبوت تورط عناصر منها في عمليات إطلاق الصواريخ، وضمن مساعي حكومة الكاظمي وقوى سياسية لاحتواء أي خطوات تصعيدية أميركية بالأيام المقبلة.
وفي السياق، قال القيادي بمليشيا “عصائب أهل الحق”، جواد الطليباوي، محذراً في خطاب له الحكومة العراقية، إنّ “أي محاولةٍ ثانية للإساءةِ للحشد الشعبي، وفصائل المقاومة، هي محاولةٌ أميركيةٌ قطعاً، وستبوءُ بالفشل كما فشلت المحاولة الأولى”، في إشارة إلى اعتقال 14 عنصراً من مليشيا كتائب “حزب الله” في بلدة البو عيثة جنوبي بغداد، نهاية يونيو/حزيران الماضي، والتي انتهت بإطلاق سراحهم.
وأضاف الطليباوي “سنغلّب صوت العقل والحكمة ما دام ذلك ممكناً وإلا فنحنُ لها”.
وبحسب الخبير بالشأن الأمني محمد الدراجي، فإنّ السلطات الأمنية بدأت الانتشار بالعاصمة بسبب وجود أصوات تتحدى الدولة بعد اعتقال أشخاص صدرت بحقهم مذكرة اعتقال ينتمون إلى “عصائب أهل الحق”.
وتابع، في حديث لـ”العربي الجديد”، أنه “يجب أن تثبت الحكومة على موقفها، وفي حال رضخت للتهديدات وتلويح هذا الفصيل بالانتشار الذي نفذه بمناطق عدة من بغداد، سيدفع العراقيون ثمن ذلك من أمنهم، وستكون حالة استقواء على القانون والدولة”، بحسب تعبيره.
ورأى أنّ حالة التأهب الحالية في بغداد قد تستمر خلال الأسبوعين المقبلين إلى حين انتهاء عاصفة ذكرى مقتل قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، ونائب زعيم “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس.
وفي وقت سابق الجمعة،كشفت مصادر سياسية عراقية في بغداد، عن مغادرة قسم من موظفي السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء، إلى مدينة أربيل ضمن إقليم كردستان العراق، مؤكدة أن الإجراء مرتبط بحالة التوتر الحالية وعدم ثقة واشنطن بإمكانية حكومة الكاظمي منع اعتداءات صاروخية جديدة على السفارة. فيما نفت السفارة الأميركية في بغداد، إخلاء مقرّها، مشيرة إلى أنّ السفير تولر ماثيو لا يزال في بغداد، وعملها متواصل.
وحمّل مسؤولون أميركيون في وقت سابق إيران مسؤولية الهجوم الذي تعرضت له المنطقة الخضراء التي تضمّ مبنى السفارة الأميركية وبعثات غربية مختلفة، فضلاً عن مقرَّي الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية، مساء الأحد الماضي، بصواريخ “كاتيوشا”، رغم إعلان عدة مليشيات مرتبطة بإيران عدم مسؤوليتها عن الهجوم.
محمد علي
العربي الجديد