تفجيرات تستقبل الحكومة اليمنية في مطار عدن

تفجيرات تستقبل الحكومة اليمنية في مطار عدن

عدن – دوت انفجارات عنيفة في مطار عدن الدولي فور وصول طائرة تقل أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة مما أدى إلى وقوع ضحايا وإصابات، في وقت اتهمت فيه أطراف يمنية داخلية جهات رافضة لاتفاق الرياض بالعمل على تخريبه عبر التفجيرات الدموية وإحياء الفوضى في العاصمة اليمنية المؤقتة.

وقالت وكالة رويترز نقلا عن سكان إنه سمع دوي انفجار قرب قصر المعاشيق، الذي نقل إليه أعضاء مجلس الوزراء اليمني بعد الهجوم على مطار عدن.

من جهته، أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث عن استنكاره الشديد للهجوم الذي وقع الأربعاء بمطار عدن بجنوب اليمن بالتزامن مع وصول الحكومة الجديدة.

ونقل حساب مكتب المبعوث على موقع تويتر عنه القول “أدين بشدة الهجوم على مطار لدى وصول أعضاء مجلس الوزراء، ومقتل وجرح العديد من المدنيين الأبرياء”.

وشدد على أن هذا الهجوم يؤكد أهمية “إعادة اليمن وبشكل عاجل إلى مسار السلام”، معربا عن تمنياته بأن تتمكن الحكومة من مواجهة المهام الصعبة التي تنتظرها.

ولئن لم تحدد بعد الجهة المنفذة للانفجارات، فإن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني وجه إصبع الاتهام نحو الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وقال الإرياني على حسابه على تويتر “نطمئن أبناء شعبنا العظيم أن جميع أعضاء الحكومة بخير، ونؤكد أن الهجوم الإرهابي الجبان الذي نفذته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لمطار عدن لن يثنينا عن القيام بواجبنا الوطني وأن دماءنا وأرواحنا لن تكون أغلى من دم اليمنيين. نترحم على أرواح الشهداء، ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل”.

وتوالت الإدانات الدولية للهجوم، فقد أكدت مصر مجددا موقفها الثابت من دعم ومساندة اليمن في نضاله لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق ومواجهة كافة صور الإرهاب وداعميه.

وشددت، في بيان صحافي أصدره مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، على أن “مثل هذه الأعمال الإرهابية الخسيسة لن تثني الحكومة اليمنية الجديدة عن المضي قدما في مهامها لاستعادة مؤسسات الدولة، ومواجهة ما يقف أمامها من تحديات جسام، سعيا نحو التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية، وذلك استنادا إلى اتفاق الرياض والمرجعيات المتفق عليها”.

وكانت انفجارات عنيفة قد دوت في مطار عدن الدولي فور وصول طائرة تقل أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة مما أدى إلى وقوع ضحايا وإصابات، في وقت اتهمت فيه أطراف يمنية داخلية جهات رافضة لاتفاق الرياض بالعمل على تخريبه عبر التفجيرات الدموية وإحياء الفوضى في العاصمة اليمنية المؤقتة.

ونقل عن مصادر طبية قولها إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في انفجارات المطار، مشيرة إلى أن الحصيلة أولية وقابلة للارتفاع.

وقال مصدر أمني يمني إن “الانفجارات حدثت أثناء تواجد رئيس وأعضاء الحكومة بداخل الطائرة على مدرج المطار”، مؤكدا “عدم إصابة أحد منهم ونقلهم”.

وجاء وصول الوفد الحكومي بعد أيام قليلة من أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدربه منصور هادي في السعودية.

وشنت الشرطة اليمنية حملة أمنية وتفتيش في الأحياء السكنية الواقعة قرب مطار عدن وزادت من عدد نقاط التفتيش.

وقال رئيس الحكومة اليمنية الجديدة معين عبدالملك عقب التفجيرات “نحن وأعضاء الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن والجميع بخير، العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار عدن جزء من الحرب التي تشن على الدولة اليمنية وعلى شعبنا العظيم ولن يزيدنا إلا إصرارا على القيام بواجباتنا حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار، الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى”.

واتهم أحمد عمر بن فريد ممثل المجلس الانتقالي الجنوبي في الاتحاد الأوروبي تنظيم الإخوان بالوقوف وراء التفجيرات على حسابه على تويتر قائلا “علينا أن نفهم أن خلايا الإخوان الإرهابية وعملاءها ومن يمولها وينفذ لها يتواجدون فعليا في عدن ويقفون ضد الاتفاق، خاصة وقد ظهر من اعترض على الاتفاق وهدد فعليا. تفجيرات مطار عدن تؤكد ذلك وتتناغم مع حادثة الاغتيال الأخيرة في الشيخ عثمان. والتحدي هو أن يمضي تنفيذ الاتفاق”.

واغتال مسلحون مجهولون في منطقة الشيخ عثمان بمدينة عدن الأحد الرائد نادر الشرجبي ركن الإمداد والتموين في قوات المقاومة الوطنية، التي يقودها العميد طارق صالح.

ويخشى مراقبون أن تكون عملية الاغتيال ضمن مخطط يستهدف نشر الفوضى في العاصمة اليمنية المؤقتة وإرباك برنامج الحكومة، ومحاولة الوقيعة بين قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي وقوات الحزام الأمني، التي تتولى مسؤولية حفظ الأمن في عدن.

ويعتبر اتفاق الرياض مصدر قلق للحوثيين والإخوان على حد السواء، حيث كانت التوجهات الإيرانية الداعمة للميليشيات الحوثية رافضة لاتفاق الرياض منذ اليوم الأول لتوقيعه، إذ جاء في التصريحات الرسمية الإيرانية التي صدرت عن وزارة الخارجية الإيرانية في نوفمبر 2019 تعليقا على اتفاق الرياض المبرم بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، أن “اتفاق الرياض بين حكومة منصور هادي والمجلس الانتقالي منقوص، ولن یسهم في حل أزمة اليمن ومشاكله”.

وعملت وسائل إعلام تابعة للدوحة وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن خلال الأيام الماضية، وخصوصا بعد إعلان الحكومة، على التشكيك في اتفاق الرياض ومهاجمة الحكومة الجديدة، وتضخيم الحوادث الأمنية التي شهدتها مدينة عدن، وهو ما يؤكد وفقا لمراقبين وجود أجندة سياسية تقف خلف التصعيد الأمني والسياسي والإعلامي.

العرب