واشنطن – أعلن البيت الأبيض، الخميس، أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب يعلن قبوله انتقال منظم وسلس للسلطة عقب مصادقة الكونغرس على فوز جو بايدن، رئيسا جديدا للولايات المتحدة.
وجاء في بيان نشره المتحدث باسم البيت الأبيض دان سكافينو، عبر تويتر”رغم أنني اعترض تماما على نتيجة الانتخابات، إلا أنه سيكون هناك انتقال منظم في 20 يناير الجاري”.
ويرى محللون أن تعهد ترامب بانتقال منظم وسلس للسلطة عبر بيان صادر عن البيت الأبيض، وليس بشكل مباشر، دليل واضح على اعتراضه على نتائج الانتخابات والإصرار على أنها “مزورة” كما سبق وأعلن مراراً.
وجاء ذلك بعد دقائق على مصادقة الكونغرس على انتخاب جو بايدن رئيسا، في آخر مرحلة قبل تنصيبه رسميا، في عملية كان يفترض أن تكون شكلية، لكن الصور التي لم يكن بإمكان أحد أن يتخيلها والتي التقطت من داخل مبنى الكابيتول العريق الذي يضم الكونغرس الأميركي في واشنطن، ستدخلها التاريخ
وأعلن نائب الرئيس الجمهوري مايك بنس في منتصف الليل بالتوقيت الأميركي وبعد رد اعتراضات عدد من النواب الجمهوريين، المصادقة على فوز بايدن، مؤكدا أن نتيجة تصويت الهيئة الناخبة صبّ لصالح هذا الأخير، بأصوات 306 من كبار الناخبين مقابل 232 لدونالد ترامب.
وعلى التطورات التي شهدها مقر الكابيتول والتي سقط فيها أربعة قتلى و52 جريحا، قرر مات بوتينجر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، التقدم باستقالته حسب ما أفادت تقارير إخبارية.
ونقلت شبكة “سي.أن.أن” الإخبارية الأميركية عن مصدر مقرب من بوتينجر أنه قال لبعض الأشخاص إن هناك “القليل جدا بالنسبة له للتفكير بشأنه”.
وكانت مصادر مطلعة صرحت بأن العديد من كبار مساعدي ترامب، ومن بينهم مستشاره للأمن القومي روبرت أوبراين، يفكرون في الاستقالة، في أعقاب قيام محتجين مؤيدين لترامب باقتحام مقر الكونغرس.
وقال عدد متزايد من المشرعين الجمهوريين ومسؤولين بالإدارة الأميركية لشبكة “سي.أن.أن” إنه يجب عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل يوم التنصيب في 20 يناير.
ونقلت الشبكة عن مسؤول رفيع سابق بالإدارة الأميركية قوله إن “أفعال الرئيس مشينة بما فيه الكفاية لعزله حتى مع تبقي أيام قليلة على ولايته الرئاسية”، مضيفا “أعتقد أن هذا (اقتحام الكونغرس) صدمة كبيرة للنظام … فكيف تبقيه أسبوعين آخرين بعد ذلك؟”.
ويذكر أن استخدام التعديل رقم 25 (بالدستور الأميركي حول عزل الرئيس) يتطلب تأييد نائب الرئيس مايك بنس وأغلبية أعضاء الحكومة لعزل ترامب استنادا على عدم أهليته للقيام بالمهام المناطة به في المنصب.
وقال بنس “حتى بعد أعمال العنف والتخريب غير المسبوقين في مبنى الكابيتول، ها هم ممثلو الشعب الأميركي المنتخبون يجتمعون مرة أخرى في نفس اليوم للدفاع عن الدستور”.
وعصر الأربعاء بتوقيت الولايات المتحدة، اقتحم متظاهرون مؤيّدون لترامب مبنى الكابيتول وعطلوا جلسة المصادقة على فوز بايدن بالرئاسة، ودارت بينهم وبين قوات الأمن مواجهات، وسادت المكان فوضى انتهت بمقتل 4 أشخاص، واضطر البرلمانيون إلى الاحتماء ريثما وصلت تعزيزات أمنية واستعادت السيطرة على المبنى بعد حوالي 4 ساعات.
واقتحم أنصار ترامب المبنى بعدما شاركوا في مظاهرة قرب البيت الأبيض دعا إليها الرئيس المنصرف احتجاجا على هزيمته في الانتخابات التي ما زال يصر على أنّها “سرقت” منه.
وإثر استئناف مجلس الشيوخ جلسة المصادقة على نتيجة الانتخابات، شدّد زعيم الأكثرية الجمهورية ميتش ماكونيل على أن المجلس “لن يتم ترهيبه”، وأضاف “لقد حاولوا تعطيل ديمقراطيتنا وفشلوا”.
من جهته قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن ما جرى الأربعاء نتيجة “كلمات وأكاذيب” ترامب وستترك “وصمة لن تمحى بسهولة”.
ولم يتوان السيناتور الجمهوري ميت رومني عن تحميل ترامب المسؤولية عما جرى. وقال رومني الذي انتقد ترامب مرارا “ما حدث اليوم تمرد بتحريض من رئيس الولايات المتحدة”.
وفي مستهل الجلسة نددت رئيسة المجلس الديمقراطية نانسي بيلوسي بـ”الاعتداء على الديمقراطية”، قائلة “إلى من حاولوا صرف انتباهنا عن مسؤوليتنا: لقد فشلتم. وإلى من شاركوا في تدنيس معبد ديمقراطيتنا: العدالة ستتحقق”.
من جهته أشاد زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي بعناصر الشرطة الذين أعادوا بسط الأمن في المبنى، وقال “لقد حان الوقت لنظهر للأميركيين أننا قادرون على العمل معا”.
وبالتزامن مع هذه التطورات، بدأت استقالات بإدارة ترامب احتجاجا على أحداث الكونغرس، حيث أعلنت ستيفاني غريشام، كبيرة موظفي ميلانيا زوجة ترامب، استقالتها، كذلك أعلنت سارة ماثيوز، نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، استقالتها، وقالت ماثيوز في بيان “الولايات المتحدة تستحق انتقالا سلميا للسلطة”.
يأتي ذلك في وقت أفادت فيه شبكة “سي.أن.أن” الإخبارية المحلية بأن مسؤولين آخرين يبحثون تقديم استقالاتهم، ومنهم مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، ونائبه مات بوتينغر، وكريس ليدل نائب كبير موظفي البيت الأبيض.
وجمد موقعا تويتر وفيسبوك الأربعاء حسابي ترامب “مؤقتا” في إجراء غير مسبوق من منصتي التواصل الاجتماعي الشهيرتين.
وقال موقع تويتر في بيان إنه حذف 3 من تغريدات ترامب بدعوى “خطر العنف” وأضاف أنه جمد النشر على حساب ترامب لمدة 12 ساعة، مهددا بغلق هذا الحساب بصورة دائمة حال استمر الأخير في انتهاك قواعد الاستخدام المتعلقة بـ”النزاهة المدنية”.
وقال فيسبوك “لقد قمنا بتقييم انتهاكين لسياستنا إزاء صفحة الرئيس ترامب”، وأضاف في بيان “ستكون النتيجة حجبا لمدة 24 ساعة. هذا يعني أنه لن يتمكن من كتابة منشورات في الموقع خلال مدة الحجب”.
ونشر ترامب مقطع فيديو ناشد فيه أنصاره إثر اقتحامهم مقر الكونغرس “العودة إلى ديارهم” لكنه كرر مزاعمه بأن الانتخابات “سرقت” منه، دون تقديم دلائل على ذلك. وحذف هذا الفيديو كل من فيسبوك ويوتيوب.
واعتبر ترامب أن اقتحام مبنى الكونغرس من جانب مناصريه جاء نتيجة تجريد من وصفهم بـ”الوطنيين العظماء” من الفوز بالانتخابات.
وقال ترامب عبر تويتر “هذه الأحداث تقع عندما يجرد الوطنيون العظماء، الذين عوملوا بطريقة سيئة وغير عادلة لوقت طويل، من فوز ساحق ومقدس بطريقة وحشية وغير قانونية”. وتابع مخاطبا مناصريه “اذهبوا إلى منازلكم بحب وسلام، وتذكروا هذا اليوم إلى الأبد”.
العرب