أعلن فريق بحثي، مشترك من عدة جامعات بريطانية، أنه يمكن القول بدرجة كبيرة من الثقة إن طبقة الستراتوسفير تشهد بداية من يوم 5 يناير/كانون الثاني الحالي حالة مناخية غير معتادة تسمى “احترار ستراتوسفيري مفاجئ” مما قد يتسبب بانطلاق موجة برودة قاسية خلال أسابيع، في مناطق متفرقة من العالم.
احترار مفاجئ
طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي Stratosphere التي تحتوي داخلها على “طبقة الأوزون” وتبدأ من ارتفاع 10 كيلومترات أعلى سطح الأرض وتمتد حتى 50 كيلومترا، وهي تعلو طبقة التربوسفير التي تحوي معظم تأثيرات الطقس التي نشعر بها.
وبحسب دراسة، نشرت في “جورنال أوف جيوفيزيكال ريسيرش Journal of Geophysical Research” وأعلنت عنها جامعة بريستول University of Bristol المشاركة بالدراسة في بيان صحفي، فإن الاحترار الستراتوسفيري المفاجئ ظاهرة ترتفع فيها درجات حرارة طبقة الستراتوسفير أعلى القطب الشمالي للأرض، من نقطة تصل إلى 70 مئوية تحت الصفر إلى حوالي 50 مئوية.
وبالتبعية، يتسبب ذلك في اضطراب الطقس أسفل منها، تحديدا فيما يسمى التيار القطبي، وهي دوامة ضخمة من الهواء البارد جدا تدور فقط في حدود الدوائر القطبية الشمالية.
لكن بسبب هذه الحادثة المفاجئة، يصبح هذا التيار القطبي البارد أوسع انتشارا، ليؤثر على مناطق تقع أسفل الدوائر القطبية الشمالية مثل أوروبا وقطاع كبير من أميركا الشمالية، فتتسبب في طقس قارس البرودة، وقد يصل هذا التأثير إلى شمالي الوطن العربي، لكن بصورة أضعف.
الدوامة القطبية تنقسم لدوامتين صغيرتين بسبب الاحترار الستراتوسفيري المفاجئ سنة 2018 (يوريك ألرت)
وبحسب الدراسة، فإنه بفحص 40 احترارا ستراتوسفيريا مفاجئا حدثت خلال 60 سنة مضت، كان حوالي الثلثين منها سببا في موجات طقس بارد جدا اجتاحت أوروبا وشمالي أميركا الشمالية وآسيا، مع تساقط كثيف للثلوج.
وبناء على ذلك، فهناك احتمال “كبير” أن تحدث موجات باردة خلال الأسابيع القليلة القادمة، خاصة وأن الدوامة القطبية حاليا تميل للانقسام إلى دوامتين صغيرتين أوسع انتشارا.
وفي فبراير/شباط 2018، سميت موجة البرودة القاسية التي اجتاحت بريطانيا وأيرلندا بـ “الوحش القادم من الشرق” Beast from the East، وكان سببها حدثا شبيها أعلى القطب الشمالي، حيث تسبب احترار طبقة الستراتوسفير في انطلاق الطقس البارد.
وبحسب الدراسة الجديدة، فإن الاحترار الستراتوسفيري المفاجئ ظاهرة غير مفهومة بالكامل، لكن رغم ذلك فإن تلك هي المرة الأولى التي يتمكن باحثون من دراستها بدقة تمكنهم من توقع موعد قدوم الموجات الباردة بسببها.
المصدر : مواقع إلكترونية