اعتقلت الشرطة الروسية أكثر من 1600 من أنصار المعارض أليكسي نافالني أثناء احتجاجات في عشرات المدن، بحسب مجموعة “أو في دي-إنفو” (OVD-Info) لمراقبة الاحتجاجات، في حين اعترضت الخارجية على نشر السفارة الأميركية خرائط تحركات المحتجين في مختلف المدن.
وردد المتظاهرون شعارات منددة بالرئيس فلاديمير بوتين، وتطالب بالإفراج عن نافالني الموقوف في الحبس منذ عودته إلى بلاده. كما اعتقلت الشرطة زوجة نافالني في مظاهرة بموسكو، حسبما ذكرت في حسابها على إنستغرام من داخل مركبة تابعة للشرطة.
وتظاهر في موسكو نحو 10 آلاف شخص على الأقل في ساحة بوشكين، وفي الشوارع المحيطة بها كما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية، أما الشرطة فقدّرت الحشود بـ4 آلاف شخص.
وتحولت الاحتجاجات في موسكو إلى أعمال عنف بين شرطة تستخدم الهراوات ومتظاهرين يرشقونها بكرات الثلج.
وقالت السلطات الروسية إن الاحتجاجات غير قانونية، لأنها لم تحصل على التراخيص اللازمة.
وأفاد مراسل الجزيرة في موسكو زاور شوج بأن المظاهرات في ساحة بوشكين تفرقت وبقي بضع عشرات في محيط الساحة، كما بدأت الشرطة بالانسحاب.
وقال المراسل إن المعارضين أعلنوا عبر منصات التواصل الاجتماعي أنهم سيستمرون في المظاهرات الأسبوع القادم، ولن تكون أقل زخما مما شهدته اليوم.
وأوضح أن مظاهرات اليوم أعطت زخما جديدا للمعارضة الروسية التي تراجع أداؤها كثيرا في السنوات الماضية، كما أن كثيرا من المتظاهرين هم من جيل الشباب، وأضاف أن السؤال يبقى الآن عن ردة فعل الكرملين الذي تفاجأ بحجم المظاهرات، وما إذا كان سيقدم تنازلات ويستوعب هذه الحركة الاحتجاجية أم سيواصل قمعها.
وتأتي حركة الاحتجاج هذه قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المرتقبة في الخريف، على خلفية تراجع شعبية الحزب الحاكم “روسيا الموحدة”.
وتعد هذه المظاهرات الأكبر منذ تلك التي نظمها نافالني خلال صيف 2019 في موسكو، على هامش انتخابات محلية.
وقال محتج يدعى أليكسي سكفورتسوف (20 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية إن “الناس سئموا من بوتين، لقد كان رئيسا طوال حياتي. آن الأوان لإفساح المجال للآخرين”، وأضاف “لا أريد العيش في دكتاتورية”.
كما أفاد مراسل الجزيرة باعتقال عشرات المتظاهرين في مدينتي فلاديفوستوك وخاباروفسك في أقصى شرقي روسيا، حيث ردد آلاف المتظاهرين شعار “بوتين لص”، في إشارة إلى فيلم استقصائي عن الفساد في هرم السلطة نشره المعارض الروسي على يوتيوب، وحظي بمتابعة واسعة بلغت 60 مليون مشاهدة.
وفي بعض مدن الشرق الروسي، تحدى المتظاهرون البرد الشديد، حيث بلغت درجة الحرارة 50 تحت الصفر.
وكانت الاعتقالات عنيفة بشكل خاص في فلاديفوستوك، الميناء الروسي على المحيط الهادئ، حيث قام عناصر شرطة مكافحة الشغب بمطاردة المتظاهرين وضربهم بالعصي.
وقد أوقفت الشرطة الروسية هذا الأسبوع حلفاء من الصف الأول لنافالني، بينهم اثنان حكم عليهما الجمعة بعقوبات سجن قصيرة. وفي المناطق الأخرى، أوقف عدد من منسقي حركته بعد دعوتهم إلى مظاهرة السبت.
ونافالني (44 عاما) موقوف حتى 15 فبراير/شباط على الأقل، ومستهدف بعدد من الإجراءات القانونية، وقد اعتقل عند عودته الأحد الماضي من ألمانيا حيث أمضى 5 أشهر في نقاهة استشفاء.
وكان المعارض الروسي قد أصيب في نهاية أغسطس/آب بمرض خطير في سيبيريا، ونقل إلى المستشفى في حالة طوارئ في برلين، بعد تعرضه -بحسب قوله- لتسميم بغاز الأعصاب من قبل الاستخبارات الروسية.
الخارجية تستوضح
واستوضحت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من السفارة الأميركية في موسكو، سبب قيامها بنشر خرائط لتحركات المحتجين في المدن الروسية عشية انطلاق التظاهرات.
وتساءلت زاخاروفا في تصريحات صحفية عما إذا كانت هذه الخطوة هي عبارة عن تعليمات تقدم للمحتجين من قبل السفارة، وهي معطيات لم يفصح عنها حتى منظمو الاحتجاجات، بحسب قولها.
وقالت إنه لو قامت السفارة الروسية في واشنطن -على سبيل المثال- بنشر خرائط لتحركات المحتجين الأميركيين باتجاه مبنى الكابيتول (الكونغرس)، لتسبب ذلك بهستيريا أميركية معادية لروسيا.
المصدر : الجزيرة + وكالات