بيروت – كشف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أن مدام الرئيس اللبناني ميشال عون هي من تحكم لبنان عبر غرفة سرية، وأنها تحمي صهرها جبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحر) أمام الرئيس وأنها تعتبره الرجل الوحيد في الأسرة.
وذكرت مواقع إعلامية أن الزعيم الدرزي إنما كان يشير إلى القاضية غادة عون وليس إلى زوجة الرئيس ميشال عون.
يأتي هذا في وقت يزداد فيه تردي المشهد السياسي في لبنان إلى مستوى استثنائي كما حدث مع التراشق بين الرئيس عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد حادثة الفيديو التي وصف فيه عون الحريري بالكذّاب واستهان بمساعيه لتأليف الحكومة.
وقال جنبلاط إن “هناك غرفا سوداء، هناك سليم جريصاتي والمدام عون، هما من يحكمان ويتحكمان في القضاء، وهناك غرف عسكرية غريبة عجيبة”.
وليد جنبلاط: خلف رئيس الجمهورية هناك الصهر الكريم (باسيل) وهو مشروع سلطة دائمة
وأضاف “خلف رئيس الجمهورية هناك الصهر الكريم (باسيل) وهو مشروع سلطة دائمة”، مشيرا إلى أن “الصهر الكريم يريد الثلث المعطل لكي إذا حدث شيء لعمّه، والأعمار بيد الله، أن تكون السلطة بيده في الحكومة التي بحسب الدستور هي التي تحكم بانتظار انتخاب رئيس جمهورية جديد، وهذا هو الأمر بكل وضوح”.
وعكس حديث زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي لموقع “صوت كل لبنان” اختلاط الشأن السياسي بالشخصي في إدارة البلاد، وأن الصراع تتداخل فيه المصالح السياسية والمصالح الخاصة، وهذا ما يفسر التصريحات المثيرة للجدل سواء في استهداف الحريري أو قائد الجيش العماد جوزيف عون.
واعتبر جنبلاط أن الحريري قد أهين بالفيديو الذي تم تسريبه (فيديو الرئيس عون الذي وصف الحريري بأنه كذّاب في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب)، داعيا الطبقة السياسية إلى الخروج بالأمور الصغيرة إلى ما هو أرحب.
وتشهد العلاقة بين عون والحريري توتّرا على خلفية التشكيلة الحكومية التي تقدم بها الأخير، والتي رفض الرئيس اللبناني المصادقة عليها متهما رئيس الوزراء المكلف بالانفراد بمهمة التأليف، ضاربا بمطالبه عرض الحائط، وهو ما ينفيه الحريري.
لكنّ مراقبين يقولون إن الخلافات الشخصية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف تعود بالأساس إلى تقابل في التحالفات، فالأول يرهن أيّ تقدم في تشكيل الحكومة وانفراج الأزمة السياسية بمصالح حليفة حزب الله، الحاكم الحقيقي، فيما يستقوي الثاني بعلاقاته الخارجية واستفادته من الضغوط الدولية التي ترهن دعم لبنان ماليا واقتصاديا بتشكيل الحكومة.
وحث جنبلاط الحريري على الانسحاب من مهمة تشكيل الحكومة طالما أن الأمر بيد حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر، قائلا “فليستلموا كل البلد بكل مفاصله، وليتحملوا مسؤولية الربح أو الخسارة، لماذا نشارك نحن ولا نتسلم أيّ شيء؟”.
وأضاف أن “هناك حزبا قويا جداً، ومن خلفه دولة قوية جداً (إيران)” متسائلا هل إنّ طهران “تعترف بلبنان الكبير أم أننا نحن فقط مقاطعة من مقاطعات من الجمهورية الإسلامية بين لبنان وسوريا والعراق؟”.
ميشال عون: لا مسؤولية لي ولا لباسيل وحزب الله في تأخير الحكومة
وأصدرت الرئاسة اللبنانية بيانا، الجمعة، للرد على ما أسمته بالأقاويل التي تتهم رئيس الجمهورية بتعطيل تشكل الحكومة.
وجاء في البيان أن للرئيس عون “حقًا دستوريًا بأن يوافق على التشكيلة الحكومية كاملة قبل التوقيع”. وسعى عون إلى الدفاع عن صهره ونفي أيّ دور تعطيلي يقوم به. وقال البيان الرئاسي “تكثر الادعاءات بأن رئيس تكتل لبنان القوي (…) باسيل يعرقل تشكيل الحكومة، فيما أن الواقع يؤكد أن النائب باسيل لم يتعاط في عملية التشكيل مطلقا، وللتكتل مواقفه السياسية التي يعبّر عنها.
كما برّأ البيان حزب الله، وقال إن “الحزب لا يتدخل في أيّ قرار لرئيس الجمهورية، بما في ذلك تأليف الحكومة، وللحزب مواقفه السياسية التي يعبّر عنها”.
ويعجز لبنان عن تشكيل حكومة منذ أن استقالت حكومة حسان دياب، بعد ستة أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت، في الـ4 من أغسطس الماضي، أودى بحياة نحو 200 شخص وإصابة نحو 6000 آخرين إضافة إلى الأضرار المادية الهائلة.
ويواجه لبنان أزمة مالية واقتصادية هي الأسوأ منذ عقود، في ظل يأس المجتمع الدولي من اجتراح النخبة السياسية الحالية أيّ حلول، خاصة بعد فشل المبادرة الفرنسية وسعي كل جهة لبنانية إلى تبرئة نفسها واتهام جهة أخرى بالتعطيل، وهو ما يعني أن الدعم الخارجي سيظل معلقا إلى حين الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة.
العرب