بيروت – جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقوف بلاده إلى جانب لبنان، خلال اتصال جمعه بالرئيس اللبناني ميشال عون.
وتطرق الجانبان إلى الأوضاع التي يمر بها لبنان في خضم موجة الاحتجاجات في البلاد، والتي انعكست على المشهد السياسي وسط تجاذبات عميقة.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، شهدت مدينة طرابلس احتجاجات رفضا للأوضاع الاقتصادية والمعيشية، واستمرار حظر التجوال المفروض بسبب مكافحة فايروس كورونا.
وتخللت الاحتجاجات مواجهات عنيفة بين القوى الأمنيّة والمئات من المحتجين، ما أدّى إلى سقوط قتيل وأكثر من 200 جريح، إضافة إلى أضرار مادية في بعض المباني الرسمية.
وذكر بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، أن الرئيس الفرنسي تباحث مع عون الملف الحكومي والمبادرة الفرنسية التي لم تنجح في تشكيل حكومة لبنانية حتى اليوم، رغم مرور أشهر على إطلاقها.
ويؤكد ماكرون في كل مناسبة أن لبنان سيظل يعاني، ما لم ينفذ إصلاحات يضعها المجتمع الدولي شرطا لحصول لبنان على دعم يخرجه من دوامة الانهيار اقتصادي.
وجراء خلافات بين القوى السياسية، لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة حسان دياب بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت في الـ4 من أغسطس الماضي.
وخلال زيارته إلى بيروت بعد هذا الانفجار بيومين، التقى ماكرون رؤساء الأحزاب الكبيرة، وأطلق “مبادرة” بلهجة تهديد وإعطاء تعليمات تشمل تشكيل حكومة جديدة، وهو ما اعتبرته قوى لبنانية تدخلا في شؤون بلدها.
وتنص المبادرة على تشكيل حكومة جديدة من “مستقلين” (غير تابعين لأحزاب) على أن يتبع ذلك إصلاحات إدارية ومصرفية.
وكان عون كلف سعد الحريري في 22 أكتوبر الماضي، بتشكيل حكومة، عقب اعتذار سلفه مصطفى أديب لتعثر مهمته في تأليف حكومة تخلف حكومة دياب.
ونوه الرئيس عون “خصوصا بالمبادرة الرئاسية الفرنسية المتعلقة بالمسألة الحكومية”، مجددا “الترحيب بزيارة الرئيس ماكرون للبنان”.
وكان الرئيس الفرنسي قد زار لبنان مرتين عقب انفجار مرفأ بيروت، وأطلق مبادرة تقضي بتشكيل حكومة مهمة تقوم بالإصلاحات المطلوبة، وأعلنت كافة القوى السياسية تمسكها بالمبادرة الفرنسية.
وكان الرئيس الفرنسي يعتزم زيارة لبنان مطلع ديسمبر الماضي، إلّا أنّ إصابته بفايروس كورونا عطلت الزيارة. ولم يتحدد رسميا موعد جديد للزيارة.
ويعاني لبنان منذ أشهر، أسوأ أزمة اقتصادية واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية، بينها فرنسا.
العرب