قالت صحيفة بوليتيكو الأميركية (politico) إن هناك تباينا في إدارة الرئيس جو بايدن؛ بين من يرى أن معالجة الملف النووي الإيراني أولوية مبكرة، ومن يرفض وضع إطار زمني للعودة إلى الاتفاق.
وأكد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية -في بيان نشره موقع الصحيفة- أن العودة إلى الاتفاق النووي ستستغرق وقتا أطول مما قد يرغب فيه العديد من المدافعين عن هذا الاتفاق.
وأشار إلى أن إيران لا تزال بعيدة عن الامتثال لمتطلبات الاتفاق النووي، وهناك العديد من الخطوات التي ستحتاج إلى تقييم.
وفي تصريحات نقلها الموقع، أوضح مسؤول أميركي آخر أن موظفي الإدارة الأميركية المشاركين في سياسة العقوبات على إيران يفكرون في الخطوات التي يجب اتخاذها للعودة إلى الاتفاق، وأنهم يخططون لتقديم أفكارهم إلى المعيّنين السياسيين من قبل إدارة بايدن، بمن فيهم المبعوث الأميركي الجديد الخاص لإيران روب مالي.
ونقل الموقع الأميركي عن مساعد لأحد المشرعين الجمهوريين في الكونغرس قوله إن المشرعين الذين لديهم شكوك بشأن الاتفاق سيعارضون على الأرجح العديد من محاولات بايدن لتخفيف العقوبات، كما سيراقبون كيف تمضي الإدارة في تنفيذ العقوبات التي تقرر الإبقاء عليها.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قال إن إيران باتت أقرب لإنتاج قنبلة نووية، مؤكدا أن إدارة الرئيس بايدن تسعى لاستخدام الدبلوماسية من أجل احتواء برنامج إيران النووي.
ولفت المصدر إلى أن أحد مجالات القلق يكمن في كيفية تحديد إدارة بايدن السلع التي تندرج تحت الإعفاءات الإنسانية من العقوبات.
يذكر أن إيران بدأت تجاوز الحدود المسموح بها في تخصيب اليورانيوم بموجب الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن منه عام 2018 في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وإعادة فرضها عقوبات اقتصادية على طهران.
لكن الإدارة الجديدة للرئيس الأميركي جو بايدن أوضحت أنها ستعاود الانضمام إلى الاتفاق شريطة أن تعود طهران مجددا إلى الامتثال الكامل لشروطه.
الموقف الإيراني
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني أبو الفضل عمويي للجزيرة إنه لا اتفاق جديدا مع الولايات المتحدة في ظل غياب سياسة أميركية جديدة.
وأكد أن إدارة بايدن ضعيفة، وما زالت في أجواء إدارة ترامب، وأنها مخيبة للآمال، على حد تعبيره.
وفي مقابلة مع الجزيرة ضمن نشرة “الحصاد”، قال عمويي إن إيران تتحاور مع جيرانها لا مع الولايات المتحدة، معتبرا أن المسائل الإقليمية شيء والاتفاق النووي شيء آخر.
وأضاف المسؤول الإيراني أنه “بالنسبة للحديث بين إيران والمملكة العربية السعودية، والدول الإقليمية الأخرى، فنحن نعتقد أن الحديث بين الجيران أمر طبيعي، ولا علاقة له بالاتفاق النووي الإيراني؛ فالاتفاق النووي قضية انتهت، والمسائل الإقليمية شيء آخر”.
وبخصوص الاتفاق النووي، قال عمويي إنه لا حاجة لانضمام أعضاء جدد للاتفاق، لكنه أشار إلى أنه إذا أراد أي طرف الانضمام للاتفاق النووي فعليه أن يقبل الاتفاق أولا، مضيفا أنه “لا فرصة للسعودية للانضمام للاتفاق، كما لا نقبل الحديث عن سياساتنا الدفاعية مع أي أحد”.
كما أكد المسؤول الإيراني أن المسائل الإقليمية يتم تداولها بين الدول الإقليمية، ولا يمكن للولايات المتحدة التحدث عن المنطقة. لافتا إلى أن طهران كانت لها مبادرة للحوار مع جيرانها، لكننا لم نتلق أي إشارات حقيقية.
التصعيد مع فرنسا
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده دعا الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إلى ضبط النفس، وتجنب التصريحات المتسرعة وغير المدروسة، حسب تعبيره.
وقال خطيب زاده إن الاتفاق النووي اتفاقٌ دولي غير قابل للتفاوض مجددا، ولا يمكن إدخال أطراف جديدة فيه.
السعودية وفرنسا
وتطالب إسرائيل وقوى عربية وغربية بإعادة التفاوض من جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، وإشراك أطراف جديدة في المحادثات وتوسيعها لتشمل البرنامج الصاروخي لطهران.
والجمعة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن أي محادثات جديدة يجب أن تشمل السعودية.
وقال ماكرون إن أي محادثات جديدة بشأن الاتفاق النووي مع إيران ستكون “صارمة” جدا، وإن الوقت المتبقي لمنع طهران من تطوير سلاح نووي محدود للغاية.
وفي وقت سابق، قالت السعودية والإمارات إن دول الخليج العربي يجب أن تشارك هذه المرة في أي محادثات، وطالبت السعودية بأن تتناول المفاوضات برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، “ودعم طهران وكلاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
المصدر : الجزيرة + وكالات