إدارة بايدن لا تخفي توجسا من شراء أنقرة لمنظومة أس – 400 الروسية

إدارة بايدن لا تخفي توجسا من شراء أنقرة لمنظومة أس – 400 الروسية

أعربت إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن عن قلقها بسبب قيام تركيا بشراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية أس – 400 التي أحدثت تصدعا في العلاقات بين واشنطن وأنقرة.

وأجرى أكبر مستشارين للرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأميركي جو بايدن محادثات، في أول اتصال رسمي بين البلدين منذ تولي بايدن الرئاسة قبل نحو أسبوعين.

وقالت إميلي هورن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إن جاك سوليفان “نقل عزم الإدارة تعزيز الأمن عبر المحيط الأطلسي من خلال حلف شمال الأطلسي، وعبر عن قلقه من أن حصول تركيا على نظام صواريخ أرض – جو الروسي أس – 400 يقوض تماسك التحالف وفعاليته”.

ويوجد خلاف بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي بسبب شراء تركيا لنظام الصواريخ الروسي. وفي ديسمبر، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق ترامب عقوبات كانت متوقعة منذ فترة طويلة على تركيا بسبب حصولها على نظام الصواريخ الروسي، في خطوة وصفتها تركيا بأنها “خطأ جسيم”.

واستبعدت واشنطن أيضا تركيا من برنامج تصنيع مقاتلات أف – 35 نتيجة لذلك.

وتسبب شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية أس – 400 في سياق تقاربها مع موسكو، في خلافات مع عدة دول غربية تقول إن نظام الدفاع الروسي لا يتماشى ومعدات حلف شمال الأطلسي.

وتقول واشنطن إن أنظمة الدفاع الجوي أس – 400 تمثل تهديدا لطائراتها المقاتلة أف – 35 ولأنظمة الدفاع الأوسع لحلف شمال الأطلسي. وترفض تركيا ذلك قائلة إن أنظمة أس – 400 لن يتم دمجها في حلف الأطلسي، وعرضت تشكيل مجموعة عمل مشتركة للنظر في الادعاءات المتعارضة.

في المقابل تعتبر أنقرة أن شراء منظومة أس – 400 لم يكن خيارا بل ضرورة، لأنها لم يكن بوسعها شراء دفاعات صاروخية من أعضاء آخرين بحلف الأطلسي بشروط مقبولة.

وقال البيت الأبيض في بيان إن سوليفان شدد على رغبة إدارة بايدن في إقامة علاقات “بناءة” بين الولايات المتحدة وتركيا، لكنه تطرق أيضا إلى مجالات الخلاف مع أنقرة.

ويرى مراقبون أن الخلاف بشأن دفاعات أس – 400 يعتبر التحدي الأكبر الذي ستواجهه إدارة بايدن مع تركيا.

ووصف سوليفان تركيا بمصدر القلق بالنسبة للولايات المتحدة ودول أوروبا، وذلك في أول هجوم من إدارة الرئيس جو بايدن على نظام الرئيس التركي.

وكانت إدارة بايدن قد دعت الحكومة التركية إلى احترام قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، والإفراج عن السياسي الكردي المعارض صلاح الدين دميرتاش، وعثمان كافالا، في أول تصريحاتها عن تركيا التي تركزت حول قضايا الحريات وحقوق الإنسان.

وخلال المحادثة شدد الطرفان على ضرورة تبني “مقاربة جديدة لتسوية الخلافات” العالقة بين واشنطن وأنقرة، على غرار صواريخ أس – 400 الروسية والدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.

ورحبت تركيا بفتور بانتخاب بايدن خشية تشدد أميركي حيالها حول ملفات عديدة. وينتهج بايدن سياسة أكثر تشددا تجاه تركيا من خصمه الجمهوري ترامب، حيث انتقد مرارا السياسات التركية.

صحيفة العرب