في تناقض واضح وصريح مع سياسة إدارة دونالد ترامب إزاء أزمة الشرق الاوسط، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وضع مدينة القدس يخضع لمفاوضات الحل النهائي. ويأتي هذا متناقضا أيضا مع قرار الكونغرس الذي أكد في الأسبوع الماضي أن القدس هي عاصمة لدولة الاحتلال.
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس، في موجز صحافي حسب وكالة الاناضول، إن “القدس تخضع لمفاوضات الحل النهائي، وهذا الموقف لم يتغير”. وشدد على أن عودة المساعدات الأمريكية إلى الفلسطينيين “مرهونة بتوافقها مع قيم واشنطن ومع المصالح الأمريكية”. وأضاف: “نعتقد أنه من الضروري تجنب الإجراءات الأحادية التي تغذي التوتر وتقوض الجهود المبذولة لدفع حل الدولتين، بما في ذلك الضم والبناء الاستيطاني والهدم”.
وتتناقض تصريحات برايس أيضا مع ما كشفت عنه النقاب مصادر إسرائيلية مطلعة أمس من أن إدارة الصندوق القومي اليهودي (الصندوق الدائم لإسرائيل المعروف بـ “كيرن كييمت”) تدخلت على خط الاستيطان وتعتزم توسيع أنشطتها لتعزيز المشروع الاستيطاني ونهب الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، في ما وصف بأنه تغير جذري في سياسات المؤسسة التي شكلت حجر الأساس في المشروع الاستيطاني الصهيوني منذ تأسيسها عام 1901.
وعلى صعيد ذي صلة، أعلن الصحافي الأمريكي ناثان روبنسون، أن صحيفة “الغارديان” البريطانية المعدودة على اليسار السياسي في بريطانيا، أوقفت التعاون معه، بسبب نشره تعليقا ساخرا على “تويتر” عن المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لإسرائيل.
وذكر روبنسون، وهو مؤسس ورئيس تحرير مجلة Current Affairs، في مقال نشرته هذه المجلة، أن رئيس فرع “غارديان” في الولايات المتحدة، جون مولهولاند، اتخذ هذه الخطوة، بسبب تغريدتين منددتين بموافقة الكونغرس على تخصيص 500 مليون دولار للمساعدات العسكرية إلى إسرائيل، على الرغم من الظروف الاقتصادية المتدهورة داخل الولايات المتحدة في ظل تبعات جائحة فيروس كورونا.
وكتب روبنسون في التغريدة الأولى: “هل تعرفون أن الكونغرس الأمريكي غير مخول فعليا بالمصادقة على أي إنفاق جديد ما لم يتم تشخيص جزء منه لبيع الأسلحة إلى إسرائيل؟ هذا هو القانون”.
وفي التغريدة الثانية أشار الصحافي إلى طابع السخرية للأولى إذ كتب: “وإذا لم يكن ذلك قانونا مكتوبا، فإنه تأصل في التقاليد السياسية لدرجة لا تتيح تمييزه عن القانون”.
واتهم روبنسون على خلفية هاتين التغريدتين بـ”معاداة السامية” من قبل بعض المعلقين في “تويتر”، ثم تلقى رسالة إلكترونية غاضبة أشار فيها مولهولاند إلى عدم وجود مثل هذا القانون في الولايات المتحدة، وانتقد تركيز روبنسون على المساعدات إلى إسرائيل وليس أي دولة أخرى.
وذكر أنه حذف التغريدتين وتواصل مع مولهولاند وقدم اعتذاره، من أجل الحفاظ على علاقاته مع “غارديان”، وطمأنه الأخير بأن كل شيء سيكون على ما يرام.
لكن في الأيام اللاحقة توقفت “غارديان” عن نشر مقالات روبنسون، قبل أن تبلغه بإغلاق عموده في الصحيفة ووقف التعاون معه. واتهم روبنسون “غارديان” بمنع موظفيها من التعبير عن آرائهم، وفرض الرقابة الإجبارية عليهم، وفق ما قالت “روسيا اليوم”.
القدس العربي