أصدر تنظيم القاعدة بتاريخ 9أيلول 2015 شريطا صوتيا لأيمن الظاهري بمناسبة الذكرى الرابعة عشر لأحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 ، وأهم ما ورد فيه هو موقف تنظيم القاعدة وقيادتها من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام حيث جاء في حديث الظواهري ما يلي :
1.بدأ الظواهري كلامه بالهجوم المباشر على أبي بكر البغدادي قائلا له (تحملنا الكثير من الأذى منكم ومن جماعتكم وانكم أفسدتم الناس وأضعتم العمل بمنهاج النبوة )
2.ان البغدادي خلف نفسه أميرا على المسلمين وكان كل همه جمع البيعات من الفصائل الجهادية الأسلامية وشق وحدة المجاهدين
3.طالب جميع المقاتلين من الفصائل الجهادية الاسلامية التي بايعت البغدادي (التبرؤ)من مبايعتها وعدم الأعتراف به خليفة للمسلمين
4.أشار الى أن البغدادي ضحى بكل شئ من أ جل السلطة وتمرد على بيعة أمير المؤمنين (الملا عمر) ويطالب المجاهدين وعموم الناس بالتمرد والأنشقاق عن التنظيم الاساسي وهو تنظيم القاعدة
5.أوصى المجاهدين بأن البغدادي لايحق له السمع والطاعة وأنه ليس بخليفة على المسلمين وأنه متمرد خارج عن الطاعة
6.دعى البغدادي الى اثبات وجوده عندما كان المجاهدون يقاتلون في أفغانستان قائلا له (أين كنتم) وما هو دوركم وماذا فعلتموه أنذاك
7.أكد على عدم اعتراف تنظيم القاعدة بخلافة أبي بكر البغدادي وانها ليست على منهاج النبوة بل هي امارة استيلاء بدون شورى
8.دعى جميع المسلمين على عدم مبايعة دولة الخلافة التي ادعاها البغدادي وانه لايمثل الخلافة وليس أهلا لها
9.أخطأ البغدادي باعلان دولة العراق والشام دون أن يستأمرنا أو يستشيرنا وبهذا فهو خرج عن مبدأ الشورى والألتزام بالمنهاج النبوي
10.دعى البغدادي الى الاهتمام بالصراع العربي الصهيوني وان ينتبه لما يقوم به الصهاينة من ايذاء للشعب الفلسطيني في غزة والانتهاكات ضد حقوقه وسقوط الصواريخ على غزة.
وفي قراءة متأنية واضحة لما احتواه الشريط التسجيلي للظواهري يمكن لنا ان نسجل ونلاحظ النقاط المهمة الاتية :
1.ان التسجيل الصوتي جاء في مناسبة يتابعها ويهتم بها جميع الامريكان وحلفائهم وأصدقائهم فهي استذكار لحادث تفجير برجي التجارة في 11 أيلول 2001 وهنا تأكيد على استمرار مواجهة تنظيم القاعدة للمصالح الأمريكية وخططها بالمنطقة
2.حاول الظواهري أن يظهر بأنه لايزال يمثل الحالة الشرعية والقيادية لتنظيم القاعدة بعد مقتل اسامة بن لادن وأنه يمثل امتدادا ستراتيجيا له
3.لم يكن هذا الهجوم الاول على ابي بكر البغدادي وتنظيم الدولة الأسلامية ،ولكنه كان الأشنع والأقوى في تعريته وتوصيفه للتنظيم وما يقوم به وحسب قول الظواهري من استغلال للمفاهيم والقواعد الشرعية الدينية
4.أوضح الظواهري أن الستراتيجية التي يتبعها البغدادي في حكمه لا تستند للمعاير الشرعية والقواعد الفقهية الاسلامية بل انه سعى الى اقامة امارة همها شق وحدة المسلمين واضعاف قوتهم والتأثير على بيعتهم لتنظيم القاعدة
5.وصف البغدادي بانه رجل يسعى للدنيا وليس للأخرة ويعمل من اجل مصلحته لا من اجل مصلحة الاسلام والمسلمين عندما ضحى بكل شئ من اجل السلطة
6.يعتبر الظواهري أن الأمارة الأسلامية في افغانستان هي الأمارة الشرعية الأولى بعد سقوط الدولة العثمانية ولم تقم في الدنيا امارة سواها ، فلهذا فلا قيمة لما أعلنه البغدادي من اقامة دولة الخلافة في الشام والعراق
7.ان البيعة التي ينشدها الان الظواهري هي بيعته لزعيم طالبان الحالي (ملا أختر منصور) الذي اصبح أميرا للمؤمنين بعد مقتل (الملا عمر) في افغانستان ، ويحظى أختر بأهتمام ورعاية المؤسسة العسكرية الباكستانية التي لا زالت تدعم مقاتلي طالبان وتمدهم بجميع المساعدات العسكرية والمادية
8.ان الهدف الأسمى والكبير والستراتيجية العملية التي يؤمن بها الظواهري هي (تحرير كل شبر من القوقاز حتى الصومال ووسط أفريقيا ومن كشمير حتى القدس ومن الفلبين حتى كابول وبخارى وسمرقند وامتدادا لبلاد الاندلس )
9.ان الظواهري يشير ولأول مرة موجها كلامه للبغدادي حول الاهتمام بالصراع العربي الصهيوني ويذكره بانك(لم تلتفت الى قنابل اسرائيل على اخوانك في غزة ) وان كل همك هو الخلافة والاستيلاء عليها ، وهذا تذكير لم يرد سابقا والمتابع لأحاديث ابي بكر البغدادي نراه لم يشير الى الصراع العربي الصهيوني ومكابدة الشعب الفلسطيني وحراكهم الجهادي ضد الصهاينة في معظم خطاباته
10.سبق للبغدادي وان اشارة في رده لاقوال ومواقف الظواهري بان دولة الخلافة في الشام والعراق باقية ما دام فينا عرق ونبض وطرفة عين ولن نساوم عليها أو نتنازل عنها حتى يظهرها الله او نهلك دونها
فعل ما سنراه في الأيام القادمة صراع ومواجهة بين مقاتلي القاعدة وتنظيم الدولة الأسلامية على الاستحواذ والتمدد ضمن مناطق الصراع العسكري للرقعة الجغرافية التي يتواجد عليها المسلمين أم ستكون للمصالح الستراتيجية للدول العظمى وسياستها في المنطقة العربية والبلدان الأسلامية كلمة اخرى؟؟؟؟ هذا ما ستؤكده الأيام القادمة !!!!!
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية