احتجاجات ضد الحكومة اليمنية في عدن رفضا لـ”سياسات التجويع”

احتجاجات ضد الحكومة اليمنية في عدن رفضا لـ”سياسات التجويع”

عدن – احتج متظاهرون يمنيون الثلاثاء على انهيار الخدمات والأوضاع المعيشية الصعبة وتدهور قيمة العملة المحلية داخل قصر معاشيق الرئاسي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، الذي تتخذه الحكومة اليمنية مقرا لها، قبيل مغادرته بعد إيصالهم رسالة إلى الوزراء بأنه لا يمكنهم الاستمرار طويلا دون حلول جذرية للمشكلات المتفاقمة.

وقالت مصادر إعلامية يمنية إن المتظاهرين الغاضبين من انهيار الخدمات وسوء الأوضاع المعيشية اقتحموا بوابات قصر معاشيق الرئاسي، لكنهم غادروا المكان بعد مفاوضات قادها مدير أمن عدن اللواء مطهر الشعيبي لإقناعهم بمغادرة المكان. ولم يعرف حتى اللحظة مدى استجابة المتظاهرين لتلك الوساطة لإنهاء عملية اقتحام القصر الرئاسي.

وعادت الحكومة اليمنية برئاسة معين عبدالملك إلى عدن أوائل يناير الماضي، لكن منذ ذاك التاريخ ينتظر اليمنيون بفارغ الصبر تحقيق تغييرات حقيقية على أرض الواقع عن طريق تحسين الخدمات الاقتصادية والاجتماعية في المناطق التابعة للحكومة.

وقال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي إن “سياسات التجويع وحرب الخدمات وقطع الرواتب لن تنجح في تطويع أبناء الجنوب وتركيعهم، بل ستكون وبالا على من يستخدم هذه السياسات”.

وأضاف في تغريدة عبر حسابه على تويتر “الشعب والجيش والأمن صف واحد ويجمعهم رغيف العيش”.

وتشهد العاصمة اليمنية المؤقتة منذ أسابيع احتجاجات متكررة على تدهور الخدمات والأوضاع المعيشية الصعبة، وسط مطالبات بضرورة التحرك سريعا للعمل على حل تلك المشكلات المتفاقمة، والتي زادت من تدهور الأوضاع في مناطق واسعة في الجنوب.

وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن العشرات من المحتجين اقتحموا القصر الرئاسي للمطالبة بدفع رواتب موظفي القطاع العام.

وصرح مسؤولان يمنيان بأن رئيس الوزراء معين عبدالملك وبعض أعضاء الحكومة المعترف بها دوليا ما زالوا داخل المبنى. وكان المتظاهرون قد وصلوا إلى الأجنحة الخاصة بإقامة الوزراء قبل مغادرتهم لساحات القصر الرئاسي في عدن.

وتناقل يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لزوارق بحرية قالوا إنها لوزراء فروا من مكان الاحتجاجات عن طريق البحر.

ووصف مسؤول حكومي يمني لوكالة الأناضول التركية عملية اقتحام المتظاهرين واحتجاجهم داخل القصر الرئاسي للمطالبة بحقوقهم بـ”العمل المسلح المخطط له”، لكن مصادر يمنية تقول إن “الصبر نفد” على الحكومة، التي لم تعمل على إيجاد حلول لمشكلات زادت من سوء الأوضاع في مناطق واسعة من العاصمة اليمنية المؤقتة.

وقال أحمد عمر بن فريد رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، “حينما لا يجد الشعب أبسط مقومات الحياة الكريمة في حدودها الدنيا، من كهرباء وماء ورواتب وصحة وتعليم ومواصلات وغلاء معيشة، فلا يمكن لأي كان أن يطلب منه أن يصبر، لأن الصبر قد ملّ من الوعود”.

وأضاف في تغريدة على تويتر “مؤلم جدا ما يعانيه شعب الجنوب منذ سنوات عديدة دون أن تلوح في الأفق أي بوادر للأمل”.

وكانت الحكومة اليمنية التي تم تشكيلها في الثامن عشر من ديسمبر الماضي مناصفة بين الشمال والجنوب قد تعهدت بإجراء إصلاحات جذرية، والعمل على إنهاء معاناة المواطنين. ويقول يمنيون إنه لم يُشهد هناك أي تغيير يذكر على صعيد تحسين الخدمات منذ وصول أعضاء الحكومة.

وهدف تشكيل الحكومة إلى حل الوضع العسكري في عدن والمناطق الأخرى التي شهدت مواجهات بين قوات الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن ومحافظة أبين (جنوب).

لكن لم يتم إحراز تقدم كبير في مسألة تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض حتى اليوم، خصوصا ما يتعلق بدمج قوات الجيش والأمن التابعة للحكومة والمجلس الانتقالي، تحت قيادة وزارتي الداخلية والدفاع، إضافة إلى عدم إحراز تقدم في مسألة علاج الخدمات وانهيار الوضع المعيشي

العرب