وصل وزراء خارجية إيطاليا وفرنسا وألمانيا -اليوم الخميس- إلى العاصمة الليبية طرابلس، ضمن مهمة أوروبية تهدف إلى فتح قنوات حوار مع الحكومة الجديدة، في حين أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تقارير تحدثت عن استمرار وجود المرتزقة.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس -عند وصوله إلى طرابلس- إن التقدم الذي شهدته ليبيا هو إحدى النقاط المضيئة القليلة في السياسة الخارجية خلال العام الماضي.
وأضاف أن الليبيين عندما يديرون مستقبلهم بأيديهم مرة أخرى، حينها فقط يتحول وقف إطلاق النار إلى سلام ومصالحة حقيقيين، مشددا على “مراقبة عملية حظر التسليح على الأطراف”.
وأكد أن انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة شرط أساسي للإعداد للانتخابات المقبلة، معتبرا أن “الوصول إلى انتخابات كان ثمرة جهد كبير وعمليات منسقة، وقد أردنا عبر هذه الزيارة إثبات عزمنا على الوقوف إلى جانب حكومة الوحدة الليبية”.
من جهته طالب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بضرورة فتح الطريق الساحلي لإتاحة انسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة.
ودعا لودريان إلى إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المحدد نهاية العام الجاري، مؤكدا أن دول الاتحاد الأوروبي تدعم وحدة ليبيا واستقرارها وتعتبر ذلك مهما لمنطقة البحر المتوسط والساحل.
وتأتي هذه الزيارة المشتركة بعد أقل من أسبوعين من تشكيل حكومة ليبية موحدة جديدة مسؤولة عن إدارة المرحلة الانتقالية، يرأسها عبد الحميد الدبيبة، وصولا إلى الانتخابات العامة المقررة في نهاية العام الحالي.
تقرير غوتيريش
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -في تقرير سلّمه إلى مجلس الأمن- عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن استمرار وجود عناصر أجنبية في سرت ومحيطها ووسط ليبيا.
وعبّر غوتيريش أيضا في تقريره عن أسفه لأنه لم يتم الإبلاغ عن أي خفض في عدد القوات الأجنبيّة أو أنشطتها في وسط ليبيا.
وكرر الأمين العام دعوته جميع الجهات لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار، وحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
وفصّل غوتيريش في تقريره مقترحه لنشر تدريجي لبعثة تراقب وقف إطلاق النار، ومغادرة المرتزقة والقوات الأجنبية.
ولا يحدد غوتيريش عدد المراقبين المقترحين، لكنه يشير إلى أنهم مدنيون غيرُ مسلحين وسينشرون بالاتفاق مع الأطراف الليبية.
تحرك طفيف
ومن جهة أخرى، حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على الوثيقة التي تكشف عن تحرك طفيف وغير كاف لسحب بعض المرتزقة.
وتشير الوثيقة إلى أنه جرى سحب قوات أجنبية من وسط مدينة سرت وغربها، للمساهمة في تأمين المدينة وإعادة فتح مطار القرضابية.
من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيش إن هناك إجماعا بين الليبيين على ضرورة انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب.
وخلال إحاطته في جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا، أكد كوبيش أهمية فتح الطريق الساحلي لتطبيق وقف إطلاق النار على الأرض.
المصدر : الجزيرة + وكالات