المناورات تدعم التعاون العسكري بين واشنطن والرباط

المناورات تدعم التعاون العسكري بين واشنطن والرباط

الرباط – أطلق المغرب التحضيرات لمناورات “الأسد الأفريقي” المقررة في يونيو المقبل والتي ستشارك فيها العديد من الدول على غرار الولايات المتحدة.

وعُقد في مقر قيادة المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية اجتماع بين ضباط من المغرب والولايات المتحدة ودول أخرى لبحث آخر الاستعدادات لإطلاق مناورات “الأسد الأفريقي” التي من المرتقب أن يشارك فيها 8 آلاف جندي من حوالي عشرين دولة.

وقال اللواء أندرو رولينغ نائب القائد العام للجيش الأميركي في أوروبا وأفريقيا إن المغرب سيستضيف معظم تدريبات مناورات “الأسد الأفريقي”، محددًا أن بعض التدريبات العسكرية ستجرى في الصحراء المغربية في مدينتي المحبس بالداخلة وطانطان.

وقال الجنرال مارك جاكسون نائب قائد “سيتاف – أفريقيا” التابعة لـ”أفريكوم” (القوات الأميركية في أفريقيا) إن “ما نفعله مهم، إذ لا نقوم فقط ببناء جاهزية الوحدات التكتيكية من خلال نشر قوات على بعد الآلاف من الأميال عبر المحيط الأطلسي والتدريب على عمليات مشتركة ومتطورة في جميع المجالات، بل نقوم أيضًا بتحسين الأسس القوية للصداقة بين المغرب والولايات المتحدة بشكل متزايد وتأكيدا على استمرار التحالف”.

ويرى هشام معتضد الأكاديمي والمحلل السياسي أن مناورات “الأسد الأفريقي” تترجم مدى عمق التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن على مستوى تبادل الخبرات العسكرية وتعزيز المهارات المهنية في ميدان الدفاع الأمني المشترك وذلك من خلال “تدريبات عسكرية دقيقة وذات أهداف محددة تهدف إلى تأهيل الجنود على مواجهة تحديات معقدة”.

وأوضح معتضد في تصريح لـ”العرب” أن “المناورات تعد موعدًا سنويًا أساسيًا نظراً للأهمية الإستراتيجية التي يوليها البلدان لهذا التعاون العسكري والبعد الأمني لمحور التعاون الإقليمي بين المغرب والولايات المتحدة”.

وتعد مناورات “الأسد الإفريقي” تتويجا سنويا للتعاون العسكري المغربي – الأميركي، حيث تتمثل في تمارين جو – أرضية مع جنود المارينز الأميركيين، وتمارين بحرية بين البحرية الملكية المغربية ونظيرتها الأميركية، وكذلك تمارين جوية بين القوات الجوية الملكية والأميركية، ولاسيما إجراء تمارين تزويد الطائرات العسكرية بالوقود وهي في الجو.

هشام معتضد: المناورات تترجم عمق التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن

‎كما يُنظر إلى مناورات “الأسد الإفريقي” على أنها تمرين تدريبي متعدد المجالات ومعقد، إذ ينتظر أن تشمل المناورات المقبلة التخطيط المسرحي واللوجستي الإستراتيجي وإطلاق النار من البحرية وقوات العمليات الخاصة وحتى القاذفات والأصول الثابتة.

وكانت القيادة الأميركية العاملة في أفريقيا قد أعلنت في شهر مارس من العام الماضي إلغاء مناورات “الأسد الإفريقي” لعام 2020 في المغرب ودول المنطقة للحد من تعرض القوات المشاركة في التمرين العسكري لخطر الإصابة بفايروس كورونا مفضلة التركيز على التخطيط لعام 2021.

وبذلك تسببت الجائحة الصحية في إلغاء نسخة 2020 ما أفضى إلى عقد اجتماع رفيع المستوى بمقر المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية بأكادير في نوفمبر الماضي بين الجنرال الفاروق بلخير قائد المنطقة الجنوبية واللواء أندرو رولينغ من أجل بحث الاستعدادات لمناورات “الأسد الأفريقي” للعام الجاري.

ويبني المغرب شراكة مثمرة مع الولايات المتحدة التي تأخذ بعين الاعتبار التوازنات الإقليمية التي تعمل من أجل الحفاظ عليها خاصة بالنظر إلى الموقع الجغرافي للمملكة كبوابة للصحراء والتي يمكن أن تلعب دورًا رائدًا في الإستراتيجية الأمنية والاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة في أفريقيا.

وتأتي مناورات الأسد الأفريقي لهذا العام في إطار تعزيز الشراكة بين القوات المسلحة في البلدين عقب توقيع اتفاق عسكري تاريخي في الثاني من أكتوبر الماضي يمتد من 2020 إلى 2030 لتقوية التعاون العسكري والأمني ودعم تعزيز الصناعة العسكرية الوطنية.

واعتبر هشام معتضد أن “موقع المغرب الإقليمي وقوته العسكرية الإستراتيجية في المنطقة عززا هذا التوجه الأميركي في اختيار القوات المسلحة الملكية ومنطقة جنوب المغرب كمحور إستراتيجي وحساس في البرمجة الخارجية لقوات المارينز، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لخوض هذه القوات وغيرها تحديات وتجارب جديدة مشتركة من خلال تشخيص مقاربات تكتيكية ميدانية متطورة وتأهيل الجنود على تدبيرها وضبطها تقنيا ومهنيا”.

ودفعت هذه الاستعدادات جبهة البوليساريو الانفصالية إلى القيام بتصريحات تستهدف التشويش على هذا التعاون الأميركي – المغربي، حيث قال محمد سيدي أوكال المسؤول في الجناح العسكري للجبهة مساء الأحد في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن “الحرب (مع المغرب) ما زالت، ونحن في مرحلة تسْخين، القادم سيكون أسوأ”.

واعتبر هشام معتضد أن “التقارب والتعاون العسكري بين الرباط وواشنطن يزعجان أعداء المغرب ويربكان حسابات العديد من المنافسين العسكريين له في المنطقة خاصة وأن هذه المناورات السنوية تبعث برسائل مهمة حول التموقع الإستراتيجي للجيش المغربي في المنقطة وترفع من مراتبه على مستوى مؤشرات التنافس العسكري”.

العرب