الفاتيكان يشدد أمام الحريري على أهمية “حياد أرض لبنان”

الفاتيكان يشدد أمام الحريري على أهمية “حياد أرض لبنان”

بيروت – كشفت مصادر دبلوماسية لـ“العرب” أن الفاتيكان أكد في اللقاءات التي جرت الخميس مع رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري تأييده “تحييد أرض لبنان وأن يعمل الجميع من أجل حمايته”، في دعم ضمني لمبادرة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وكذلك تأكيدا على الترابط بين حقوق كل المواطنين اللبنانيين وليس المسيحيين فقط.

وحملت تلك الإشارة انتقادا واضحا لمواقف رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اللذين يتخذان من حماية حقوق المسيحيين في لبنان غطاء لتحقيق مكاسب سياسية، ومنها وضع اليد على الحكومة المقبلة.

وكان رئيس الوزراء اللبناني المكلف أكد عقب لقائه صباح الخميس البابا فرنسيس أن أزمة التعطيل الحكومي مرتبطة بفريق لا يريد إنجاز هذا الملف، ويتعمّد ترك البلاد تتجه نحو الانهيار، في تلميح إلى التيار الوطني الحر وحلفائه، الذي قال إنهم يواجهون مشكلات خارجية.

وكان الحريري بدأ الأربعاء زيارة إلى روما، في إطار تحركات خارجية استهلها رئيس الوزراء المكلف منذ فترة وهدفها شرح موقفه من أزمة التشكيل الحكومي، والبحث عن دعم خارجي لحلحلتها، وشملت الزيارة أيضا لقاء مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي.

ويواجه لبنان منذ ثمانية أشهر أزمة حكومية بعد استقالة حكومة حسان دياب على إثر انفجار مرفأ بيروت، وعمقت الأزمة مشكلات لبنان المالية والاقتصادية، في ظل تمترس الفرقاء اللبنانيين خلف مواقفهم ولاسيما أقطاب العهد.

وقال الحريري “لقد شرحت للبابا فرنسيس المشكلات التي نعاني منها وطلبت من قداسته مساعدة لبنان، والتقيت وزير الخارجية وبحثنا في مختلف المشكلات في لبنان، وأدركت أنهم يعلمون تفاصيل التعطيل الحاصل”، وأضاف أن “البابا سيزور لبنان، إنما بعد تشكيل الحكومة، وهو حريص على العيش المشترك في لبنان وينظر إلى اللبنانيين كجسم واحد وكرسالة ينبثق منها الاعتدال والعيش الواحد”.

ورأى الحريري أنّ “هناك مشكلات خارجية تتعلق برئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل وحلفائه، لكن الأكيد أن هناك فريقا أساسيا في لبنان يعطل تشكيل الحكومة، والفاتيكان يعلم جيدا من يعطل تشكيل الحكومة في لبنان”، مضيفا “نحن نريد اقتصادا حرا مع كل دول العالم، فيما هناك فريق لا يريد العمل والتواصل إلا مع جهة واحدة”.

وذكّر الحريري بأنّ “البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يدعم حكومة مستقلين واختصاصيين وأي كلام مختلف معروفة مصادره”، مشدّدا على أنّ “المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة وتصيب الأمور الأساسية في اقتصاد لبنان لفرملة الانهيار الحاصل، ويجب توحيد مختلف المبادرات لتكون في مصلحة بلدنا”.

وقال الحريري “إننا في وضع سيء للغاية، لكن تشكيل الحكومة سيساعد على وقف الانهيار، إلا أن البعض يريد انهيار لبنان والكيان للبقاء في السياسة”، وأردف “طلبت من الفاتيكان أن يكون حريصا على لبنان ويتدخل في الأماكن التي يمكن أن يكون فعالا فيها”.

وردّا على سؤال حول اتهام الرئيس ميشال عون له بأنه يقوم بجولات “سياحة” خارجية، أجاب الحريري “جولاتي خارج لبنان هي للعمل وللبحث في كيفية مساعدة لبنان، وربما هناك من يقوم بالسياحة داخل القصر الجمهوري”.

وكان التيار الوطني الحر سعى إلى تقزيم زيارة الحريري للفاتيكان، وعملت أوساط التيار على الترويج إلى أن رئيس الوزراء المكلف سيسمع من البابا كلاما لن يلقى رضاه، وهو ما فندته مصادر الحريري عقب اللقاء، حيث أكدت أن البابا أبدى حرصا على دعم كل اللبنانيين، وعن رفضه تحويل الصراع السياسي القائم إلى طائفي.

ويسعى الرئيس ميشال عون ومن خلفه صهره جبران باسيل إلى فرض تشكيلة حكومية يكون لهما فيها الثلث المعطل، ويتخفيان في ذلك خلف شعار الدفاع عن حقوق مسيحيي لبنان.

العرب