أوعز رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إلى قوات الجيش بالاستعداد لكافة السيناريوهات المحتملة على الحدود، ومن بينها احتمال التصعيد مع غزة، في حين دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفصائل الفلسطينية للوحدة والبقاء على أهبة الاستعداد.
وأدت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المصلين في المسجد الأقصى، منذ اليوم الأول في شهر رمضان، إلى توتر الأوضاع بالقدس المحتلة، وخاصة في منطقتي باب العامود وباب الساهرة.
وقال كوخافي -خلال جلسة تقييم للأوضاع ومشاورات أمنية ترأسها اليوم الأحد مع قادة الجيش في مقر القيادة للفرقة العسكرية المسماة فرقة غزة- إن “الجيش تردد في الرد على القذائف التي أُطلقت من غزة، لأن القيادة الأمنية تعتقد أنه إذا هدأت القدس فستهدأ الأجواء على الحدود مع القطاع”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصدر توجيهات للجيش بالتأهب والاستعداد للتعامل مع أي سيناريو محتمل في قطاع غزة. يأتي ذلك بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية قذائف صاروخية على إسرائيل، تضامنا مع الفلسطينيين في القدس المحتلة.
وتجددت أمس السبت المواجهات في القدس المحتلة لليلة الـ12 على التوالي، بعد قمع قوات الاحتلال شبانا فلسطينيين في ساحة باب العامود.
واعتدت الشرطة الإسرائيلية على المصلين في منطقة باب العامود (وسط القدس) بالهراوات وإلقاء قنابل الصوت والغاز تجاههم لدى خروجهم من المسجد الأقصى عقب أدائهم صلاة العشاء والتراويح. في المقابل، رشق الشبان الفلسطينيون شرطة الاحتلال بالحجارة والزجاجات.
ووفق شهود عيان، فقد امتدت المواجهات إلى مناطق أخرى في القدس، خصوصا بلدتي سلوان والطور المحاذيتين للمدينة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن “14 شخصا أصيبوا في المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط البلدة القديمة بالقدس المحتلة”.
وكذلك امتدت المواجهات إلى مناطق متفرقة في الضفة الغربية، عندما قمع الاحتلال مسيرات خرجت في عدة مناطق هناك، ومنها رام الله ونابلس، تنديدا بالقمع الإسرائيلي ولتأييد صمود المصلين في المسجد الأقصى.
وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إن الجيش الإسرائيلي أصاب 5 صحفيين واعتقل 3 آخرين بمناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة خلال الأيام الأخيرة.
مجلس الأمن
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات عملية تضع حدا للاحتلال والاستيطان والانتهاكات ضد الفلسطينيين والمقدسيين بشكل خاص.
وأكدت الوزارة، في بيان، أن عزوف مجلس الأمن عن تنفيذ قراراته يحوله إلى منتدى عالمي يقف عند حدود تشخيص الحالة، ولا يلتزم بمسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
وأشارت الخارجية إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى خلط الأوراق، وعدم تحميل إسرائيل المسؤولية المباشرة عن انتهاكاتها وجرائمها، ويحول دون إجبارها على إنهاء احتلالها واستيطانها، بحسب البيان.
من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد في تصريحات إذاعية إن إسرائيل لم تستجب لطلب فلسطين والضغوط الدولية للسماح بإجراء الانتخابات في مدينة القدس المحتلة.
وأضاف “إسرائيل تتمسك بصفقة القرن الأميركية وتعتبرها مكسبا وخطوة لا تراجع عنها، وخاصة اعتبار مدينة القدس الموحدة عاصمة لها”.
في المقابل، دعت حركة حماس اليوم الأحد الفصائل الفلسطينية والمقدسيين إلى تشكيل “قيادة ميدانية موحدة” في مدينة القدس المحتلة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
وقالت حماس في بيان إن “المطلوب المزيد من التلاحم والوحدة بين كل الفصائل والفعاليات الشبابية والنسوية العاملة في الميدان (مدينة القدس)”.
وتابعت “ندعو أهل الضفة الغربية والداخل الفلسطيني (إسرائيل) إلى شد الرحال للمسجد الأقصى، وأداء الصلوات أمام الحواجز العسكرية التي تحول دون وصولهم إلى مدينة القدس”.
كما دعت المقدسيين إلى مواصلة الاحتشاد في البلدة القديمة بالقدس وعلى أبوابها.
وشددت على ضرورة استمرار حالة الإرباك الليلي في الأحياء الصهيونية والمناطق القريبة من المستوطنات والشوارع المؤدية إليها.
وفي غزة، طالبت الحركة فصائل المقاومة بالاستعداد لاستهداف منشآت العدو العسكرية والحيوية دفاعا عن الأقصى، حسب البيان ذاته.
وأضافت أن التعبير عن التضامن مع القدس يجب أن يكون بكل الأشكال والوسائل المتاحة، فأهل القدس ليسوا وحدهم في الميدان.
وخلال اليومين الماضيين، شهدت مدن ومخيمات في قطاع غزة خروج المئات من الفلسطينيين في مظاهرات تضامنية مع سكان مدينة القدس المحتلة.
كما شاركت نساء فلسطينيات في قطاع غزة في وقفة اليوم تضامنا مع سكان القدس المحتلّة، وذلك بتنظيم من قبل الإطار النسوي لحركة الجهاد الإسلامي بمدينة غزة.
المصدر : الجزيرة + وكالات + وكالة سند