وصل نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان بن عبدالعزيز الثلاثاء إلى العاصمة العراقية بغداد على رأس وفد سعودي رفيع، مبعوث من الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وتهدف زيارة الوفد السعودي إلى بدء ترتيبات جولة جديدة من الحوار مع إيران الذي تتوسط به بغداد.
وسيلتقي الأمير خالد بن سلمان في بغداد مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ووزير الدفاع جمعة عناد ورئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عبدالأمير يار الله، لبحث التعاون العسكري المشترك فضلا عن ملف الوساطة العراقية بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن مصدر عراقي في تصريحات صحافية عن زيارة رسمية لوفد سعودي رفيع إلى العاصمة بغداد، هي الأولى من نوعها.
وأكدت مصادر سياسية عراقية في تصريح لـ”العرب” أن الوفد يضم عددا من الشخصيات السياسية والأمنية، التي ستجتمع بمسؤولين عراقيين، ثم مسؤولين إيرانيين لاحقا.
وتحاط عادة أجندة المباحثات السعودية الإيرانية بسرية كبيرة، لكن مصادر خاصة تتحدث عن إمكانية بحث مستقبل الصراع في سوريا وتشكيل حكومة لبنانية ووقف إطلاق النار في اليمن.
وبالرغم من أن العراق هو من يحتضن جولات الحوار السري بين إيران والسعودية، إلا أن المصادر تتحدث عن تجنب طهران والرياض الخوض في الملف العراقي.
ولا تزال التوقعات متحفظة بشأن مستقبل الحوار بين طهران والرياض ومستواه، وهناك مؤشرات توحي بصعوبة رفع مستويات تمثيل البلدين فيه.
وعبر مراقبون سياسيون عن اعتقادهم بأن أي تفاهم سعودي إيراني، سيتطلب جولات عديدة، ربما تستغرق بضعة شهور، قبل التوصل إلى شيء.
وتنتظر الرياض ترجمة المحادثات مع طهران إلى أفعال، حيث قال السفير رائد قرملي مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية الجمعة، “نأمل في نجاح المحادثات، لكن من السابق لأوانه التوصل إلى أي استنتاجات محددة. تقييمنا سيستند على أفعال يمكن التحقق منها وليس تصريحات”.
واحتضنت بغداد قبل شهر تقريبا اجتماعا بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران وتهدئة الأوضاع في المنطقة.
وكانت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية كشفت في السابع من مايو الحالي أن مسؤولين سعوديين وإيرانيين رفيعي المستوى عقدوا محادثات مباشرة خلال الشهر الجاري، في محاولة لإصلاح العلاقات بين البلدين.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي الثلاثاء إجراء مباحثات بين طهران والرياض خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى عقد “جولتين رئيسيتين” من المباحثات بينهما، لافتاً إلى أن “حوارات تمهيدية سبقتهما”.
وعن أجندة المفاوضات، قال المتحدث الإيراني إنها تركز على القضايا الثنائية والإقليمية، مشيرا إلى أنها “ستستمر حتى الوصول إلى نتيجة، ومسار الحوار إيجابي”.
ورفض المتحدث الإيراني الكشف عن تفاصيل الحوارات بين طهران والرياض “قبل التوصل إلى نتيجة”. ومن المتوقع أن تركز السعودية خلال المباحثات على الملف اليمني ووقف جماعة الحوثي هجماتها عليها.
وتصاعد التوتر بين الرياض وطهران بسبب حرب اليمن، حيث صعّدت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران من هجماتها على السعودية. كما تفاقم التوتر بين البلدين بعد هجوم 2019 على منشآت نفط سعودية ألقت الرياض باللوم فيه على إيران، وهو اتهام تنفيه طهران.
وتتزامن المفاوضات السعودية الإيرانية مع المحادثات الجارية في فيينا بين طهران والقوى الدولية لإحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015.
وأيدت الرياض قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي لعدم تناوله برنامج إيران للصواريخ وسلوكها الإقليمي. وبعد أن أعاد ترامب فرض العقوبات على إيران، ردت طهران بخرق العديد من القيود النووية.
وتحاول قوى عالمية إجراء محادثات في فيينا لإعادة الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال الكامل للاتفاق. وحثتهما السعودية على التوصل إلى اتفاق أقوى.
صحيفة العرب