قالت صحيفة “ديلي تلغراف” إن دولا عربية اعترفت بالانتخابات السورية المهزلة وسط معارضة غربية لها. بعض الدول العربية تحاول استخدام الانتخابات كوسيلة لإعادة تأهيل نظام بشار الأسد وفتح المجال أمام جهود إعادة إعمار سوريا.
ورأى كاتب التقرير كامبل ماكديرميد إن بعض الدول العربية تحاول استخدام الانتخابات كوسيلة لإعادة تأهيل نظام بشار الأسد وفتح المجال أمام جهود إعادة إعمار سوريا.
وأضاف أن صناديق الاقتراع فتحت يوم الأربعاء بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام وسط انهيار في الإجماع الإقليمي حول ضرورة تحقيق نقل للسلطة بعد الحرب الأهلية التي مضى عليها عشرة أعوام.
وكانت العملية الانتخابية هي الثانية التي تنظم منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، ورفضتها المعارضة السورية ووصفتها الحكومة الأمريكية والبريطانية والاتحاد الأوروبي بأنها “لا حرة أو نزيهة”.
ورغم تراجع العنف إلا أن نصف سكان سوريا مشردون والاقتصاد في حالة انهيار مستمرة، إلا أن روسيا إلى جانب عدد من الدول العربية تعول على إعادة تأهيل الأسد التي قد تساعد في إعادة الإعمار وتشجع اللاجئين على العودة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد، 55 عاما وصل إلى السلطة عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد الذي حكم البلاد مدة 30 عاما. ولاحظت الصحيفة أن صورة الأسد الحاضرة في كل مكان عنت أنه لم يقم بحملات انتخابية ضد مرشحين ضده وهما عبد الله سلوم عبد الله ومحمود مرعي.
وترى الصحيفة أن الانتخابات عقدت في تحد لقرار مجلس الأمن الدولي عام 2015 الذي دعا لدستور جديد قبل الانتخابات، لكن عددا من دول المنطقة تقبلت الانتخابات على أنها عملية نقل حقيقي للسلطة، ففي الشهر الماضي زعم وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الانتخابات ستسمح للشعب السوري “برسم مستقبله” و “تشكيل حكومة تمثله”.
وربما استخدمت دول مثل مصر الانتخابات هذه كمبرر لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية بعد تعليق عضويتها في تشرين الثاني/نوفمبر 2011. وستعلم العودة إلى الجامعة ستكون بداية عملية إعادة تأهيل نظام الأسد إقليميا، وهي عملية في تقدم منذ عدة سنوات.
وكانت الإمارات العربية المتحدة التي دعمت المعارضة السورية مرة قد أعادت فتح سفارتها في دمشق بكانون الأول/ديسمبر 2018 وتبعتها البحرين بفترة قصيرة. وجاءت العودة انعكاسا لتراجع الدور العربي في سوريا وسط صعود تأثير كل من إيران وتركيا.
وحتى السعودية تقوم بعمل بعض المبادرات تجاه دمشق، وأرسلت بداية هذا الشهر مدير المخابرات الجنرال خالد الحميدان لأول مرة منذ بداية الحرب ومقابلة نظيره السوري. وترى الصحيفة أن الأثر الإقليمي لانهيار الإقتصاد السوري قد يكون الدافع وراء العودة للتواصل.
فنسبة 80% أو أكثر من السكان السوريين يعيشون في فقر ووسط زيادة بمعدلات التضخم.
وفي دراسة مسحية نظمت قبل فترة بالعاصمة دمشق وجدت أن 2 من كل 3 في العاصمة يفكرون بالهجرة.
وقالت الغالبية إن تراجع مستويات المعيشة هي السبب الرئيسي. وأدت العقوبات والديون المتراكمة بالحكومة بالضغط على المقربين من النظام، وكان من بينهم رامي مخلوف المعروف باسم “صاحب نسبة 5%” حيث كان يأخذ نسبة عن أي عملية تجارية.
وظهرت في سوريا طبقة من أمراء الحرب والمهربين والمبتزين التي حلت محل النخبة التجارية. وتنتج سوريا كميات كبيرة من مادة ميثامفيتامين كابتغون بدرجة وصفها الخبراء بأنها أصبحت دولة مخدرات.
وفي نيسان/إبريل اكتشفت السلطات السعودية كابتعون في شحنات من الرمان القادم من لبنان، وهو دفع السعودية لوقف عمليات استيراد المنتجات اللبنانية. ومع أن الغرب يعارض عملية التصويت إلا أنه لن يكون قادرا على وقف إعادة تأهيل النظام السوري في المنطقة.
القدس العربي