نجاح حملة التلقيحات لا يَعِد بيوم الحرية الكبير في بريطانيا

نجاح حملة التلقيحات لا يَعِد بيوم الحرية الكبير في بريطانيا

لندن – تلفّ الحيرة إستراتيجية الحكومة البريطانية لإعادة الحياة إلى طبيعتها بعد تلقيح حوالي 60 في المئة من سكان المملكة المتحدة ضد فايروس كورونا، إلا أن يوم الحرية الموعود في الحادي والعشرين من يونيو الحالي ما زال غير مؤكد.

وتصاعدت خلال الأسبوع الماضي التصريحات الرسمية والطبية المتفائلة معلنةً عن الانتصار على الفايروس بعد أن تلقى ثلاثة أرباع البالغين الجرعة الأولى، أي ما يعادل أربعين مليون شخص، في حين تلقى أكثر من 27 مليون شخص جرعة ثانية.

غير أن النجاح الكبير الذي حققته حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون في حملة التلقيحات لا يقود بشكل نهائي إلى معرفة نهاية الطريق إلى يوم الحرية الكبير والخروج من الحجر الصحي الذي أضر بالأعمال والسفر وأوقف عجلة الاقتصاد.

ووفق بعض الصحف البريطانية تعتزم الحكومة تأجيل موعد إنهاء القيود أسبوعيْن آخرين.

وتردد أن مراجعات خارطة الطريق يمكن أن تشهد تراجع الحكومة عن تشجيع المواطنين على العودة إلى العمل من المكاتب، كما من المرجح الإبقاء على قواعد التباعد الاجتماعي في الحانات والمطاعم، بالإضافة إلى القيود المفروضة على الحاضرين في المسارح ودور السينما.

مات هانكوك: متحور دلتا من فايروس كورونا قد يَحول دون رفع ما تبقى من قيود

وينظر العالم إلى بريطانيا باعتبارها بلدا كبير الحجم نفذ حملة تلقيحات شملت عشرات الملايين من الأشخاص وأثبت إجراءاته في خارطة الطريق المتكونة من التلقيحات والحجر الصحي والتوعية، وحقق نجاحا في الحد من عدد الوفيات والإصابات التي تحتاج إلى دخول المستشفى. لكن الحكومة تقف الآن مترددة في استثمار هذه الإنجازات للخروج بالبلد إلى ما بعد كورونا.

وكانت بريطانيا هي البلد الأكثر تضررا في أوروبا حيث بلغ عدد الوفيات حوالي 128 ألفا.

ونبّه وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الأحد إلى أن متحور دلتا من فايروس كورونا، والذي قد يحول دون رفع ما تبقى من قيود في المملكة المتحدة، أكثر تفشيا بنسبة 40 في المئة من المتحوّر ألفا الذي كان سائدا في البلاد.

وأدى وصول متحور دلتا من فايروس كورونا، الذي رصد أول مرة خلال أبريل في الهند وهو السائد الآن في المملكة المتحدة، إلى تصاعد الشكوك بشأن إمكانية رفع آخر القيود في الحادي والعشرين من الشهر الحالي.

وأضاف وزير الصحة أنه رغم الزيادة في عدد الإصابات الجديدة بكوفيد – 19 في الأيام الأخيرة، ليتراوح بين خمسة آلاف وستة آلاف حالة يوميا، لا يزال عدد المرضى في المستشفيات مستقرا. وأكد أن غالبية حالات الاستشفاء تتعلق بأشخاص لم يتم تطعيمهم.

وسجلت بريطانيا 5341 إصابة جديدة بكوفيد – 19 الأحد، بزيادة تبلغ نسبتها 68 في المئة مقارنة بالأسبوع الماضي، فضلا عن أربع حالات وفاة في غضون 28 يوما من إثبات الفحوص إصابتها بفايروس كورونا.

وحدّدت إستراتيجية الحكومة البريطانية موعد إنهاء الإغلاق قبل نهاية الشهر الحالي، على أن يتم فيه تحصين حوالي ثلاثة أخماس البالغين بشكل كامل -بحسب مات هانكوك- في حين تبلغ نسبة المحصنين حاليا 52 في المئة.

واستبعد الدكتور دنكان روبرتسون، المتخصص في التحليلات بجامعة لوفيرا البريطانية، إنهاء الحجر الصحي في الموعد المقرر.

وعزا ذلك إلى أن بيانات الإصابات الجديدة لا ترجح الالتزام بخارطة الطريقة المعدة لإعادة الحياة إلى ما كانت عليه.

وقال “لقد أحصينا مئة حالة إصابة جديدة يوميا في إنجلترا، وهو ما لم يحدث منذ أكثر من شهر”.

وقالت كريستينا باجل، مديرة وحدة أبحاث العمليات السريرية في “يونيفرسيتي كوليدج لندن”، “المَخرج هو تلقيح كامل لأكبر عدد ممكن من الناس في أسرع وقت ممكن، قبل الانتقال إلى الخطوة التالية من خارطة الطريق”.

العرب