تعهدت الحكومة العراقية، الأحد، بمواجهة أي دعوات ذات بعد طائفي تهدّد السلم الاجتماعي بالقوة، مؤكدة دور رجال الدين في مواجهة تلك الدعوات.
وجاء ذلك في غمرة مخاوف من اندلاع حرب طائفية جديدة في العراق على غرار تلك التي شهدها البلد بين سنتي 2006 و2008، وترى مصادر عراقية أنّ أحزابا وميليشيات شيعية لن تتردّد في الدفع باتجاهها إذا شعرت بتهديد حقيقي لمكانتها في السلطة.
وذهب كثيرون إلى المقاربة بين الأجواء التي أشاعها رواج تهديدات لهدم مرقد أبوحنيفة النعمان ذي القيمة الدينية للمكوّن السني العراقي، وتلك التي أعقبت تفجير مرقد الإمامين العسكريين المهم لدى أبناء المكوّن الشيعي قبل نحو خمسة عشر عاما.
وقال مصدر عراقي إنّ “من روّج لهدم المرقد يعلم جيدا ما هو بصدد عمله وله دوافع سياسية قوية للقيام بذلك”.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم التصريح بهويته “أنّ لدى أحزاب وميليشيات شيعية عراقية مقربة من إيران مصلحة كبيرة في خلط الأوراق في مرحلة المسير نحو الانتخابات البرلمانية التي لن تكون في مصلحة تلك القوى في حال أجريت بشفافية وسلمت من التزوير وتأثيرات المالي السياسي والتهديد بالسلاح المنفلت”.
لدى الأحزاب والميليشيات المقربة من إيران مصلحة كبيرة في خلط الأوراق أثناء مرحلة المسير نحو الانتخابات البرلمانية
وشهد العراق منذ سنة 2019 أكبر انتفاضة ضدّ تجربة الحكم التي قادتها بشكل رئيسي قوى شيعية وأفضت إلى فشل ذريع على مختلف المستويات.
وقد بدا من خلال الحراك الشعبي أن المستهدف منه هو الأحزاب والميليشيات الشيعية، وكذلك إيران داعمتها والمستفيدة من حكمها في تركيز نفوذها في العراق.
ويعتبر أبوحنيفة النعمان المتوفى في أواسط القرن الثامن ميلاديا أحد أئمة المذاهب الأربعة لدى أهل السنة والجماعة وهو صاحب المذهب الحنفي في الفقه الإسلامي ويتبعه غالبية سنّة العراق.
وجاء التعهّد الحكومي بالتصدّي للدعوات الطائفية على لسان مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي خلال اجتماعه بأعضاء اللجنة الوطنية للتنسيق الاستخباري، وفق بيان صادر عن مكتبه.
والجمعة الماضية نشرت الحكومة العراقية المئات من عناصر الأمن بمحيط مرقد أبوحنيفة بالعاصمة بغداد، بعد دعوات أطلقتها جماعات مسلحة لهدمه على خلفيات طائفية.
وقال الأعرجي “جرى خلال الاجتماع التأكيد على رفض الدعوات الطائفية الأخيرة”، مضيفا “تلك الدعوات لن تلقى إلا الحزم والقوة من قبل القوات الأمنية”، ومعتبرا أنّ “صمام الأمان في النجف (المرجع الشيعي علي السيستاني) ولدى قادة المجتمع والعشائر العراقية الذين هم السد المنيع في مواجهة أي محاولات لضرب الأمن والسلم الأهلي”.
صحيفة العرب