ائتلاف التغيير يطيح بـ”الملك بيبي” من عرشه

ائتلاف التغيير يطيح بـ”الملك بيبي” من عرشه

صوت البرلمان الإسرائيلي الأحد خلال جلسة خاصة على منح الثقة لائتلاف “التغيير” الحكومي الجديد، ليعلن بذلك عهدا جديدا يقطع مع 12 عاما من حكم زعيم الليكود بنيامين نتنياهو، وإن تعهد هذا الأخير بالعودة “قريبا” إلى قيادة البلاد.

ويضم “ائتلاف التغيير” ثمانية أحزاب بينها القائمة العربية الموحّدة الظهير البرلماني للحركة الإسلامية، وسط شكوك في مدى قدرة هذه الأحزاب على التعايش معا حيث إن الرابط الوحيد الذي جمعها هو الإطاحة بحكم نتنياهو.

ووعد الزعيم اليميني الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي سيترأس الائتلاف الحكومي الجديد في السنتين الأوليين من حكمه بموجب اتفاق بينه وبين مهندس الائتلاف الوسطي يائير لبيد، بأن يمثل “ائتلاف التغيير إسرائيل برمتها”.

وشدد بينيت في مستهل جلسة البرلمان الإسرائيلي لمنح الحكومة الجديدة الثقة والتي شهدت صخبا وانتقادات لاسيما من نواب ليكود على أن “إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”، رافضا إحياء الاتفاق النووي مع طهران، في مواصلة لنهج حكومة نتنياهو.

بنيامين نتنياهو: إيران تحتفل اليوم بالحكومة الإسرائيلية الجديدة

في المقابل، اعتبر نتنياهو في كلمته أن “إيران تحتفل اليوم” بالحكومة الإسرائيلية الجديدة. وقال “إذا قُدّر لنا أن نكون في المعارضة، فسوف نفعل ذلك ورؤوسنا مرفوعة حتى نسقط هذه الحكومة السيئة ونعود إلى قيادة البلاد على طريقتنا. (…) سنعود قريبا”.

وبموجب الاتفاق المبرم بين ركني الائتلاف بينيت ولبيد، سيتسلم هذا الأخير رئاسة الحكومة، اعتبارا من عام 2023 ولسنتين أخريين.

وشكّل رئيس حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل) يائير لبيد الائتلاف الحكومي بالتحالف مع سبعة أحزاب، اثنين من اليسار واثنين من الوسط وثلاثة من اليمين بينها حزب “يمينا” القومي المتطرف برئاسة بينيت، إلى جانب “الحركة الإسلامية الجنوبية”.

وأعلن حزبا “يمينا” و”يش عتيد” الجمعة توقيع اتفاق الائتلاف. وقال بينيت إن “توقيع هذا الاتفاق ينهي عامين ونصف عام من الأزمة السياسية”، مشيرا إلى “تحديات كبيرة”.

وأضاف أن الحكومة المقبلة “ستعمل لمصلحة الجمهور الإسرائيلي كله -المتدينون والعلمانيون والمتشددون والعرب- دون استثناء كجماعة واحدة”، مضيفا “أعتقد أننا سننجح”.

وقال مقدم البرامج التلفزيونية السابق يائير لبيد من جهته “الجمهور الإسرائيلي يستحق حكومة فاعلة ومسؤولة تضع مصلحة الدولة على رأس أجندتها”، مؤكدا أن “جميع الشركاء في هذه الحكومة ملتزمون (…) بشعب إسرائيل”.

وبعد موافقة البرلمان سيتم التسليم الرسمي للسلطة الاثنين في مكتب رئيس الوزراء.

وتولى نتنياهو، الذي يلقبه أنصاره بـ”الملك بيبي” رئاسة الحكومة للمرة الثانية في 2009، بعد ثلاث سنوات في المنصب من 1996 إلى 1999. ووصف نتنياهو الذي يواجه تهما بالفساد قد تنتهي به إلى السجن، التشكيلة الحكومية بأنها “يسارية خطيرة”.

ودعا بينيت معلمه السابق نتنياهو إلى التنحي من دون مشكلات ليتذكر الإسرائيليون إنجازاته.

واتهم نتنياهو بينيت بـ”بيع النار في البلاد”. كما رأى أن الائتلاف الناشئ “لا يعكس إرادة الناخبين” الإسرائيليين. لكن حزبه الليكود وعد “بانتقال سلمي للسلطة” بعد أزمة سياسية استمرت أكثر من عامين، وتخللها إما فشل في تشكيل حكومة وإما ائتلاف حكومي استمر بضعة أشهر فقط.

وكتب الصحافي المتخصص في الشؤون السياسية بن كاسبيت عن الائتلاف الحكومي أن “احتمالات بقاء مثل هذا المزيج في حقل الألغام السياسي في إسرائيل معدومة تقريبا”، مضيفا في الوقت نفسه “في الواقع، كل شيء وأي شيء يمكن أن يحدث”.

وأضاف أن مستقبل “حكومتهما (بينيت ولابيد) الهشة يعتمد بشكل أساسي على علاقتهما الشخصية”. ورأى أن “تهديد نتنياهو سيظل يلقي بظلاله على الساحة السياسية ويلزم كل من يعتقد أن البيبوية (نسبة إلى “بيبي”، أي بنيامين نتنياهو) تشكل تهديدا لإسرائيل”.

يضم “ائتلاف التغيير” ثمانية أحزاب بينها القائمة العربية الموحّدة الظهير البرلماني للحركة الإسلامية، وسط شكوك في مدى قدرة هذه الأحزاب على التعايش معا

وستواجه الحكومة الجديدة فور توليها السلطة تحديات عدة من بينها التوتر في الأجواء العامة، مثل مسيرة مثيرة للجدل لليمين المتطرف الثلاثاء قد تتوجه نحو الأحياء العربية في القدس الشرقية المحتلة التي تشهد منذ نحو شهرين احتجاجات.

وبعد إلغاء المسيرة أول مرة في العاشر من مايو ومجددا الخميس الماضي، سعى نتنياهو إلى السماح بتنظيمها قبل التصويت الأحد وفق اتفاق محدد بين الشرطة والمنظمين. وتسبّب إصرار نتنياهو على تنظيم المسيرة باتهامه من جانب خصومه بتأجيج الوضع واتباع سياسة “الأرض المحروقة”.

صحيفة العرب