توالت التهاني من داخل إيران وخارجها بفوز مرشح التيار المحافظ إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الجمعة، وفق النتائج الرسمية الأولية غير النهائية.
وفي حين استدعت الخارجية السفير البريطاني لديها على خلفية ما وصفته بتعرض الناخبين الإيرانيين للمضايقات من قبل المعارضة الإيرانية في لندن وبرمنغهام، أعلنت الداخلية عدم تسجيل أي حوادث أمنية خلال الانتخابات في البلاد.
وأعلنت لجنة الانتخابات العليا، صباح اليوم السبت، تصدّر إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 62% من أصوات الناخبين التي ما تزال عملية فرزها مستمرة حتى ظهر اليوم بانتظار اكتمالها للإعلان عن النتائج النهائية.
تشغيل الفيديو
وفي مؤتمر صحفي، اليوم السبت، قال رئيس لجنة الانتخابات العليا جمال عارف إن رئيسي حصل، وفق النتائج الأولية، على 17 مليونا و800 ألف صوت من أصل 28 مليونا شاركوا في التصويت. في حين حصل المرشح محسن رضائي على 3 ملايين و300 ألف صوت. أما مرشح التيار المعتدل عبد الناصر همتي فحصل على مليونين و400 ألف صوت، مقابل حصول قاضي زاده هاشمي على مليون صوت، وفق ما أعلنته اللجنة.
وأوضحت اللجنة أن أكثر من 28 مليون إيراني شاركوا في انتخابات الرئاسة من أصل 59 مليونا يحق لهم التصويت.
انتصار الشعب
وفي أول تعليق له على النتائج الأولية للانتخابات، اعتبر مرشد الجمهورية علي خامنئي الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الجمعة “انتصارا للشعب الإيراني في مواجهة دعاية العدو”.
وأضاف خامنئي في تغريدة أن المنتصر في الانتخابات هو الشعب الذي أفشل مجددا ما وصفها بالمؤامرات الخبيثة والحرب الإعلامية التي شنها العدو، موجها التهاني للفائزين في الانتخابات الرئاسية والبلدية ومؤكدا على ضرورة التزامهم بمسؤولياتهم حسب الدستور.
بدوره، أفاد مراسل الجزيرة في طهران أن الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني زار اليوم المرشح الرئاسي رئيسي في مكتبه بالسلطة القضائية لتهنئته بالفوز حسب النتائج الأولية للانتخابات.
من جانبه قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إنه يجب الاعتراف بأن رئيسي قد أصبح رئيسا لكل الإيرانيين بعد أن حصل على 20 مليون صوت وإنه يجب العمل معه بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معه.
وكان ظريف قال، في تعليقه على النتائج الأولية للانتخابات، إنه يتعين على الجميع العمل مع رئيسي من الآن فصاعدا فهو الرئيس المنتخب. وفي تصريحات له وصف ظريف رئيسي بـ “الرجل العقلاني” الذي سيقود البلاد بشكل جيد.
روسيا والعراق
بدوره هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في إيران الجمعة.
وأكد الملحق الصحفي في السفارة الروسية في طهران، مكسيم سوسلوف، لوكالة “نوفوستي” تسليم رسالة تهنئة من بوتين إلى رئيسي، مشيرا إلى أن الرئيس عبر عن أمله في مزيد من التطور في التعاون بين موسكو وطهران.
من جانبه، هنأ الرئيس العراقي برهم صالح رئيسي بفوزه في الانتخابات، وقال إنه يتطلع لترسيخ العلاقات مع إيران.
وأكد صالح في تهنئته أن المنطقة في أمس الحاجة للحكمة وتغليب لغة الحوار عبر إرساء الأمن واحترام السيادة.
وكان رئيسي تلقى التهنئة من جميع منافسيه بالفوز، وذلك قبل الإعلان الرسمي عن النتائج غير النهائية من قبل لجنة الانتخابات.
بدورها أشادت الصحف الإيرانية المحافظة الصادرة اليوم بما وصفته بالمشاركة الشعبية في الانتخابات وفشل دعوات المقاطعة.
مضايقات في بريطانيا
في سياق متصل، قال مراسل الجزيرة في طهران إن الخارجية الإيرانية استدعت السفير البريطاني على خلفية ما تصفه بتعرض الناخبين الإيرانيين للمضايقات من قبل المعارضة الإيرانية في لندن وبرمنغهام.
وأضافت الخارجية، اليوم السبت، أن السلطات البريطانية لم تتمكن من توفير الأمن للناخبين الذين أرادوا أن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت أمس الجمعة.
من جهة أخرى، قال المساعد الأمني في وزارة الداخلية حسين ذو الفقاري إن بلاده لم تشهد أي أحداث أمنية خلال الانتخابات.
وأضاف ذو الفقاري أن 600 ألف عنصر أمني شاركوا في الخطة الأمنية لضمان أمن الانتخابات.
من جانب آخر، قتل شخص وأصيب 11 آخرون، اليوم السبت، إثر تحطم مروحية كانت تحمل صندوق اقتراع للانتخابات، في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران.
وأفاد محافظ خوزستان، قاسم سليماني دشتكي، أن الطائرة تحطمت خلال نقلها صندوق اقتراع للانتخابات من منطقة أحمد فدالة الوعرة، إلى مدينة دزفول في خوزستان، حسبما نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية.
منظمة العفو الدولية
من جانبها قالت منظمة العفو الدولية إنه يجب التحقيق مع المرشح الفائز بالرئاسة الإيرانية (رئيسي) لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وفق تعبيرها.
وأضافت المنظمة أن رئيسي متهم بالتورط في جرائم قتل وإخفاء قسري وتعذيب بحق آلاف الإيرانيين.
يُذكر أن المرشح الفائز أحد المسؤولين الكبار الذين تشملهم العقوبات الأميركية، وهو رئيس السلطة القضائية في البلاد، ويُعتقد أنه يحظى بدعم الحرس الثوري، وكان قد خسر الانتخابات أمام روحاني عام 2017.
من هو رئيسي؟
قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن فوز رئيسي من شأنه أن يعزز إمساك التيار المحافظ بمفاصل هيئات الحكم بالجمهورية، بعد فوزه العريض في انتخابات مجلس الشورى العام الماضي.
ورئيسي من مواليد 1960 في مدينة مشهد، رجل دين وسياسي محافظ. التحق بالقضاء عام 1980، وعمل مدّعيًا عاما حتى عام 1994.
وفي العام نفسه عُيّن رئيسا لهيئة التفتيش العامة، وعام 2004 شغل منصب النائب الأول للسلطة القضائية واستمر فيه مدة 10 سنوات، وعيّنه المرشد الأعلى رئيسا للقضاء عام 2019.
والتحق رئيسى بمجلس خبراء القيادة عام 2006، ومن ثم عُيّن عام 2017 عضوا بمجمع تشخيص مصلحة النظام بمرسوم من خامنئي، وفي انتخابات 2017 الرئاسية جاء ترتيبه الثاني بعد روحاني.
وجاءت انتخابات 2021 في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية سببها الأساسي العقوبات الأميركية، وزادتها حدةً جائحة كورونا.
المصدر : الجزيرة + وكالات