أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن بلاده تريد مواصلة المفاوضات سعيا لإحياء الاتفاق النووي ولكن ليس تحت الضغوط والتهديد من جانب القوى الغربية، مشددا على أن المحادثات يجب أن تنهي العقوبات.
وفي مقابلة مباشرة أجراها معه التلفزيون الإيراني مساء السبت، وهي الأولى منذ توليه مهامه، قال رئيسي إن حكومته ترفض التفاوض من أجل التفاوض، على حد تعبيره.
وأضاف أن العقوبات المفروضة على إيران مرفوضة، وأن واشنطن فشلت في تحقيق أي نتيجة عبر سياسة العقوبات.
كما قال الرئيس الإيراني إن مصالح البلاد ستكون الأولوية، وإن حكومته لن تتراجع عن حقوق الشعب الإيراني خطوة واحدة.
وعن الهدف من المفاوضات مع القوى الكبرى، قال رئيسي “ما نريد تحقيقه من هذه المفاوضات هو رفع العقوبات الظالمة عن شعبنا”.
وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني التي تحدث فيها عن رغبة حكومته في مواصلة المفاوضات في وقت تدعو الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي -التي لا تزال منخرطة في الاتفاق النووي لعام 2015- طهران للعودة بسرعة إلى محادثات فيينا التي توقفت في يونيو/حزيران الماضي بعد 6 جولات من التفاوض مع اقتراب انتخابات الرئاسة التي أسفرت عن فوز رئيسي.
وفي مقابلة مع موقع “بلومبيرغ” يوم الجمعة، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي إن إدارة الرئيس جو بايدن “لا يمكنها الانتظار إلى الأبد” حتى تقرر إيران استئناف المحادثات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي في وقت تواصل فيه تقدمها النووي، وقبل ذلك دعت فرنسا وألمانيا إيران للعودة فورا إلى المحادثات.
وتقول واشنطن وطهران على حد سواء إن المفاوضات لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية له، وبينما تشدد إدارة بايدن على أن تعود إيران للتقيد بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي تصر طهران على أن إحياء الاتفاق -الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018- رهين برفع العقوبات الأميركية.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده السبت إن الإدارة الأميركية الحالية تواصل سياسات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب -التي وصفها بالفاشلة- حيال إيران.
وأضاف خطيب زاده في تعليق على قرار وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على 4 شخصيات إيرانية أن على واشنطن أن تدرك أنه لا خيار لها غير ترك إدمانها سياسة العقوبات، وأن تتعامل مع طهران باحترام.
وكانت الخزانة الأميركية فرضت الجمعة عقوبات على 4 شخصيات إيرانية تعتقد أنها تقف وراء ما وصفتها بمؤامرة فاشلة لخطف صحفية وناشطة حقوقية إيرانية أميركية من نيويورك.
ومؤخرا، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن الولايات المتحدة تجاوزت حدود الوقاحة في التعامل مع مسألة الاتفاق النووي، مضيفا أن إدارة بايدن لا تختلف عن إدارة ترامب، إذ إنها تتبنى مطالبها نفسها في ما يتعلق بالملف النووي.
وتلح الدول الغربية على عودة إيران بسرعة إلى محادثات فيينا -التي بدأت في أبريل/نيسان- وسط حالة من القلق أثارها تقرير صدر مؤخرا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تسارع وتيرة أنشطة تخصيب اليورانيوم في إيران.
المصدر : الجزيرة + وكالات