اكتسبت نظرية “الفيروس الصيني” كما كان يسمّيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وأن فيروس كورونا تسرّب من مختبر ووهان للفيروسات في الصين، زخماً جديداً. فقد نشرت صحيفة “ذي صنداي تايمز” البريطانية تقريراً عن احتمال انشقاق أكبر شخصية في الاستخبارات الصينية ولجوئه إلى الولايات المتحدة. وقال التقرير الذي استند إلى إشاعات تُروَّج على مواقع التواصل، إن “كبير الجواسيس” في الصين ربما قدّم لأجهزة الاستخبارات الأميركية معلومات عن تسرّب فيروس كورونا من مختبر في الصين.
وتقول الشائعات إن دونغ جينغوي، البالغ من العمر 57 سنة، وهو وكيل وزارة أمن الدولة في بكين، وصل إلى الولايات المتحدة هو وابنته في فبراير (شباط) الماضي، آتياً من هونغ كونغ، التي انتقل إليها من الصين لفترة قبل هروبه إلى أميركا. وفي حال تأكدت تلك الأخبار، سيكون دونغ هو أرفع شخصية صينية تنشق وتلجأ إلى أميركا.
تشويه سمعة الصين
وبحسب تقرير “ذي صنداي تايمز”، فإن صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، التي تصدر في هونغ كونغ، نشرت السبت خبراً ينقل تصريحاً عن دونغ يطالب فيه “الاستخبارات الصينية بزيادة جهودها لاصطياد العملاء الأجانب والمحليين الذين يتعاونون مع القوى المعادية للصين”. وتقول “تايمز” إن اسم دونغ وأمثاله من رجال الأمن نادراً ما تذكره الصحف، وأن نشر تصريح منسوب إليه ربما كان رداً صينياً رسمياً غير مباشر على إشاعات انشقاقه ولجوئه إلى الولايات المتحدة، خصوصاً أن التصريح المنسوب إليه ذكر أنه من كلمة له في مؤتمر أمني يوم الجمعة.
ويشير الخبر في الصحيفة الصينية إلى طالب إعلام صيني في العشرينيات من عمره، ذكرت اسمه الأول فقط “تيان”، اتهم بتقديم معلومات لبلد غربي بغرض تشويه سمعة الصين. وتنقل “ذي صنداي تايمز” عن مراقبين للشأن الصيني قولهم إن الخبر المذكور فيه تصريح لدونغ ربما يكون بمثابة تغطية على مسألة انشقاقه.
وتضيف الصحيفة أن مواقع الإنترنت التابعة للناشطين الصينيين المعادين لنظام الحكم في بكين، مليئة بالتخمينات حول مصير رجل الاستخبارات الصيني. وتنقل مثالاً من حساب على مواقع التواصل للمنشق الصيني هان ليانشاو، الذي فر من الصين بعد أحداث ميدان تيانانمن عام 1989، قوله إن موضوع دونغ جينغوي طرح في محادثات وفدي الخارجية الأميركي والصيني في ألاسكا في شهر مارس (آذار) الماضي، وإن بكين طلبت من واشنطن تسليمه لكن وزير الخارجية أنتوني بلينكن رفض.
ونفى مسؤول في الإدارة الأميركية أن يكون مثل هذا الموضوع طرح في اجتماعات ألاسكا.
كنز من المعلومات
ويذكر أن أكبر شخصية صينية انشقت ولجأت إلى الولايات المتحدة كان العقيد في جيش الشعب الصيني تشي جنبينغ، وكان مسؤولاً في الوفد الصيني في محادثات تنسيق نزع السلاح بين الصين وأميركا.
ويقول تقرير “ذي صنداي تايمز” إنه “إذا تأكد خبر انشقاق أكبر رأس في الاستخبارات الصينية ولجوئه إلى الولايات المتحدة، فسيكون بمثابة كنز من المعلومات لواشنطن، خصوصاً مع إعادة إدارة بايدن توجيه اهتمام السياسة الخارجية الأميركية بعيداً من الشرق الأوسط وأفغانستان وتركيزها على منطقة الهند والمحيط الهادي”.
وعلى الرغم من أن بايدن طلب من أجهزة الاستخبارات الأميركية التحقيق في مسألة تسرّب فيروس كورونا من مختبر ووهان، فإن كل المعلومات من الصين حتى الآن مصدرها “نشطاء” معادين لبكين. كما أن حقيقة تمويل الولايات المتحدة لأبحاث التعديلات الجينية في فيروسات كورونا في مختبر ووهان تجعل المسألة في غاية الحساسية.
ومختبر ووهان هو واحد من عشرات المختبرات التي أسهمت الولايات المتحدة في تأسيسها في الصين منذ عام 2004، حين بدأ التعاون في مجال الأبحاث الطبية بين البلدين. ودرّبت واشنطن حوالى 2500 عالم صيني، غالبيتهم في مجالات أبحاث الفيروسات، خصوصاً فيروسات الإنفلونزا وفي القلب منها فيروسات كورونا.