قالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن الضربات الأميركية التي طاولت، ليلة الأحد/ الإثنين، مواقع لمليشيا عراقية موالية لإيران، ضمن الأراضي السورية، استهدفت مستودعات يرجح أنها تستخدم للتمويه في نقل الأسلحة.
ووقع الهجوم، الذي استهدف مليشيا “كتائب سيد الشهداء” المنضوية ضمن “الحشد الشعبي”، على بعد نحو 6 كيلومترات من معبر القائم الحدودي مع العراق شرق مدينة البوكمال بالقرب من ناحية الهري، وتعد المنطقة الشريان الرئيسي لتغذية المليشيات المدعومة من إيران بالسلاح والمقاتلين.
وذكرت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن أهالي قرية الهري، الواقعة على بعد 5 كيلومترات من الحدود السورية العراقية، سمعوا دوي الانفجارات الناجمة عن الضربات الأميركية التي وقعت في مستودعات ضمن المنطقة الحرة، التي أنشأتها أخيرا المليشيات العراقية والسورية المدعومة من إيران.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن تلك المستودعات يفترض أنها مخصصة لتخزين ونقل الخضروات والمواد الغذائية بين جانب النظام السوري والجانب العراقي، لكنها تستخدم للتمويه في عمليات نقل أسلحة بين الطرفين.
ووفق مصادر “العربي الجديد”، فإن دوي الانفجارات كان عنيفا، مشيرة إلى أنه “ليست هذه المرة الأولى التي تطاول المنطقة غارات جوية، إذ أسفرت سابقا عن خسائر بشرية في صفوف المليشيات الطائفية الموالية للنظام السوري”.
أهالي قرية الهري، الواقعة على بعد 5 كيلومترات من الحدود السورية العراقية، سمعوا دوي الانفجارات الناجمة عن الضربات الأميركية التي وقعت في مستودعات ضمن المنطقة الحرة، التي أُنشئت أخيرا من قبل المليشيات العراقية والسورية المدعومة من إيران
وفي الخامس عشر من يونيو/ حزيران الجاري، نفذت طائرات مجهولة غارات على المنطقة وعلى منطقة قاعدة الإمام علي على أطراف البوكمال، وتسببت بمقتل وجرح عشرة عناصر على الأقل من “الحشد الشعبي”.
وكانت المليشيات العراقية المدعومة من إيران قد أنشأت، بحسب مصادر “العربي الجديد”، عدة مبان في المنطقة الحرة التي يجري فيها عادة التبادل التجاري بين تجار سورية والعراق، وجاء البناء بذريعة المساهمة في دعم حركة التجارة، وذلك بعد إعادة النظام فتح معبر البوكمال/ القائم في يوليو/ تموز العام الماضي، حيث جرى إيقاف نشاط المعبر سابقا بحجة منع انتشار فيروس كورونا.
وكان نظام الأسد قد أعلن، في سبتمبر/ أيلول 2019، عن افتتاح المعبر بالشراكة مع الجانب العراقي بعد سنوات على إغلاقه جراء سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على مساحات واسعة من المنطقة الحدودية بين سورية والعراق.
وقالت المصادر إن “المعبر يقع تحت إدارة وإشراف المليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، ولا سلطة للجانب العراقي أو النظام عليه”.ولم يتبين بشكل دقيق، وفق مصادر “العربي الجديد”، حجم الخسائر البشرية والمادية التي منيت بها المليشيا الليلة الماضية، كون المنطقة التي تعرضت للقصف محظورة على المدنيين أو الناشطين، على غرار جميع المواقع التي تنتشر فيها المليشيات في المنطقة. وتخضع المنطقة لحراسة أمنية مشددة.
ومعبر القائم هو نقطة الاتصال الوحيدة بين المليشيات المدعومة من إيران في سورية والعراق، إذ تسيطر قوات التحالف الدولي على بقية المعابر بين البلدين، وتمنع وصول النظام والمليشيات المدعومة من إيران إليها.
العربي الجديد