استرداد الأموال المهربة يتصدر أجندة جولة الكاظمي لأوروبا

استرداد الأموال المهربة يتصدر أجندة جولة الكاظمي لأوروبا

بروكسل – بدأ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأربعاء، جولة أوروبية استهلها ببروكسل، التقى فيها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

جاء ذلك بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع”، حيث أكدت أنه أثار ملفات هامة مع المسؤولين الأوروبيين، أبرزها تشكيل لجنة مشتركة لمساعدة بلاده في استرداد الأموال المهربة، وإعادة فتح بلجيكا سفارتها في بغداد.

وذكر بيان صادر عن مكتب الكاظمي أن الأخير دعا خلال لقائه فون دير لاين، إلى “تشكيل لجنة للتنسيق بين الطرفين تدعم جهود الحكومة في محاربة الفساد واستعادة الأموال المهربة وملاحقتها في الدول الأوروبية”.

وفي 23 مايو الماضي، قال الرئيس العراقي برهم صالح في كلمة متلفزة إن “150 مليار دولار هُربت من صفقات الفساد إلى الخارج منذ 2003”.

ودعا الكاظمي كذلك إلى “رفع اسم العراق من لائحة المفوضية الأوروبية للدول عالية الخطورة في غسيل الأموال”، مؤكدا عزم حكومته على إنجاح الانتخابات المبكرّة التي ستجرى في أكتوبر المقبل.

ومن المقرر أن يشهد العراق في 10 أكتوبر المقبل انتخابات مبكرة، بمراقبة دولية لضمان نزاهة العملية، بحسب قرار مجلس الأمن.

وأشادت فون ديرلاين بالإصلاحات الاقتصادية التي انتهجتها الحكومة العراقية برئاسة الكاظمي، وعدّت الورقة البيضاء وآليات مكافحة الفساد خطوات نحو إصلاحات جريئة من المهم أن يمضي بها العراق، كما أعربت عن دعم المفوضية لها.

وأوضحت رئيسة المفوضية أن إقرار موعد الانتخابات العراقية المبكرة من قبل الحكومة جاء كخطوة مهمة جدا، وأبدت كل الاستعداد للمساعدة وإن المفوضية اتخذت قرارا في هذا الجانب.

ووصفت فون ديرلاين انتصار العراقيين على الإرهاب بأنه فعل كبير ومقدر من الجانب الأوروبي، وإن الاتحاد الأوروبي سيستمر في تقديم الدعم للقوات المسلحة العراقية.

وأشادت بالسياسة المتوازنة التي تتبعها حكومة الكاظمي خارجيا، والتي عززت من مكانة العراق الدولية ودعمت توثيق علاقاته الخارجية.

ووصل رئيس الوزراء العراقي إلى العاصمة البلجيكية بروكسل مساء الثلاثاء، في مستهل زيارة رسمية “تركز على تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية بين العراق ودول الاتحاد الأوروبي”.

وخلال لقاء جمع الكاظمي مع رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي برو، دعا بلجيكا إلى إعادة فتح سفارتها في بغداد، متعهدا بتوفير الحماية للبعثة الدبلوماسية.

وقال الكاظمي إن “هناك أهمية لإعادة افتتاح السفارة البلجيكية في بغداد، نظرا إلى العلاقات التي تربط البلدين ودعم بلجيكا للعراق في مجالات عدة”.

وتعهد الكاظمي لنظيره البلجيكي “بتوفير حماية أمن البعثات الدبلوماسية في العراق، والعمل الجاد لمنع تكرار الهجمات على البعثات والقواعد العسكرية العراقية التي تستضيف مستشارين ومدربين أجانب”.

وأغلقت بلجيكا سفارتها في العراق في تسعينات القرن الماضي، إثر اندلاع حرب الخليج الثانية، وتجرى التعاملات الدبلوماسية البلجيكية في العراق عن طريق بعثة الاتحاد الأوروبي.

وأعرب الكاظمي عن تقديره لموقف بلجيكا الداعم للعراق في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي عبر التحالف الدولي، فضلا عن مساهمتها في تدريب ومساعدة القوات العراقية، وفي مجال التعاون الاستخباري العالي بين البلدين ضمن جهود التصدي للإرهاب.

وبلجيكا عضو التحالف الدولي الذي شكل عام 2014 لمواجهة “داعش”، والذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.

وخلال زيارته، جدد الكاظمي رغبة بلاده في مواصلة التعاون مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) في دعم كفاءة وقدرات القوات المسلحة والمؤسسات الأمنية بمختلف صنوفها، لاسيما في إطار التهيئة لتأمين الانتخابات العراقية المبكرة المقبلة.

وطالب الكاظمي خلال لقائه مع ينس ستولتينبرغ الأمين العام للناتو، في مقر الحلف ببروكسل بتعزيز قدرات القوات العراقية على الحماية من الاعتداءات الإرهابية والإجرامية ضد المواطنين والبنى التحتية. بحسب بيان للحكومة العراقية.

وأكد أهمّية تطوير العلاقات بين العراق وحلف الناتو لما فيه مصلحة الشعب العراقي واستقرار المنطقة والعالم، وأهمية ألا يكون العراق ساحة لتصفية الصراعات، أو منطلقا للاعتداء على أي من جيرانه.

وأكد ستولتينبرغ أن دول الحلف ستستمر في دعم العراق، وبإمكان الحكومة العراقية الاعتماد على دعم الناتو ودوله لها والنهج الذي تعمل عليه.

وجدد استعداد الناتو لتوسعة التعاون بين العراق والحلف، وأن بعثة الحلف في العراق هي بعثة غير قتالية وذات طابع تدريبي واستشاري بحت، وأن أي توسعة لإطار عملها سيكون وفق طلب وموافقة وأولويات الحكومة العراقية، وأن البعثة ستعتمد على القوات الأمنية العراقية لتوفير أمنها وحمايتها.

وبحث الجانبان علاقات التعاون والشراكة بين العراق ودول حلف شمال الأطلسي في المجالات المختلفة، السياسية والاقتصادية والأمنية والتجارية، وإجراءات توسعة إطار عمل بعثة الناتو في العراق وفق الأولويات الأمنية العراقية وبالتنسيق المسبق مع الحكومة.

العرب