اندلعت في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأحد، مواجهات بين قوات تركية خاصة، ومسلحي حزب العمال الكردستاني، داخل بلدة حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان وتتبع محافظة دهوك.
ونقلت وسائل إعلام عراقية كردية عن مصادر أمنية لم تسمها تأكيدها أن الطيران التابع للجيش التركي وجه قصفا مكثفا لمواقع مسلحي حزب العمال الكردستاني، المصنف على لائحة الإرهاب والواقعة في بلدة (كاني ماسي) بمحافظة دهوك، موضحة أن القصف ألحق خسائر بمواقع حزب العمال، وتسبب بحرائق في المواقع المستهدفة.
ولم تبين المصادر حجم الخسائر البشرية جراء القصف، إذ غالباً ما يحيط الحزب خسائره الناتجة عن العمليات العسكرية التركية بدرجة كبيرة من الكتمان، حفاظا على معنويات مقاتليه. لافتة إلى أن المواجهات بين الجانبين استمرت عدة ساعات.
وخلال الأسبوعين الماضيين، واصلت الطائرات التركية المسيّرة عمليات استهداف ناجحة لقيادات بارزة في حزب “العمال الكردستاني”، وذلك في تطور جديد على مستوى العمليات العسكرية التركية المتواصلة منذ الـ23 من شهر إبريل/نيسان الماضي.
وكشفت مصادر كردية في إقليم كردستان العراق، في وقت سابق لـ”العربي الجديد”، أن الضربات التركية أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من قيادات “الكردستاني”.
وفي السياق، وجه مسؤولون وسياسيون في إقليم كردستان، اتهامات لحزب العمال الكردستاني بمواصلة استهداف قوات البيشمركة التابعة للإقليم.
ودعا القيادي في “الاتحاد الوطني الكردستاني”، جميل هورامي، السلطات في أربيل إلى التحقيق في مقتل أحد عناصر البيشمركة بعد خطفه من قبل مسلحي حزب العمال الكردستاني في بلدة منطقة رابرين شرقي السليمانية، مضيفا في تصريح صحافي أنه “يجب اتخاذ إجراءات حاسمة بصدد هذا الحادث، وعلى وزارة البيشمركة (التابعة لحكومة إقليم كردستان)، ومسؤولي البيشمركة في السليمانية، إصدار بيان، واتخاذ الإجراءات اللازمة والتحقيق في الحادث، إذ لا يحق لأي جهة اعتقال مقاتل في البيشمركة ومحاسبته، فهذا يخالف القوانين”.
وتابع: “لا يحق لحزب العمال الكردستاني محاسبة المواطنين والتحقيق معهم”، مشيراً إلى وجود حكومة ومجلس للأمن في الإقليم.
العراق
تقارير عربية
الانتخابات العراقية: المليشيات تجبر مرشحين مدنيين على الانسحاب
وكان المتحدث باسم قوات الدفاع المدني في بلدة رابرين، علي قادر، قد أكد يوم الخميس الماضي، قيام مسلحي حزب العمال الكردستاني، بـ”اختطاف أحد عناصر قوات البيشمركة، واحتجازه عدة أيام، ومن ثم أثناء نقله إلى منطقة سوردى بسفوح جبل قنديل حيث معقل حزب العمال تعرضت السيارة التي تقلّهم لحادث واحترقت، ما أسفر عن وفاة عنصر البيشمركة مع 2 من مسلحي الحزب”.
وتنفذ القوات التركية منذ الثالث والعشرين من شهر إبريل الماضي، عمليات برية وجوية جديدة هي الثانية من نوعها منذ منتصف العام الماضي، ضد مسلحي حزب العمال المتحصنين في بلدات حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان.
وأطلقت أنقرة على تلك العمليات اسمَي “مخلب البرق”، و”الصاعقة”، وتستهدف مناطق عدة أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين، وأفاشين وباسيان وجبل كيسته، والزاب، شمال دهوك وشرق أربيل حيث ينشط مسلحو حزب العمال في تلك المناطق ويستخدمونها منطلقا لتنفيذ اعتداءات إرهابية متكررة ضد الأراضي التركية المجاورة.
العربي الجديد