بهدف الوصول لأسواق 22 دولة في وسط وغرب أفريقيا، انطلقت الحكومة المصرية بحثا عن فرص جديدة للاستثمار والمشروعات المشتركة وتعزيز التبادل التجاري مع دول القارة السمراء.
وكثفت الحكومة المصرية تحركاتها في أفريقيا، وبدأت، الخميس، في داكار أعمال منتدى الأعمال المصري السنغالي بمشاركة مسؤولي البلدين وعدد كبير من رجال الأعمال، وانطلق كذلك بالسنغال منتدى روابط الأعمال بين مصر ودول غرب أفريقيا.
وقبل يومين انطلق منتدى الأعمال المصري الكاميروني بمشاركة 65 رجل أعمال يمثلون 42 شركة مصرية وعدد كبير من رجال الأعمال بالكاميرون.
وتأتي تلك البعثات التجارية المصرية المكثفة، تفعيلا لمبادرة روابط الأعمال التي تم تدشينها في القاهرة يونيو الماضي وتستهدف الوصول إلى 22 دولة في وسط وغرب أفريقيا بالتعاون مع مؤسسة “التجاري وفا بنك” صاحبة التواجد القوي في أفريقيا.
وقال محمد المهندس رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات إن التوجه نحو الأسواق الأفريقية، سواء عبر تعزيز التجارة، أو الدخول في مشروعات استثمارية مشتركة أصبح نهجا راسخا لمصر، استنادا إلى إرادة سياسية لاستعادة الريادة في القارة السمراء، وفي ظل بحث المصدرين والصناع المصريين عن أسواق جديدة لمنتجاتهم.
وأكد المهندس في حديث لموقع سكاي نيوز عربية أن غرفة الصناعات الهندسية شاركت على مدار السنوات الماضية في معارض سلعية بعدة دول أفريقية، لاستكشاف الأسواق و”جس النبض”، واكتشفنا أن القارة بها مقومات وفرص هائلة يمكن أن تسهم في دعم القطاع التصديري والإنتاجي المصري، بداية من طرمبات أومضخات المياه، وانتهاء بالأجهزة المنزلية وغيرها من السلع الأساسية ومستلزمات لمشروعات الكبرى.
وترى الحكومة المصرية أن القارة الإفريقية على أعتاب مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي الإقليمي بعد تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية في يناير الماضي.
وخلال أعمال منتدى روابط الأعمال في داكار، قالت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة المصرية إن الاتفاقية تستهدف ربط القارة بأكملها في سوق حر واحد وتذليل العقبات أمام المصدرين والمستثمرين، وصولا لإنشاء تجمع اقتصادي أفريقي.
وتولي مصر أهمية كبيرة بالسنغال كدولة محورية بمنطقة غرب إفريقيا، ويعد مجلس الاعمال المصري السنغالي من أول مجالس الأعمال في غرب القارة، ودليل على حرص مصر على تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين لتحقيق اقصى منفعة لاقتصاد مصر والسنغال.
وقال محمد البهي عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات في حديث لموقع سكاي نيوز عربية إن التوجه المصري نحو أفريقيا، تحول إلى خطوات عملية، معتبرا أن الزيارات والبعثات التجارية التي يجريها المسئولون المصريون لدول القارة، دليل على جدية الحكومة في إشراك القطاع الخاص في خطط الوصول لأسواق أفريقية جديدة.
وأشار “البهي” إلى أن المساندة الحكومية للقطاع الخاص من أجل ترسيخ أقدامه في أفريقيا تعطى دفعة إيجابية للمصدرين والمنتجين المصريين.
ورغم وجود “لاعبين كبار” من دول مختلفة في الأسواق الأفريقية منذ سنوات، يؤكد “البهي” أن مصر لديها مزايا تنافسية في تلك الأسواق، بحكم الجغرافيا وسهولة الشحن والنقل، وبحكم الروابط التاريخية والعلاقات الاستراتيجية أيضا.
250 اجتماعا
وشهد منتدى روابط الاعمال بين مصر ودول وسط وغرب أفريقيا في داكار عقد 250 اجتماعا للشركات المصرية والسنغالية، وتركزت في قطاعات مواد البناء والانشاءات والادوية والصناعات الكيماوية والهندسية، والملابس الجاهزة والغذائية والجلود والطباعة.
وقال المهندس خالد الميقاتى رئيس جمعية المصدرين المصريين إن اختيار السنغال لتكون أولى محطات تنفيذ مبادرة روابط الأعمال إلى الأهمية الكبيرة للسنغال وموقعها المتميز داخل القارة السمراء.
وتسعى السنغال لمضاعفة التبادل التجاري مع مصر، خاصة أن الميزان التجاري الحالي يميل لصالح مصر، حيث تحتل المرتبة الرابعة في الدول المصدرة للسنغال.
التعاون مع الكاميرون
ولم يقتصر التحرك المصري على السنغال، حيث انطلقت قبل أيام فعاليات منتدى الأعمال المصري الكاميروني. وأكدت البعثة التجارية المصرية إلى الكاميرون حرص مصر على تواجد شركاتها بوسط وغرب أفريقيا وتوفير فرص تجارية لها، ضمن استراتيجية شاملة للتوجه نحو السوق الإفريقية.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والكاميرون عام 2020 نحو 43 مليون دولار بمعدل نمو 6%، مقارنة بعام 2019.
وعن التعاون مع الكاميرون قالت وزارة التجارة والصناعة المصرية، إن هناك فرصا كبيرة أمام الصادرات المصرية للنفاذ إلى السوق الكاميروني، خاصة في قطاعات الصناعات الغذائية والسلع الهندسية والحاصلات الزراعية وقطاعات الإنشاءات والمقاولات والاستشارات الهندسية ونظم المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات.
وانطلقت مبادرة روابط الأعمال في القاهرة في يونيو الماضي بالتعاون مع مؤسسة التجاري وفا بنك، بهدف تعزيز التعاون بين مصر ودول غرب ووسط أفريقيا.
وتسعى مصر للاستفادة من التواجد القوى لمجموعة التجاري وفا بنك في أكثر من 15 دولة أفريقية، حيث يعد البنك الذراع التمويلي للمبادرة، كما يتيح آليات مختلفة لتمويل الصفقات التجارية قبل الشحن لتيسير حركة التجارة بين البلدان الافريقية.
الشرق الاوسط / سكاي نيوز