العراق: مخاوف من ارتباك جديد بالمشهد الأمني بعد اعتداءات “داعش”

العراق: مخاوف من ارتباك جديد بالمشهد الأمني بعد اعتداءات “داعش”

أثارت الاعتداءات الإرهابية لتنظيم “داعش”، في عدد من المدن والمحافظات العراقية، ومنها ضواحي العاصمة بغداد، والتي أوقعت قتلى وجرحى من قوات الأمن والمدنيين، مخاوف من نشاط متزايد للتنظيم، بالتزامن مع ما تشهده البلاد من أزمات سياسية وخدمية مختلفة، فضلاً عن التصعيد الحالي بين الولايات المتحدة وفصائل مختلفة توصف على أنها حليفة لطهران، في وقت دعا مسؤولون إلى تعاون الأهالي مع الأجهزة الأمنية لإحباط تلك التحركات.

وفي الساعات الماضية، سجلت عدة مناطق عراقية عدداً من الهجمات الإرهابية لبقايا تنظيم “داعش”، أبرزها في الأنبار وكركوك وديالى وجنوب غربي بغداد، تسببت بمقتل وإصابة عدد من أفراد الأمن والمواطنين إثر هجمات مسلّحة وأخرى بعبوات ناسفة استهدفت عربات تقلّ عناصر أمن.

وسبقت تلك التحركات هجمات عدة نفذها عناصر التنظيم خلال اليومين السابقين، أسفرت عن قتل مدنيين وعناصر أمن، في محافظات نينوى، وبلدة العظيم بمحافظة ديالى، وفي الأنبار، وكركوك، وصلاح الدين.

وأكد مسؤول أمني عراقي أن “التنظيم يسعى لتنفيذ هجمات في مناطق مختلفة، سعياً لإرباك المشهد الأمني، والايحاء بأنه ينتشر أو ينشط بأكثر من مكان ومنطقة”.

ولفت إلى أن الهجمات الأخيرة كانت عبارة عن عمليات مسلّحة خاطفة لم تستمرّ بضع دقائق، مثل إطلاق نار على حاجز تفتيش وضرب ثكنة أمنية، وقتل صيادين وتفجير عبوة على سيارة للشرطة، مبيناً لـ”العربي الجديد” أن “القوات الأمنية لديها خطط للمواجهة، واستطاعت إحباط العديد من الهجمات، لكن تبقى الهجمات مؤشراً على أن التنظيم لديه مركزية في تلك الهجمات، ولم يعد عمله عشوائياً كما كان في العامين الماضيين، وقد يسعى بالأسابيع المقبلة لتنفيذ عمليات تستهدف في محصلتها التشويش على الانتخابات البرلمانية المرتقبة”.

وأشار إلى أن “القيادات الأمنية مستمرة باجتماعها وبتحديث خطط المواجهة مع عناصر التنظيم، لإنهاء تحركاته”.

ودعا عضو لجنة الأمن البرلمانية النائب بدر الزيادي إلى تعاون المواطنين والعشائر مع الأجهزة الأمنية لإنهاء تحركات التنظيم، وقال لـ”العربي الجديد” إن “خطط صدّ الهجمات لا تكفي لإنهاء تحركات التنظيم، ونحن بحاجة إلى تعزيز تعاون المواطن والعشائر لإنهاء تحركات التنظيم وأعماله التخريبية. التنظيم مستمر بأعماله بعدد من المحافظات، الأمر الذي يحتم وضع خطط جديدة للمواجهة لتحقيق الاستقرار الأمني”.

وبخصوص تأثير تلك التحركات على العملية الانتخابية المرتقبة في البلاد، قال: “نحن في لجنة الأمن البرلمانية استدعينا اللجنة الأمنية المشرفة على أمن الانتخابات للوقوف على قدرتها بضبط الأمن في المحافظات العراقية في ظل ظرف كهذا”، مضيفاً: “لا أعتقد أن تنظيم “داعش” لديه القدرة اليوم على تنفيذ أعمال كبيرة تؤثر على البلد، لكن بالتأكيد التنظيم لديه جذور وخلايا نائمة تتحرك هنا وهناك”.

وشدّد على “ضرورة ضبط الحدود مع سورية، كونها الممرّ الوحيد الذي يتسلّل منه عناصر التنظيم، وينفذون هجماتهم في البلاد”.

وتُعدّ المحافظات العراقية المحرّرة، ومنها نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين والأنبار، من أكثر المحافظات التي تشهد تصعيداً بأعمال العنف، فيما تواصل القوات الأمنية عملياتها العسكرية بملاحقة بقايا التنظيم فيها.

سلام الجاف

العربي الجديد