قائد الجيش اللبناني: لن نسمح بإغراق البلد بالفوضى تحت أي ظرف

قائد الجيش اللبناني: لن نسمح بإغراق البلد بالفوضى تحت أي ظرف

بيروت – دعا قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، العسكريين إلى مواجهة التحديات ومنع الفتنة من التسلل وإغراق البلد في الفوضى وزعزعة الأمن، في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة التي تمر بها البلاد.

وقال العماد عون في كلمة بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لعيد الجيش “لا تسمحوا لأحد بأن يستغل رداءة الوضع المعيشي للتشكيك بإيمانكم بوطنكم ومؤسستكم، فلبنان أمانة في أعناقنا، ومن غير المسموح تحت أي ظرف إغراق البلد في الفوضى وزعزعة أمنه واستقراره”.

وأضاف “إن تحديات إضافية سوف تعترضنا، كونوا على أهبة الاستعداد لمواجهتها بكل حكمة وصبر وتأن. لا تدعوا الفتنة تتسلل إلى وطننا، ولا تسمحوا للمصطادين في الماء العكر بتحقيق مآربهم. كونوا على قدر تطلعات شعبنا وتطلعات المجتمع الدولي، الذي ينظر إليكم باحترام وتقدير ويسعى لمساندتكم ودعمكم”.

وتابع “يحلّ الأول من أغسطس هذا العام ولبنان يقف على عتبة الذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ المشؤوم، الذي أصاب قلب العاصمة وأودى بحياة 206 شهداء، بالتزامن مع أزمة اقتصادية ومالية هي الأقوى في تاريخنا الحديث وسط استمرار تفشي وباء كورونا”.

ويعاني اللبنانيون من أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.

ووسط حالة من الاحتقان السياسي كلف الرئيس اللبناني ميشال عون الاثنين، رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة، بعد اعتذار رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري جراء خلافات مع عون.

وتسببت الأزمة السياسية في غضب الداعمين الدوليين من لبنان، ووصل الأمر بالتهديد بفرض عقوبات ووقف المساعدات، مع استثناء الجيش اللبناني، الذي تأثر بدوره بالوضع الاقتصادي المتدهور للبلاد.

وأشار قائد الجيش إلى أن الأنظار تتجه إلى المؤسسة العسكرية “التي تبقى محط آمال اللبنانيين، بعدما أثبتت أنها المؤسسة الوطنية الجامعة التي حازت ثقة الشعب ودول العالم”، لافتا أنه “من غير المسموح تحت أي ظرف إغراق البلد”.

ولفت إلى أن هذه المؤسسة “أثبتت أنها المؤسسة الوطنية الجامعة التي حازت ثقة الشعب ودول العالم، بفضل أدائكم الذي أظهرتموه في كل الظروف، والاحترافية في تأدية مهامكم على اختلافها وتشعباتها، ومواكبتكم السريعة لأي طارئ، واعتمادكم أقصى معايير الشفافية في التعامل مع الملفات ذات الطابع الإنساني والأمني، واستجابتكم الضرورية والملحة التي تؤمن استمرار عدد من القطاعات الحيوية”.

ووجه العماد عون في أكثر من مناسبة رسائل تحذير إلى الطبقة السياسية من خطورة الوضع، كان آخرها في مارس الماضي حين انتقد في اجتماع له مع القادة العسكريين “السياسيين الطائفيين” في لبنان وتعاطيهم مع الأزمة.

وتعهدت قوى عالمية بتقديم الدعم للمؤسسة العسكرية اللبنانية باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي لا تزال تحظى بثقة المجتمع الدولي، وصمام الأمان الذي يجب الحفاظ عليه للإبقاء على فرص نجاة لبنان بعيدا عن التجاذبات السياسية.

العرب