أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يوم الاثنين، عن استقالة وزير الدفاع، تشاك هيغل، وهو سيناتور جمهوري سابق، عيّنه أوباما نفسه في منصبه أوائل عام 2013. وكان من المتوقع أن هيغل سوف يخدم البلاد من منصبه كوزير للدفاع لمدة أربع سنوات من ولاية أوباما الثانية؛ ولذلك، فإن استقالته هذه تعد تقاعدًا مبكرًا.
لماذا ترك هيغل منصبه؟
تميزت فترة وجود هيغل في منصب وزير الدفاع بنوعين من الفشل:
النوع الأول: هو الفشل السياسي، وهو فشل لا يستهان به. حيث إنه، وفي أفغانستان، فشل هيغل في كسب أرضية كافية ضد طالبان لإجبارها على قبول اتفاق السلام؛ وبدلًا من ذلك، ترى طالبان اليوم نفسها منتصرة وتتجاهل إلى حد كبير المفاوضين الأمريكيين.
وتولى هيغل زمام المبادرة في مصر، محاولًا إقناع وزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي، بأن لا يعزل أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيًا من خلال الانقلاب العسكري. ولكن، هيغل فشل في مسعاه هذا، والسيسي قام بالانقلاب.
وأيضًا في العراق وسوريا، فشل هيغل في وضع استراتيجية من شأنها منع صعود داعش أو حتى إجبار هذا التنظيم على التراجع. وهو ما حدث في أوكرانيا كذلك، عندما لم يساهم هيغل في الجهود الرامية لدحر أو ردع الغزو الروسي الذي لا يزال مستمرًا.
وفي دفاع هيغل عن نفسه ضد اتهامه بهذه الإخفاقات السياسية، قال إن “سياسة أمريكا تجاه روسيا وفي أفغانستان كانت فاشلة قبل توليه منصبه”. ولكن، حتى لو افترضنا صحة هذه الحجة، فإن مصر وداعش كانت بالتأكيد إخفاقات من اختصاصه.
النوع الثاني: هو الفشل البيروقراطي، وهو أكثر أهمية مما تظن.
أهم وظيفة لهيغل كوزير للدفاع هي أن يكون ممثلًا للبنتاغون لدى البيت الأبيض والكونغرس، وكذلك ممثلًا للبيت الأبيض عند وضع سياسات وزارة الدفاع الأمريكية، ولكنه لم ينجح حقًا في أداء أي من هاتين المهمتين.
لقد كان ينظر إلى هيغل داخل وزارة الدفاع الأمريكية على أنه ممثل غير فعال، ومدير فاشل. وضمن مناقشات البيت الأبيض لتحديد السياسة الخارجية الأمريكية، كان الوزير متراخيًا، وغير فعال، ومعروف بأنه ليس جيدًا في قيادة النقاش أو المساهمة به. وقد كتبت عنه صحيفة نيويورك تايمز ذات مرة: “كثيرًا ما كان لدى هيغل مشاكل في توضيح أفكاره، أو سياسة الإدارة، بطريقة فعالة”.
القضية الأعمق بكثير من كل ما سبق: فريق أوباما مختلف حول السياسة الخارجية
وليس بالإمكان، إلى حد ما، إلقاء اللوم كليًا على هيغل فيما يخص وقوع الإخفاقات السابقة. حيث إن أوباما أصرّ على وضع السياسة الخارجية للبيت الأبيض، وهو ما يعني استبعاد وكالات مثل البنتاغون، ووزارة الخارجية. ولأن هذه السياسة فشلت إلى حد كبير؛ فإن أوباما الآن يبدو وكأنه يحاول إلقاء فشله على كاهل هيغل، وهو الأمر الذي لن يحل المشكلة، بالنظر إلى أن أوباما لم يعط بالفعل لهيغل القدرة على وضع وتشكيل السياسة الخارجية الأمريكية.
لقد كان هناك تكهنات لبضعة أشهر بأنه، وبعد الانتخابات النصفية، ستقوم إدارة أوباما بإقالة بعض مسؤولي السياسة الخارجية في محاولة لإصلاح مشاكلها.
ولكن، الجميع كان يعتقد أن هذه الإقالات سوف تصدر بحق أشخاص يعملون في البيت الأبيض، مثل مستشارة الأمن القومي سوزان رايس. لكن، وبدلاً من ذلك، تم طرد شخص من خارج البيت الأبيض، وهو الأمر الذي يوحي بأن أوباما ذاهب باتجاه الحفاظ على فريق السياسة الخارجية في البيت الأبيض الذي يتحمل في الواقع المسؤولية الأكبر عن حدوث كل هذه الإخفاقات.
نقلا عن التقرير
الكلمات المفتاحية: اقالة وزير الدفاع الامريكي، هيغل، اوباما ، البنتاغون، الكونغرس