كابول – بدأ مسلحو حركة طالبان الأحد دخول العاصمة الأفغانية كابول بعد سيطرتهم على جميع المدن الرئيسية في أفغانستان.
وشهدت تحركات مسلحي الحركة الإسلامية في اتجاه العاصمة محطات رئيسية طوال الأشهر القليلة الماضية.
ففي الرابع من مايو شنّ مسلحو طالبان هجوما كبيرا على القوات الأفغانية في إقليم هلمند جنوب البلاد وستة أقاليم أخرى على الأقل.
جاء ذلك بعد أن أخفقت محادثات بين طالبان والحكومة الأفغانية في التوصل إلى تفاهم سياسي من شأنه أن يفضي إلى اتفاق سلام تدعمه الولايات المتحدة وحلفاؤها. وبعد أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في الرابع عشر من أبريل أن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان سيبدأ أول مايو وينتهي في الحادي عشر من سبتمبر لينهي بذلك أطول حرب أميركية. ويمثل هذا تمديدا لموعد نهائي سابق للانسحاب في أول مايو تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة وطالبان.
وفي الثالث عشر من مايو، سيطرت الحركة على مقاطعة نرخ خارج العاصمة كابول مباشرة مع احتدام العنف في أنحاء أفغانستان.
وفي الثاني والعشرين من يونيو، شنّ مسلحو طالبان سلسلة من الهجمات في شمال البلاد بعيدا عن معاقلهم التقليدية في الجنوب. وإثر ذلك أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، أن الحركة استولت على أكثر من 50 من إجمالي 370 مقاطعة.
ومنذ الثاني من يوليو الماضي، بدأت القوات الأميركية الانسحاب بهدوء من قاعدتها العسكرية الرئيسية في أفغانستان، وهي قاعدة باجرام التي تبعد ساعة بالسيارة عن كابول، لتنهي الولايات المتحدة بذلك فعليا تدخلها في الحرب.
إحكام السيطرة على جميع المدن الرئيسية في أفغانستان
وإثر ذلك بثلاثة أيام، قالت حركة طالبان إنها يمكن أن تقدم اقتراح سلام مكتوبا للحكومة الأفغانية بحلول أغسطس.
وفي الحادي والعشرين من يوليو قال جنرال أميركي رفيع إن مسلحي طالبان باتوا يسيطرون على نحو نصف مقاطعات أفغانستان مما يظهر مدى تقدمهم وسرعته.
وتعهدت الولايات المتحدة في الخامس والعشرين من الشهر نفسه بمواصلة دعم القوات الأفغانية “في الأسابيع المقبلة” بضربات جوية مكثفة لمساعدتها في التصدي لهجمات طالبان.
وحسب إحصائية للأمم المتحدة صادرة في السادس والعشرين من يوليو، قتل نحو 2400 مدني أفغاني أو أصيبوا في مايو ويونيو مع تصاعد القتال، وهو أعلى عدد من القتلى والمصابين خلال شهرين منذ بدء تسجيل أعداد الضحايا عام 2009.
وفي السادس من أغسطس الجاري أصبحت زرنج في جنوب البلاد أول عاصمة إقليمية تسقط في أيدي طالبان منذ سنوات. وأعقب ذلك سقوط الكثير من المدن في الأيام التالية ومنها مدينة قندوز الرئيسية في الشمال.
وبعد سقوط زرنج بأسبوع، سقطت أربع عواصم أقاليم أخرى في يوم واحد بينها قندهار ثاني كبرى مدن البلاد والمعقل الروحي لطالبان. كما اجتاح مقاتلو الحركة مدينة هرات في الغرب واعتقلوا القائد محمد إسماعيل خان أحد أبرز القادة الميدانيين في الحرب.
وفي الرابع عشر من أغسطس استولت طالبان على مدينة مزار الشريف الرئيسية في شمال البلاد ثم مدينة بل علم عاصمة إقليم لوجار، الواقعة على بعد 70 كيلومترا إلى الشمال من كابول بعد مقاومة ضعيفة. وبدأت الولايات المتحدة في إرسال المزيد من القوات للمساعدة في إجلاء المدنيين من كابول، فيما قال الرئيس الأفغاني أشرف غني إنه يتشاور مع شركاء محليين ودوليين على الخطوات القادمة.
وفي اليوم التالي، سيطرت طالبان على مدينة جلال آباد الشرقية الرئيسية دون قتال، لتحاصر كابول فعليا.
والأحد، أعلن مسؤولون بوزارة الداخلية الأفغانية أن مسلحي طالبان دخلوا كابول، في حين تقوم الولايات المتحدة بإجلاء الدبلوماسيين من سفارتها بطائرة هليكوبتر.
العرب