أظهر استطلاع للرأي تراجع التأييد الشعبي للرئيس الأميركي جو بايدن ووصوله إلى أدنى مستوى له منذ توليه منصبه، في حين أعرب العديد من أعضاء الكونغرس الأميركي عن خيبة أملهم إزاء التطورات في أفغانستان، وذلك مع انهيار الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة، وسيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل.
وكشف استطلاع “رويترز/إبسوس” (Reuters/Ipsos)، الذي أجري الاثنين الماضي، أن 46% من الأميركيين البالغين يؤيدون أداء بايدن في منصبه، فيما يعد أدنى مستوى سجل في استطلاعات الرأي الأسبوعية منذ تولى بايدن الرئاسة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتراجعت شعبية بايدن بعد أن دخلت طالبان العاصمة كابل منهية الوجود العسكري الأميركي الذي استمر 20 عاما، وكلف دافعي الضرائب في الولايات المتحدة تريليونات الدولارات وآلاف الأرواح.
لكن غالبية الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء قالوا إن الفوضى مؤشر على أن الولايات المتحدة كان عليها أن تغادر.
ووجد استطلاع منفصل أجراه معهد إبسوس يوم الاثنين أن أقل من نصف الأميركيين أيدوا الطريقة التي قاد بها بايدن الجهود العسكرية والدبلوماسية الأميركية في أفغانستان هذا العام.
وصُنف الرئيس، الذي أشاد الشهر الماضي فقط بالقوات الأفغانية باعتبارها “مجهزة بشكل جيد مثل أي دولة أخرى في العالم”، بأنه أسوأ من الرؤساء الثلاثة الآخرين الذين أشرفوا على أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة.
من ناحية ثانية، أعرب العديد من أعضاء الكونغرس الأميركي عن خيبة أملهم إزاء التطورات في أفغانستان، ومن المقرر أن يعقد المشرعون جلسة استماع لمناقشة أخطاء إدارتي الرئيسين السابق دونالد ترامب، والحالي جو بايدن.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز إن أحداث الأيام الأخيرة شكلت ذروة لسلسلة الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات الجمهورية والديمقراطية خلال الـ20 عاما الماضية.
وأضاف “نرى الآن النتيجة الرهيبة لسنوات من الإخفاقات في المناهج السياسية وإخفاقات الاستخبارات”.
وأكد مينينديز أن لجنته ستجري جلسة استماع حول السياسات الأميركية في أفغانستان، بما في ذلك مفاوضات إدارة ترامب مع طالبان، وتنفيذ إدارة بايدن لخطة الانسحاب، من دون أن يقدم أية معلومات عن تاريخ عقد الجلسة.
بدوره، أكد رئيس لجنة شؤون الاستخبارات في مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي مارك وارنر، أنه يعتزم العمل مع لجان أخرى “لطرح أسئلة صعبة ولكن ضرورية” عن أسباب عدم استعداد الولايات المتحدة لمثل هذا التطور في أفغانستان.
من جهة أخرى، واصل الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس انتقاد سياسات إدارة بايدن في أفغانستان.
وقال الجمهوريون في لجنة شؤون القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي في رسالة إلى البيت الأبيض أمس الثلاثاء، إن الأزمة الأمنية والإنسانية التي تتطور الآن في أفغانستان كان من الممكن تجنبها في حال قمتم بوضع خطط ما.
وفي السياق ذاته، كشف موقع شبكة “فوكس نيوز” (Fox News) الأميركية عن قطع بايدن إجازته المجدولة حتى نهاية الأسبوع في كامب ديفيد، وعودته للبيت الأبيض مع تزايد الانتقاد لإدارته من كلا الحزبين.
ويأتي ذلك على خلفية سقوط حكومة الرئيس أشرف غني في أفغانستان، وسيطرة حركة طالبان على مقاليد الأمور قبل إتمام الانسحاب الأميركي من البلاد.
ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت طالبان توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
وسيطرت الحركة -في أقل من 10 أيام- على أفغانستان كلها تقريبا، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، على مدى نحو 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
المصدر : الصحافة الأميركية + وكالات