انتقد مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية تعاطي إدارة الرئيس جو بايدن مع عمليات إجلاء آلاف المواطنين الأميركيين العالقين في أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل الأسبوع الماضي.
وشكك الكاتب هيو هويت في مقاله بالصحيفة في قدرة بايدن على التعامل مع التطورات السريعة للأحداث في أفغانستان.أفغانستان.. واشنطن قلقة على سلامة رعاياها وشركات طيران أميركية قد تشارك في عملية الإجلاء
ترامب يهاجم بايدن وبلير ينتقد “التخلي الغربي” عن أفغانستان
وأوضح أن هناك قلقا عاما في أوساط الأميركيين بشأن قدرة الرئيس على التكيف مع التغييرات السريعة للواقع على الأرض في أفغانستان، وأن التطمينات التي قدمها بايدن بشأن إجلاء الرعايا خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة الماضية لم تفلح في تهدئة قلق الأميركيين.
وقال إن الولايات المتحدة خسرت الحرب في أفغانستان وإن هناك تداعيات وخيمة ستنجم عن ذلك، وقد حدث ذلك من قبل عندما خسرت الحرب في فيتنام.
ولكنه يرى أن من الصعب العثور على سابقة في تاريخ الولايات المتحدة لكارثة شبيهة بتلك التي تجري الآن في أفغانستان، حيث تقطعت السبل فجأة بآلاف الأميركيين الذين وجدوا أنفسهم عالقين في بلاد بعيدة من دون أي منفذ للهروب.
عنصر من طالبان يقف للحراسة عند بوابة مدخل مطار كابل الدولي (رويترز)
وأوضح الكاتب أن الأميركيين العالقين في أفغانستان، ومعظمهم من المتعاقدين وعمال الإغاثة غير الحكوميين، يواجهون صعوبات في الوصول إلى مطار كابل.
وقال إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أوضحت الخميس الماضي أن الرعايا الأميركيين في أفغانستان الذين يتمكنون من الوصول إلى مطار كابل سيتمكنون غالبا من العودة بأمان إلى أرض الوطن.
لكن البنتاغون لم يوضح سبل وصول الأميركيين بأمان إلى المطار، كما لم يقدم بايدن خلال مؤتمره الصحفي يوم الجمعة الماضي أي إرشادات تمكنهم من الوصول بأمان الى المطار، واكتفى بتقديم تطمينات وتوجيهات مماثلة للعالقين لم تنجح في التخفيف من قلق الناس، وفق المقال.
وقال الكاتب إن عائلات الرعايا الأميركيين العالقين في أفغانستان تحت رحمة طالبان تستحق رئيسا يقود جهود الإجلاء ويمكن لتلك العائلات التواصل معه، وليسوا بحاجة إلى رئيس غير متأكد مما يفعله أو نصف منسحب.
وفي إشارة إلى تناقض بعض المعلومات بشأن عمليات إجلاء المواطنين الأميركيين من كابل التي أدلى بها بايدن، وتعارضت مع معلومات قدمها مراسلون أميركيون ميدانيون من كابل، قال الكاتب إنه لا ينبغي أن تكون مراسلة قناة “سي إن إن” (CNN) من أفغانستان كلاريسا وارد أفضل مصدر يستقي منه الأميركيون المعلومات عن الظروف في مطار حامد كرزاي بكابل، وإنه كان من المفترض أن يكون الرئيس مصدر تلك المعلومات، لكن إجاباته خلال المؤتمر الصحفي لم تسعفه ولم تطمئن الأميركيين.
ورأى الكاتب أن ما يحدث في أفغانستان كارثة ناجمة عن الخيارات التي تبنّتها إدارة بايدن ولم تكن حتمية، وأن الأحداث الأخيرة تثير أسئلة متعددة عن مدى جهل الرئيس بالمشهد السياسي في أفغانستان والخيارات التي تبنّاها وتلك التي رفضها خلال التعاطي مع الأزمة.
الجزيرة