الطلب العالمي على النفط يصل الى 97.5 مليون برميل يوميا وتوقعات بالارتفاع

الطلب العالمي على النفط يصل الى 97.5 مليون برميل يوميا وتوقعات بالارتفاع

 

الباحثة شذى خليل*

ارتفعت أسعار النفط خلال تداولات يوم أمس 23- 08-2021 وسط انخفاض الدولار أمام أغلب العملات الرئيسة مما خفف الضغوط على السلع، ومن بينها الخام.
حيث بدأ هذا الارتفاع للأسعار خلال شهر آب – أغسطس يتجه نحو 71 دولارا للبرميل متأثرا بأحداث وتوترات الشرق الأوسط، بينما انذرت قيود جديدة على التنقلات، فرضتها بعض البلدان لمواجهة زيادة الإصابات بفيروس كورونا ، تعافي الطلب، وزادت العقود الآجلة لخام برنت 50 سنتا أو 0.71 بالمئة إلى 70.88 دولارا للبرميل بعدما تراجعت في وقت سابق من الجلسة إلى أقل من 70 دولارا للمرة الأولى منذ 21 يوليو، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 66 سنتا أو واحدا بالمائة إلى 68.81 دولارا للبرميل، وانخفض كلا الخامين بأكثر من دولارين للبرميل.

لكن مخاوف بشأن تعافي الطلب على النفط العالمي تنامت وسط زيادة الإصابات بفيروس كورونا وبددت إلى حد ما تأثير التوتر في الشرق الأوسط، حيث فرضت الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، قيودا في بعض المدن وألغت رحلات جوية، وقال محللون في شركة FGE الاستشارية ان الصين “تواجه الآن أكبر أزمة COVID-19 تحديًا منذ أن تمت السيطرة على موجة التفشي الأولي”.
فيما استعدت دول أخرى كاليابان لتوسيع القيود في مواجهة موجة جديدة من الجائحة، ما يهدد بإضعاف الطلب على الوقود.
ويأتي ارتفاع أسعار النفط أيضا على خلفية اتهامات غربية لإيران بالمسؤولية عن هجمات على عدة سفن في بحر العرب وخليج عمان، بينها سفينة تديرها شركة إسرائيلية.
وهذه التوترات المتزايدة تأتي فيما يبدو أن المحادثات النووية بين إيران والقوى الغربية التي من شأنها تخفيف العقوبات على صادرات النفط الإيرانية قد توقفت.
وقال إدوارد مويا ، كبير المحللين في OANDA: “مع تصاعد التوترات بين إيران والقوى العالمية بشأن هجوم الطائرات بدون طيار في الأسابيع الماضية، يبدو أن محادثات الاتفاق النووي ستكون طويلة ومن غير المرجح أن تخفف العقوبات الوشيكة عن إيران”.
وبينت تقارير دولي إلى تراجع احتمالات عودة إمدادات النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية خلال العام الحالي، ويستمر تراجع المخزون العالمي من النفط الخام في الوقت الذي رفضت فيه دول أوبك بلس المصدرة للنفط العودة إلى مستويات الإنتاج العالية التي تم خفضها بشدة في الربع الثاني من العام الماضي، بعد انهيار أسعار النفط.

وبحسب تقديرات “يو بي إس” فإن الطلب العالمي على النفط يبلغ حاليا 97.5 مليون برميل يوميا، ومن المحتمل وصوله إلى 99 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي، مع تحسن النشاط الاقتصادي والطلب على الطاقة في دول عديدة منها الصين.

واتسعت تلك التوترات لتشمل الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مع إطلاق عدة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، ردت عليها تل أبيب بقصف قرى لبنانية.
لكن الخام يتجه لتسجيل خسارة ما بين 5 – 6 بالمئة على مدار أسبوع، في واحدة من أقسى خساراته الأسبوعية على مدى أشهر، بضغط مخاوف تفشي السلالات الجديدة من فيروس كورونا.
يأتي ذلك في وقت بدأ فيه تحالف “اوبك+” ضخ 400 ألف برميل يوميا اعتبارا من مطلع أغسطس/آب الجاري.
وهناك مؤشر على ضعف الطلب، حيث أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، زيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 3.6 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 30 يوليو/تموز الماضي، حيث زاد من المخاطرة في التعاملات النفطية، ارتفاع الدولار عقب تصريح لنائب رئيس الاتحادي الفدرالي (المركزي الأمريكي)، ريتشارد كلاريدا، تحدث فيه لأول مرة عن موعد محتمل لرفع سعر الفائدة في 2023.
وعقود النفط مسعرة بالدولار الأمريكي في الأسواق العالمية، ويعني ارتفاعه زيادة تكلفة التعامل بالنفط على بقية الدول التي تتعامل بعملات أخرى غير الدولار الأمريكي .
كرد فعل طبيعي على تلك التوترات في الشرق الأوسط، نمت المخاوف بشأن تعافي الطلب العالمي على النفط وسط زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا.

في الولايات المتحدة ، أكبر مستهلك للنفط في العالم ، سجلت حالات الإصابة بكوفيد -19 أعلى مستوياتها في ستة أشهر مع الإبلاغ عن أكثر من 100 ألف إصابة في يوم واحد، وفقًا لإحصاء لرويترز.
وقال المحللون في بنك الاستثمار UBS إنهم يتوقعون أن تستأنف أسعار النفط اتجاهها الصعودي على الرغم من مخاوف الوباء ، وتوقعوا أن يتداول خام برنت بين 75 دولارًا و 80 دولارًا للبرميل في النصف الثاني من عام 2021.
وكان النفط قد تعرض لضغوط شديدة في الآونة الأخيرة نتيجة المخاوف المتصاعدة حيال الموجات الجديدة لجائحة كورونا والتي تظهر عودة قوية في بعض الدول حول العالم الأمر الذي ينذر بتباطؤ النمو الاقتصادي، واختلال التوازن الاقتصادي.

 

وحدة الدراسات الاقتصادية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية