طالبان في كابل.. ما مصير البنوك في أفغانستان؟

طالبان في كابل.. ما مصير البنوك في أفغانستان؟

قال مصرفيون إن بنوك أفغانستان -التي لها دور حيوي في انتشال البلاد من أزمتها- تواجه مستقبلا يكتنفه الغموض بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة.

وصرح متحدث باسم طالبان يوم الثلاثاء بأنه من المتوقع أن تعاود البنوك فتح أبوابها قريبا، وذلك بعد أن ظلت مغلقة نحو 10 أيام.

وأفاد تقرير لرويترز بأن النظام المالي تعطل عقب انهيار الحكومة المدعومة من الغرب مع انسحاب القوات الأميركية والقوات الحليفة.

وأضاف التقرير أنه لم تظهر أدلة تذكر حتى الآن على إعادة فتحها أو عودة الخدمات المصرفية إلى طبيعتها، في وقت احتشدت أعداد كبيرة بالشوارع خارج البنوك في كابل يوم الأربعاء.

ونقلت رويترز عن غزال جيلاني المستشار التجاري والاقتصادي بالسفارة الأفغانية في لندن قوله إن “البنوك ما تزال مغلقة دون مؤشرات واضحة على إعادة فتحها فقد نفد ما لديها من سيولة”، وأضاف أن النظام المصرفي بأفغانستان الآن في حالة انهيار.

وتدبر مناطق ريفية كثيرة شؤونها دونما حاجة للبنوك، غير أن إغلاق البنوك في المدن التي تُحول فيها مرتبات العاملين بالحكومة إلى حساباتهم المصرفية يسبب مصاعب في اقتصاد قائم على النقد السائل، وفق التقرير ذاته.

وتبدو التوقعات محفوفة بالمخاطر بالنسبة للبنوك، إذ تلوح تساؤلات عن مدى استيعاب حركة طالبان للنظام المالي وقدرتها على إدارة عجلة الاقتصاد الذي عرقلته الحروب على مدار 40 عاما، بحسب تقرير رويترز.

وقال محافظ البنك المركزي السابق، أجمل أحمدي، إنه في غياب أي صادرات مهمة باستثناء ما تجلبه المخدرات غير القانونية من دخل، فإن إحدى العقبات المباشرة تتمثل بالسيولة في بلد يمثل التعامل بالدولار فيه عنصرا مهما ويعتمد على وصول شحنات منتظمة من الدولارات الفعلية.

تحديات السيولة
وقال سيد موسى كليم الفلاحي الرئيس التنفيذي لبنك أفغانستان الإسلامي -أحد أكبر 3 بنوك في البلاد- إن رابطة بنوك أفغانستان تواصلت مع البنك المركزي لتنسيق خطوات العودة إلى النشاط العادي.

وأضاف أن البنوك التجارية قررت بصفة جماعية تعليق الخدمات حتى يؤكد البنك المركزي السيولة والترتيبات الأمنية، وكانت السيولة تمثل مشكلة في الفترة التي سبقت إغلاق البنوك مع إقبال الناس على سحب الأموال.

وصرح مصرفي في واحد من أكبر بنوك أفغانستان -مشترطا إخفاء هويته- بأن البنك المركزي وفر دعما ماليا للبنوك خلال أزمة السيولة الأسبوع الماضي، غير أن الغموض يكتنف قدرته على مواصلة هذا الدعم، إذ إن احتياطياته الخارجية التي تبلغ نحو 9 مليارات دولار ليست في متناول طالبان إلى حد كبير.

وذكر المصرفي “البنوك ستواجه تحديات كبرى في السيولة، لأن مسؤولي البنك المركزي لم يتمكنوا من الوصول إلى الاحتياطيات حتى الآن، وستواجه مشاكل في سيولة النقد الأجنبي وهو ما سيتسبب في تقلبات هائلة في أسعار الصرف”.

وانخفضت قيمة العملة الأفغانية، بفعل توقعات ندرة الدولار، ومن المتوقع أن تشهد مزيدا من التقلبات إذ تردد أن فترة تغطية الواردات في أفغانستان انهارت من أكثر من 15 شهرا إلى بضعة أيام فقط، يقول تقرير رويترز.

وقال مصرفي كبير إن بنوك المراسلة في تركيا وروسيا وإسبانيا وباكستان والهند ودول أخرى ما زالت تبدي دعمها لبنكه.

وهذا الأسبوع، قالت طالبان إنها عينت حاجي محمد إدريس قائما بأعمال محافظ البنك المركزي.

ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت بنوك أفغانستان -وكلها تقليدية باستثناء بنك واحد- ستضطر للتحول إلى العمل المصرفي الإسلامي وهي عملية طويلة وباهظة التكلفة، كما يقول تقرير رويترز.

المصدر : رويترز