الاستثمارات تعكس جدية إماراتية في فتح صفحة جديدة مع أنقرة

الاستثمارات تعكس جدية إماراتية في فتح صفحة جديدة مع أنقرة

أبوظبي – عبرت تصريحات سيد بصر شعيب، الرئيس التنفيذي للشركة العالمية القابضة، عن جدية إماراتية واضحة في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع تركيا أساسها التفاهم والمصالح المشتركة.

وبدأت الإمارات تتخذ خطوات في اتجاه تطبيع العلاقات الاقتصادية مع تركيا والبحث عن فرص استثمارية كجزء من تهدئة شاملة مع أنقرة.

وقال الرئيسي التنفيذي لشركة العالمية القابضة في أبوظبي إن “الشركة تبحث عن فرص استثمار في تركيا في قطاعات تشمل الرعاية الصحية والصناعة وتصنيع الأغذية”.

وتشير التصريحات إلى أن الإمارات وضعت توجسها وخلافاتها مع تركيا جانبا وتريد بالفعل بدء مرحلة جديدة بعيدا عن التوتر الذي خيم على العلاقات خلال السنوات الأخيرة بسبب عدة ملفات، في مقدمتها التدخل التركي في ليبيا ودعم أنقرة للإخوان المسلمين.

سيد بصر شعيب: العالمية القابضة تبحث عن فرص في الرعاية الصحية والصناعة

وتعكس سرعة التفاعل الإماراتي مع التصريحات التركية بشأن أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين رغبة إماراتية في طي صفحة الخلافات وإعادة تفعيل العلاقات، وهو ما يتوقع مراقبون أن تتفاعل معه أنقرة بشكل إيجابيّ.

وتأتي الخطوة بالتزامن مع ظهور بوادر تحسن في العلاقات بين البلدين وسعي أنقرة لتخفيف حدة التوترات مع عدة قوى عربية.

وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثات مع مستشار الأمن الوطني بدولة الإمارات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان الأسبوع الماضي في اجتماع ركز أيضا على التعاون الاقتصادي.

والشيخ طحنون رئيس مجلس إدارة العالمية القابضة التي أضحت أعلى الشركات قيمة في بورصة أبوظبي خلال الأشهر الأخيرة.

ويرى مراقبون أن هذا التقارب فرضته حاجة أنقرة وأبوظبي إلى إعادة ضبط خلافاتهما في ظل متطلبات المرحلة الجديدة والعامل الأميركي الذي يضغط على معظم الأطراف الإقليمية في المنطقة.

وصرح شعيب بأن وفدا من الشركة يزور تركيا هذا الأسبوع بحثا عن فرص في بعض القطاعات.

وقال “في اللحظة التي تُفتح أمامنا سوق جديدة، يكون فريقنا هناك”، مضيفا أن العالمية القابضة تبحث عن فرص في قطاعات الرعاية الصحية والصناعة وتصنيع الأغذية في تركيا. وتابع “تمتلك تركيا واحدة من أكبر منشآت تصنيع الأغذية، لذا ندرس ذلك أيضا”.

وقال مصدر مطلع على الأمر في إسطنبول إن الشركة الإماراتية تسعى للاستحواذ على حصص أقلية في عدة شركات وتفحص بعض الصفقات متوسطة الحجم في عدة قطاعات.

وفي الأسبوع الماضي قال أردوغان إنه يأمل في إجراء محادثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بشأن إنشاء علاقات اقتصادية أوثق. كما أشار إلى أن “تقدم المحادثات بصورة جيدة يعني أن الإمارات ستكون لها استثمارات ضخمة في تركيا”.

وعكست تصريحات أردوغان حينئذ ارتياحا تركيا بشأن الخروج من عقدة العلاقة مع الإمارات والذي بدأ ينعكس إيجابيا على الاقتصاد التركي المتعثر.

ويتوقع مراقبون أن تُستأنف العلاقات بين البلدين بسلاسة، خاصة وأن العلاقات التجارية لم تتأثر بالتوتر الذي خيم على العلاقات السياسية.

ويصف هؤلاء العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وتركيا بأنها “وثيقة ومبنية على المصلحة المشتركة، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 8 مليارات دولار عام 2020، والإمارات هي ثاني أكبر شريك تجاري عربي لتركيا، فيما بلغ حجم الاستثمارات بين البلدين مؤخرا 5 مليارات دولار”.

العرب