واصلت قوات النظام السوري صباح اليوم الإثنين، عمليات القصف على درعا البلد، مع محاولات اقتحام من عدة محاور، بعيد ساعات من إعلان انهيار المفاوضات التي ترعاها روسيا حليفة النظام، حول المنطقة المحاصرة منذ 68 يوماً في الجنوب السوري.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، إن الفرقة الرابعة في قوات النظام السوري والمليشيات المساندة لها بدأت صباح اليوم بتمهيد ناري مكثف على عدة محاور في درعا البلد، مع محاولة تقدم إلى داخل الأحياء المحاصرة، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع عناصر من المعارضة في المنطقة. وذكرت المصادر أن قوات النظام استخدمت صواريخ “فيل” وقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة وصواريخ أرض – أرض في عمليات القصف والتمهيد، وسط حالة من الذعر في المنطقة لدى المدنيين، بينما لم يتبين سقوط قتلى وجرحى من المدنيين. وأضافت المصادر أن قوات النظام ركزت جل قصفها على محور حي المطار ومحور شمال الخط على أطراف درعا المحطة.
وقالت المصادر إن القصف المدفعي والصاروخي استهدف بشكل عنيف أيضاً مناطق في حي مخيم درعا وحي طريق السد على أطراف درعا البلد، وذكرت المصادر أيضاً أن اشتباكات وقعت فجر اليوم على محاور في مدينة الصنمين شمالي درعا إثر هجوم من مجهولين على حواجز في المدينة، ما تسبّب بخسائر بشرية في صفوف قوات النظام.
وقابل النظام الهجوم بقصف على الحي الغربي من مدينة الصنمين، متسبباً بأضرار مادية في ممتلكات المدنيين، فيما خرجت مجموعة من النساء في بلدة نمر شمالي درعا بتظاهرة تنديداً بالقصف على درعا وريفها من قوات النظام.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ”العربي الجديد”، إن هجوماً وقع على حاجز لقوات النظام السوري عند أطراف بلدة سحم الجولان غربي درعا، ما أدّى إلى وقوع قتلى وجرحى من عناصر النظام، وجاء الهجوم تزامناً مع محاولات النظام اقتحام أحياء درعا البلد، بعد إعلان اللجنة المركزية عن انهيار المفاوضات بسبب تعنت النظام.
وكانت اللجنة المركزية الممثلة لأهالي المناطق المحاصرة في درعا أعلنت مساء أمس الأحد، انهيار المفاوضات مع النظام السوري بسبب التصعيد العسكري والقصف الذي يطاول مناطق في المحافظة. وقال الناطق باسم اللجنة المركزية عدنان المسالمة في بيان صدر عنه، “إن لجنة درعا تعلن انهيار المفاوضات، وذلك بسبب تعنت النظام وعدم تجاوبه مع الطروحات الروسية، واستمراره في محاولة فرض شروطه القاسية، وعدم احترامه لوقف إطلاق النار، وتقدم مليشيات الفرقة الرابعة ومحاولتها اقتحام مدينة درعا من أكثر من محور”.
وجاء بيان اللجنة المركزية عقب ساعات قليلة من إعلان اللجنة المركزية للمنطقة الغربية بدرعا “النفير العام”، تضامناً مع الأحياء المحاصرة في درعا التي تشهد تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، وقصفاً بصواريخ من نوع أرض – أرض و”جولان” أدى لمقتل مدنيين وسقوط جرحى.
وارتفعت حصيلة ضحايا قصف قوات النظام على درعا أمس إلى ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى، فيما دخل الحصار اليوم على أحياء درعا البلد يومه الثامن والستين على التوالي، ويعاني الأهالي المحاصرون من نقص في المواد الغذائية والطبية.
وكان النظام قد هجّر خلال الأسبوع الماضي عدداً من أهالي درعا على خلفية الاتفاقات غير الواضحة التي نجمت عن عملية التفاوض المستمرة منذ شهرين، ويسعى النظام إلى السيطرة على درعا من خلال فرض شروط تفضي إلى تهجير المعارضين له وتسليم السلاح.
إلى ذلك، قُتل عنصران من قوات النظام السوري اليوم الإثنين، جراء هجوم من جانب مسلّحين على حاجز في مدينة حماة وسط البلاد، فيما جدّد الطيران الحربي الروسي غاراته على مناطق متفرقة في البادية، ضمن عمليات التمشيط ضد خلايا تنظيم “داعش”.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، إن مسلحين هاجموا موقعاً لشرطة النظام السوري في حي المرابط بمدينة حماة، ما أدّى إلى مقتل عنصرين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، وفرّ المهاجمون إلى جهة مجهولة، فيما استنفرت قوات النظام في المنطقة، ونقلت القتلى والجرحى إلى المستشفى.
ويُعدّ الهجوم الأول من نوعه في المنطقة، ومن النادر وقوع هجمات ضد قوات النظام السوري في مدينة حماة التي تخضع بشكل كامل لسيطرة الأخير والمليشيات التابعة له.
إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية عن تجدّد القصف الجوي من الطائرات الحربية الروسية على مناطق متفرقة في البادية بين دير الزور والرقة، وذكرت أن الغارات تزامنت مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وخلايا تنظيم “داعش” في محور جبل البشري جنوب غربي دير الزور.
ولم يتبيّن حجم الخسائر الناتجة عن القصف والاشتباكات، فيما زعمت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام أن قوات الأخير قضت على عناصر من فلول تنظيم “داعش” في اشتباكات “ضارية” في بادية دير الزور الغربية، مضيفة أن “الطيران الحربي السوري والروسي، شنّ عدة غارات على مواقع فلول التنظيم في عمق البادية، وما بين دير الزور والرقة، محققاً فيها إصابات دقيقة”.
وفي إدلب، شمال غربي البلاد، قصفت قوات النظام مناطق في بلدة الفطيرة بجبل الزاوية جنوبي المحافظة، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين، وتستمرّ قوات النظام بشكل يومي في القصف على المنطقة رغم خضوعها لاتفاق وقف إطلاق النار.
في موازاة ذلك، وقعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسّطة بين “الجيش الوطني السوري” ومليشيات “قسد” على جبهة كفر خاشر بريف حلب الشمالي، لم يتبين حجم الأضرار الناتجة عنها.
من جانبها، أعلنت قوات الأمن التابعة لـ”قسد” اليوم، عثورها على رجل وزوجته مقتولين بأدوات حادة في منزل بمدينة عين العرب في ريف حلب الشمالي، وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد” أن هناك شكوكاً حول وجود عمل إرهابي، مضيفة أن الرجل وزوجته تعرضا لهجوم من مجهولين في منزلهما بحي بوتان شرقي المدينة، وأسفر الهجوم أيضاً عن إصابة طفل بجروح.
ولفتت المصادر إلى أن أسباب الشكوك في وجود عمل إرهابي هي مقتل الرجل وزوجته بأسلحة حادة “ذبحاً”، ما أثار حالة من الخوف والاستنكار الشديد بين أهالي المنطقة.
وذكرت المصادر أن الضحايا كانوا في منزلهم مع أطفالهم الستة، مشيرة إلى أن الرجل يملك محل صرافة في مدينة عين العرب، وقد يكون الهجوم على منزله أيضاً بهدف السرقة، لكن عملية القتل ترجح وجود هجوم إرهابي أو بدافع انتقامي. وقالت المصادر إن قوات الأمن التابعة لـ”قسد” طوقت المكان ونقلت الأطفال وبدأت التحقيق في الحادثة.
وكان العاملون في الصرافة قد تعرضوا أخيراً لهجمات من مجهولين في مناطق متفرقة شمالي سورية الخاضعة منها لـ”قسد” أو “الجيش الوطني السوري”، وأدّت الهجمات إلى مقتل وجرح العديد منهم.
العربي الجديد